هل يجوز لبس الحذاء في السعي

هل يجوز لبس الحذاء في السعي هو واحد من الأسئلة التي تتبادر إلى الأذهان، لا سيما في مواسم العبادات، ذلك أن الله تعالى قد شرع لنا مواسم للعبادات خاصة، وللحرص على أن يؤدي المسلم العبادة على أكمل وجه، سنبين من خلال موقع مقالاتي أهم الشروط التي تتعلق بالحذاء حال الطواف أو السعي، بالإضافة إلى ذكر نوعه وشكله.

هل يجوز لبس الحذاء في السعي

اتفق جمهور الفقهاء على أنه يجوز للحاج أو المعتمر أن يلبس الأحذية حال السعي، ولا يتوقف الأمر على السعي فقط، بل يجوز لهم أن يلبسوها حال الطواف والصلاة لثبوت ذلك عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وعن الصحابة من بعده، إلا أنه يشترط أن يكون الحذاء نظيفًا، فإن كان به أوساخ أو قاذورات فلا يصح السعي به، كذلك يشترط أن لا يلحق الأذى أو الضرر بالمسجد أو بالمعتمرين، فإن تحقق المسلم أن حذاءه قد يقطع السجاد، أو قد يضر معتمراً فلا يصح السعي به.[1]

اقرأ أيضًا: هل يشترط الوضوء في السعي

هل يجوز لبس الصندل للمرأة في السعي

من سماحة شريعة الإسلام أنها لم تجبر أتباعها على ارتداء نمط أو شكل معين من الأحذية، ذلك أن ما يتوفر لفرد قد لا يتوفر لغيره، وعلى الرغم من ذلك فللمرأة أن ترتدي أي نعل أو حذاء حال السعي، بشرط أن يكون ساتراً للقدم، ويحقق لها المقصد من ارتدائه ألا وهو الستر والحشمة، ولكون المسميات قد تختلف من بلد إلى آخر، ومن قطر إلى الآخر، فيمكن القول إنه يجوز للمرأة أن ترتدي الصندل في السعي إذا ما كان ساترًا للقدم، فإن كان به بعض الثقوب أو الفراغات التي تتنافى مع ذلك، ينبغي لها أن ترتدي تحته الجوارب أو ما يشبهه لسد الخلل.[2]

اقرأ أيضًا: ما هي شروط العمرة للرجال والنساء

حكم لبس الكعب العالي للمرأة في السعي

اتفق الفقهاء على أن لبس المرأة للكعب العالي لا يجوز في السعي أو غيره، لما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من نهي في ذلك، لما فيه من التشبه بالفاسقات اللواتي يرغبن في خداع الرجال، إلى جانب أنه يدفعها إلى التمايل وبالتالي حدوث الفتنة، فقد جاء عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال “كانَتِ امْرَأَةٌ مِن بَنِي إسْرائِيلَ، قَصِيرَةٌ تَمْشِي مع امْرَأَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ، فاتَّخَذَتْ رِجْلَيْنِ مِن خَشَبٍ، وخاتَمًا مِن ذَهَبٍ مُغْلَقٌ مُطْبَقٌ، ثُمَّ حَشَتْهُ مِسْكًا، وهو أطْيَبُ الطِّيبِ، فَمَرَّتْ بيْنَ المَرْأَتَيْنِ، فَلَمْ يَعْرِفُوها، فقالَتْ بيَدِها هَكَذا ونَفَضَ شُعْبَةُ يَدَهُ”.[3]

اقرأ أيضًا: عدد أشواط الطواف بالكعبة هي

حكم لبس الشراب في السعي للرجال والنساء

يختلف الحكم الشرعي في لبس الشراب للرجال والنساء حال السعي، ذلك أن ما يباح للرجال قد يحذر على النساء والعكس، وذلك على النحو التالي:

السعي بالشراب للرجال

بحسب ما قاله كبار العلماء، فإن ارتداء الشراب للرجال في السعي أمر مباح، إلا أن تركه أولى، لذا الأفضل أن لا يلجأ إليه الرجال إلا في حالة الضرورة القصوى، كالخوف من المرض أو الضرر، بل إن بعض الفقهاء، وعلى رأسهم ابن عثيمين أدلوا بأن ارتداء الرجل للشراب في السعي يوجب عليه الفدية، وهي تتمثل في الأضحية أو إطعام المساكين أو صيام 3 أيام.

اقرأ أيضًا: ما هي شروط العمرة للنساء

السعي بالشراب للمرأة

أجمع جمهور الفقهاء بلا خلاف بينهم على جواز ارتداء المرأة الشراب في جميع المناسك الخاصة بالحج أو العمرة، ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل يجوز لها ارتداء السراويل والقمصان وكل ما يحقق لها الستر عن أعين الرجال، كما أنه يجوز لها أن ترتدي ما تشاء من حليها.

اقرأ أيضًا: هل يجوز لبس الساعة في العمرة

الأحذية التي يجوز لبسها في العمرة

من الجدير بالذكر معرفة أن شريعة الإسلام لم تحدد نوعاً معيناً من الأحذية التي يجب ارتداؤها في العمرة أو الحج، إلا أنها حددت بعض الشروط التي متى توافرت في الحذاء جاز لبسه، وتتمثل تلك الشروط فيما يلي:

• الأحذية التي تستر القدم كله: حيث يحرم على المعتمر أو الحاج أن يرتدي الأحذية التي تغطي القدم كله، بما في ذلك الكعب والأصابع، ومن أمثلتها الجزمة أو ما تعرف بالحذاء، فإن فعل ذلك لعلة فلا حرج عليه ويلزمه كفارة.
• النعل: يجوز للمعتمر أن يلبس النعال على مختلف أنواعها وألوانها، ويقصد بها النعال التي تستر القدم من الأسفل فقط، بينما تكشف الجزء الظاهر من القدم والكعب والعقب.
• الأحذية التي تكشف الكعبين: وهي من الأنواع التي اختلف فيها الفقهاء، حيث ذهب البعض إلى جواز ارتداء هذا النوع من الأحذية، بينما قال آخرون بعدم جوازها، ويمكن الخروج من هذا الاستشكال بقول أنه يفضل ارتداء النعال كونها الأقرب إلى السنة، وتتوافر فيها كافة الشروط حتى لا يقع الفرد في محظور، وهذا بالطبع في حق الرجال.

وبذلك يكون قد تم الإجابة عن سؤال هل يجوز لبس الحذاء في السعي، والتعرف على نوع الأحذية المباح ارتداؤها للرجال والنساء في أثناء أداء المناسك، هذا إلى جانب ذكر الحكم الشرعي لانتعال النساء الصنادل أو الأحذية ذات الكعب العالي حال السعي.