جدول المحتويات
هل تعلم لماذا يصوم المسلمين التسع الأوائل من ذي الحجة على الرغم من كونهم لم يفرض الله سبحانه وتعالى فيهم الصيام، وأنهم أيام تطوع عادية قبل عيد الأضحى المبارك؟ وما فضل هذه الأيام ولماذا اُختصت بالصيام دون غيرها من الأيام؟ إذا كنت لا تعرف إجابة هذه الأسئلة فإن هذا المقال كُتب خصيصًا ليجيبك عنها.
التسع الأوائل من ذي الحجة
التسع الأوائل من ذي الحجة هم الأيام الذين يبدأون بفجر اليوم الأول من ذي الحجة، وينتهون بحلول مغرب يوم التاسع من ذي الحجة الذي هو يوم عرفة، ليبدأ أول أيام عيد الأضحى المبارك في العاشر من ذي الحجة، واختص الله هذه الأيام فأمور عظيمة دون غيرها، وأهم هذه الأمور:
- يضاعف الله فيها أجور الأعمال الصالحة كلها.
- ذكرها الله في قرآنه الكريم أكثر من مرة ومن هذه المرات وصفه لها بالأيام المعدودات حيث فسرها الفقهاء أن هذه الأيام هي التسع الأوائل من ذي الحجة التي تعتبر هدية من الله تعالى إلى عباده ليهبهم الأجر العظيم.
- أقسم الله عز وجل بها في قرآنه في سورة الفجر، فقد فسر الفقهاء أن الليال العشر هي الأوائل من ذي الحجة، وقد أقسم الله بها لعظمة شأنها وفضلها الكبير.
- يحب الله تعالى الأعمال الصالحة في هذه الأيام أكثر من أي أيام أُخر، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن: “ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب من العمل فيهن من الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد.
- اختصها الله تعالى كتوقيت لأداء فريضة الحج، وهي فريضة على كل مسلم وركن أساسي من أركان الإسلام.
- اختصها الله تعالى باحتوائها على يوم الثامن من ذي الحجة الذي هو يوم التروية وبداية مناسك فريضة الحج مع اليوم التاسع الذي هو يوم عرفة والركن الأساسي والأعظم من أركان الحج.
- يأتي بعدها اليوم العاشر من ذي الحجة وهو عيد الأضحى المبارك الذي يهبه الله المسلمين لنشر الفرحة والبهجة وصلة الأرحام والتكافل فيما بينهم بلحوم الأضحية.
شاهد أيضاً: أعمال عشر ذي الحجة لغير الحاج
هل تعلم لماذا يصوم المسلمين التسع الأوائل من ذي الحجة
لا يوجد في الأحاديث النبوية الشريفة ما يدل على وجود أسباب خاصة للأيام الأول من ذي الحجة، وكل ما ثبت عن النبي يؤكد على فضلها العظيم وفقط، ولكن تنتشر بين المسلمين معلومات عن أحداث تخص كل يوم من أيام التسع الأوائل من ذي الحجة، وتأتي هذه الأحداث من آثار مشهورة ولكنها غير موثوقة وغير ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه الأفضال تقسم أول ثلاث أيام إلى أيام إجابة الدعاء، والثلث الثاني من التسع أيام تسمية أيام الرزق، أما الثلث الثالث من التسع أيام فيسمونه أيام الفرح والمغفرة، وإليكم تفاصيل الأيام بحسب هذه الروايات المشهورة:
- اليوم الأول: هو اليوم الذي غفر فيه الله تعالى خطيئة آدم الأولى وأكله من الشجرة المحرمة.
- اليوم الثاني: هو اليوم الذي استجاب فيه الله تعالى ليونس وأخرجه من بطن الحوت.
- اليوم الثالث: هو اليوم الذي سمع الله فيه لسيدنا زكريا وأجاب دعاؤه بالذرية الصالحة ورزقه الولد يحيى عليه السلام.
- اليوم الرابع: هو يوم مولد سيدنا عيسى عليه السلام.
- اليوم الخامس: هو اليوم الذي وُلد فيه سيدنا موسى عليه السلام.
- اليوم السادس: هو اليوم الذي فتح فيه الله تعالى كل أبواب الخير لنبيه الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
- اليوم السابع: هو اليوم الذي يأمر فيه الله تعالى بغلق أبواب جهنم ولا يتم فتحها إلا بعد إتمام العشر الأوائل من الشهر.
- اليوم الثامن: هو يوم التروية الذي يبدأ فيه الحجاج أول مناسك الحج.
- اليوم التاسع: يوم عرفة الذي أتم الله فيه الإسلام وأنزل آخر آية من القرآن، وهو اليوم الذي يقف فيه الحجاج بعرفة وهو أعظم أركان الحج.
شاهد أيضاً: ماذا تفعل في أيام العشر من ذي الحجة
الأسباب الحقيقة لصيام يوم عرفة
أوضحنا في الفقرة السابقة أنه لم يتم ذكر فضائل محددة لكل يوم من الأيام الثمانية الأوائل من ذي الحجة باستثناء يوم عرفة الذي وردت الكثير من الأحاديث في فضله وسن واستحباب صيامه، أما إجابة هل تعلم لماذا يصوم المسلمين التسع الأوائل من ذي الحجة فهو لأن الأيام الثمانية الأولى فهم أيام مباركة في الشريعة الإسلامية أقسم بها الله تعالى ويُستحب فيها الأعمال الصالحة كلها، ويقع الصيام ضمن أعظم الأعمال الصالحة في هذه الأيام لذلك يُستحب صيامها، وإليكم أهم أسباب استحباب الصيام بها:
- يستحب في هذه الأيام المباركة كافة الأعمال الصالحة ومن أهمها الصيام، وذلك لأن الله يضاعف فيها أجر الأعمال الصالحة جميعًا.
- الصيام في التسع الأوائل من ذي الحجة أو كافة الأعمال الصالحة تكون خيرًا من أدائها في أي وقت آخر من السنة حيث ورد في هذا الشأن حديث ابن عباس رضي الله عنه أنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من أيام العمل فيها أحب إلى الله من هذه الأيام، قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله، قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك شيء”.
- يستحب الصيام في هذه الأيام لأن الصيام هو العبادة الوحيدة التي اختصها الله تعالى لنفسه وهي من أحب العبادات إليه، وقد ورد في هذا الشأن حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي”.
- يستحب الصيام في ذلك الأيام لأنها تسبق عيد الأضحى المبارك، وقد أهدى الله المسلمين الأعياد للفرحة بعد اجتهادهم في العبادة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذَا أفْطَرَ فَرِحَ، وإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بصَوْمِهِ”.
شاهد أيضاً: هل يجوز الاشتراك في ثمن الأضحية
فضل صيام التسع الأوائل ويوم عرفة
في إجابتنا عن سؤال هل تعلم لماذا يصوم المسلمين التسع الاوائل من ذي الحجة يجدر بنا ذكر الفضل لهذه الأيام وللصيام بها وخاصة يوم عرفة المبارك، فقد اختص الله سبحانه وتعالى هذه الأيام بأفضال لم يختصها لأيام أخرى في العام، لذلك فإن هذه الأيام تعتبر أفضل أيام السنة على الإطلاق، وإليكم أهم أفضال صيام هذه الأيام المباركة:
- تضم هذه الأيام التسعة يوم عرفة الذي يكفر بصيامه ذنوب سنتين سنة سابقة وسنة لاحقة، وقال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: ” صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ”.
- يقرب المسلم من ربه بصبره على عبادة الصيام في هذه الأيام بشكل تطوعي طمعًا في الجزاء من الله.
- يعتق الله تعالى عباده المخلصين الذين اجتهدوا في عبادة هذه الأيام وخاصة يوم عرفة من النيران يوم القيامة.
شاهد أيضاً: هل يجوز صيام عرفة وأنا على قضاء من رمضان
وبهذا نكون انتهينا من إجابة سؤال هل تعلم لماذا يصوم المسلمين التسع الأوائل من ذي الحجة وأوضحنا الأسباب المنتشرة وليس لها أساس من الصحة وأوضحنا الأسباب الحقيقية التي أتت بها الأحاديث النبوية، كما وضحنا فضائل الصيام في هذه الأيام.