هل المداعبة توجب الغسل

إنّ المداعبة لا توجب الغسل بدون أن ينزل الرجل أو أن تنزل المرأة في الشريعة الإسلامية ومعنى المداعية أي اللمس والتقبيل ونحوه من الأمور الأخرى، إلا في حال نزول المني، ولو كان ذلك من غير مباشرة، فإنّه يوجب الغسل على الذي نزل المني منه فقط، أمّا لو كان الأمر جماعًا، فإنّه يوجب الغسل على الاثنين معًا حتى ولو لم يُنزل أحدهما، والله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: طريقة الغسل من الجنابة وفوائده

هل الاستمتاع باليد يوجب الغسل للمرأة

إنّ الاستمتاع باليد للمرأة أو للرجل هو ما يُعرف في الشريعة الإسلامية بالعادة السرية، وقد ذكر علماء أهل السنة والجماعة أنّ ذلك الفعل حرام، وهو يؤدي إلى مفسدة كبيرة على المسلم التوبة منه، وعلى ذلك فيجب الإقلاع عن تلك العادة فورًا، أمّا بالنسبة للغسل، فإنّ الغسل يكون واجبًا في حال أنزلت المرأة المني وهو الشعور الذي يُصاحبه لذة ونشوة، أمّا بالنسبة للسائل الآخر الذي قد لا يشعر المرء بنزوله فهو المذي، ويوجب به الوضوء وغسل المكان الذي نزل عليه من الثياب أو البدن لأنّه نجس.[2]

شاهد أيضًا: هل يجب الغسل بعد العادة سرية للبنات إسلام ويب

متى يجب الغسل على المرأة المتزوجة

يجب الغسل على المرأة المتزوجة بحالين اثنين هما:[3]

الجماع: الحالة الأولى التي توجب الغسل للمرأة هي الجماع وهو أن يولج الرجل فرجه في فرج امرأته لما أخبر به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّ الرجل حين يجلس بين شعب المرأة الأربع وجهدها فعليه الغسل، وقد علّق الإمام النووي على الحديث: “ومعنى الحديث: أن إيجاب الغسل لا يتوقف على نزول المني، بل متى غابت الحشفة في الفرج: وجب الغسل على الرجل والمرأة، وهذا لا خلاف فيه اليوم”.
نزول المني: إنّ نزول المني من المرأة أو حتى من الرجل يوجب الغسل على المسلم، لما أخبر به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّ الماء من الماء، ويكون بعد نزول المني فتور في الجسد وخروجه يصاحبه لذة.

شاهد أيضًا: هل اخراج المنى عمدا يبطل الصيام

هل يجب الغسل بعد التقبيل لغير المتزوجين

إنّ في بعض الحالات قد يُكتب عقد نكاح بين المرأة والرجل، ولكن لا يتمّ فعلًا بسبب عارض ما أو لأنّهما في حالة الخطبة، وقد ذكر علماء أهل السنة والجماعة أنّ التقبيل فقط لا يوجب الغسل إلا في حال نزول المني، ولو كان ذلك من غير جماع فهنا يوجب الغسل على الذي نزل المني منه، سواء كان رجل أو امرأة، وقد ذكر العلماء في هذا المقام: “لا يجب على الرجل ولا على المرأة غسل بمجرد الاستمتاع بالمداعبة أو التقبيل إلا إذا حصل إنزال المني، فإنه يجب الغسل على الجميع إذا كان المني قد خرج من الجميع، فإن خرج من أحدهما فقط وجب عليه الغسل وحده، وهذا إذا كان الأمر مجرد مداعبة أو تقبيل أو ضم. أما إذا كان جماعاً، فإن الجماع فيه الغسل على كل حال، على الرجل وعلى المرأة حتى وإن لم يحصل إنزال”، والله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: هل يجوز مداعبة الزوجة اثناء الصيام

هل ملامسة الأعضاء التناسلية يوجب الغسل

ذكر علماء أهل السنة والجماعة أنّ ملامسة الأعضاء التناسلية لا توجب الغسل على المسلم، ولا يجب الغسل على المرأة المسلمة إلا في حال ولوج الفرج في الفرج، لكنّ مس الأعضاء التناسلية إن مسّ الرجل فرج امرأته، أو مست المرأة فرج زوجها، فإنّه يؤدي إلى انتقاض الوضوء الماس، ويوجب على الشخص نفسه الوضوء، وقد تفرد ابن باز بقوله في المسألة: “الصواب أن مسها- أي المرأة – لا ينقض الوضوء ما لم يخرج شيء بسبب ذلك من المذي أو المني، فإن خرج مني فعليك الغسل، أما إن خرج مذي فعليك غسل الذكر والخصيتين مع الوضوء الشرعي، أما إن كان المس لفرجها أو فرجك بغير حائل، فإنه ينتقض الوضوء بذلك؛ لأن مس الفرج من الرجل والمرأة ينقض الوضوء”.[4]

شاهد أيضًا: هل ممارسة العادة تفسد الصيام للنساء

هل يجب الغسل بعد المداعبة أثناء الحيض

إن أجنبت المرأة في أثناء حيضها، فإنّ الغسل غير واجب عليها في أثناء الحيض؛ لأنّها أصلًا غير طاهرة، وإنما يكون عليها غسل واحد لما تنتهي من حيضتها، وقد ذكر الإمام الشافعي -رحمه الله- في كتابه الأم تعليقًا على تلك لمسألة: “ذا أصابت المرأة جنابة ثم حاضت قبل أن تغتسل من الجنابة لم يكن عليها غسل الجنابة وهي حائض، لأنها إنما تغتسل فتطهر بالغسل وهي لا تطهر بالغسل من الجنابة وهي حائض، فإذا ذهب الحيض عنها أجزأها غسل واحد، وكذلك لو احتلمت وهي حائض أجزأها غسل واحد لذلك كله، ولم يكن عليها غسل، وإن كثر احتلامها حتى تطهر من الحيض فتغتسل غسلا واحداً”.[5]

شاهد أيضًا: هل يجوز فعل العادة سرية في ليل رمضان

هل وصول المرأة للنشوة يوجب الغسل

إنّ وصول المرأة إلى النشوة دون جماعها ودون نزول المني لا يوجب الغسل على قول علماء أهل السنة والجماعة، أمّا إذا كان الوصول إلى النشوة مع خروج المني عند المرأة فالواجب عليها هو الاغتسال، ولو كان ذلك فقط من المداعبة دون الجماع، وقد ذكر علماء أهل السنة والجماعة في صفة المني عند المرأة: “: فهو أصفر رقيق، وقد يَبْيضّ لفَضْل قُوَّتها، وله خاصيتان يعرف بواحدة منهما: إحداهما: أن رائحته كرائحة مني الرجل، والثانية: التلذذ بخروجه، وفتور قوتها عقب خروجه”، والله أعلم بكل أمر.[6]

إلى هنا نكون قد انتهينا إلى آخر مقال هل المداعبة توجب الغسل وذكرنا رأي علماء أهل السنة والجماعة في المسألة، وأوضحنا الحكم الشرعي الخاص بمداعبة المرأة في أثناء حيضها وهل عليها الغسل لو أنها أجنبت ونحو ذلك من الأمور الأخرى.