هل يجوز المكوث في مكة بعد طواف الوداع

هل يجوز المكوث في مكة بعد طواف الوداع، فطواف الوداع من أنواع الطواف التي أمر بها النبي -عليه الصلاة والسلام- في وقت معين من أوقات الحج، فهي محكومة بالزمان والمكان، ولها عدة أحكام أخرى تتعلق فيها من حيث جواز البقاء بعدها في مكّة، ولذلك يتردد سؤال الحجاج هل يجوز المبيت بمكة بعد طواف الوداع أو المكوث فيها، وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف نتعرف على حكم هذه المسألة المطروحة في أقوال العلماء والشرع الإسلامي.

هل يجوز المكوث في مكة بعد طواف الوداع

لا يجوز المكوث في مكة بعد طواف الوداع؛ لأن ذلك فيه خلاف لأمر النبي -عليه الصلاة والسلام-، الذي قضى بأن يكون آخر عهد المسلم الحاج في موسم الحج هو البيت العتيق، ومُكوث المسلم في مَكة يخالف هذا الأمر والحكمة منه، ودليل ذلك ما رواه البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: “أُمِرَ النَّاسُ أنْ يَكونَ آخِرُ عَهْدِهِمْ بالبَيْتِ، إلَّا أنَّه خُفِّفَ عَنِ الحَائِضِ”[1]، وفي سؤال الإمام ابن باز -رحمه الله تعالى- عن هذه المسألة، قال “فلا يجوز للحاج أن يخرج من مكة إلا بعد طواف الوداع، إذا أراد السفر إلى بلاده، أو إلى بلاد أخرى، وإذا ودع قبل الغروب ثم جلس بعد العشاء لحاجة أو لسماع الدرس أو ليصلي العشاء فلا حرج في ذلك، المدة اليسيرة يعفى عنها”، والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: هل يجوز النوم بعد طواف الوداع

هل طواف الوداع واجب في العمرة

طواف الوداع واجب في العمرة ليس واجباً على الراجح في أقوال أهل العلم، ففي هذا المسألة خلاف بين جمهور العلماء، والراجح فيها ما ذكرناه، والذين أفتوا بذلك استندوا إلى ما صدر عن النبي -عليه الصلاة والسلام- إذ أمر الناس ممن حجوا معه في حجة الوداع، بأن يكون آخر عهدهم بالحج هو البيت العتيق، في حين لم يأمر من اعتمر معه بذلك، وهو الأعلم بشرع الله تعالى بما أوحى له، وفي سؤال الإمام ابن باز -رحمه الله تعالى- عن هذا الحكم، قال “طواف الوداع ليس بواجب في العمرة، ولكن فعله أفضل، فلو خرج ولم يودع فلا حرج. أما في الحج فهو واجب”، وهذا قول الجمهور، والله تعالى أعلم.[3]

شاهد أيضًا: هل يجوز الشراء بعد طواف الوداع

كفارة طواف الوداع

كفارة طواف الوداع هو التوبة والاستغفار وتقديم الذبح، وهذا يتعلق فقط بطوافْ الوَداع للحاج، من حيث أن هذا الطّواف هو واجب على كل حاج حتى ولو أخره قليلاً عن موعده، في حين أنه لا حرج عمن تركه في العمرة، وبالتالي فإن المعتمر ليس عليه كفارة إذا ترك هذا الطواف، ومفارة الطواف للحاج هي ما ذكره العلماء، ومن بينهم الإمام ابن باز -رحمه الله تعالى- الذي قال: “عليه التوبة إلى الله؛ لأنه ترك واجبًا، وترك الواجب معصية، الرسول ﷺ أمر بالوداع، وقال: لا ينفر أحد منكم، حتى يكون آخر عهده بالبيت فهو عاصٍ في هذا العمل، فعليه التوبة إلى الله والاستغفار، وعليه دم أيضًا يذبح في مكة للفقراء؛ لأن من ترك واجبًا منكم، وجب عليه دم، يذبح للفقراء”.[4]

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان هل يجوز المكوث في مكة بعد طواف الوداع، والذي تعرفنا من خلاله على حكم هذه المسألة في أقوال العلماء، كما تعرفنا على حكم هذا الطواف للمعتمر وما هي كفارته للحاج والمعتمر.