هل اسلمت ملكة سبأ … معلومات عن قوم سبأ وملكتهم وأهم صفاتها بالتفصيل

هل اسلمت ملكة سبأ سؤال يطرح في إطار دراسة قصص الأقوام السابقة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم لأخذ العبرة والدروس في كتاب مُعجِز يُتلى إلى يوم الدين، حيث كانت قصتها من القصص المرتبطة بزمن نبي الله سليمان -عليه السلام-، ودارت العديد من الأحداث في هذه القصة.

قوم سبأ

يعد قوم سبأ من الأقوام الذين ذكروا في القرآن الكريم، حيث وردت قصتهم مع سيدنا سليمان -عليه السلام- من باب ذكر أخبار الأقوام السابقين وما فعلوه تجاه دعوة الأنبياء والرسل لهم للامتثال لأوامر الله تعالى، حيث كان يحكم قوم سبأ ملكة عظيمة الملك والشأن، وكان قوم سبأ مشركين بالله تعالى يسجدون للشمس من دون الله، ومن أهم ما ميّز المملكة وجود القوة العسكرية النوعية لهؤلاء القوم.

وقد ذكرت العديد من المصادر الدينية والتاريخية بعض المعلومات عن قوم سبأ ومع ملكتهم، ففي الثقافة والمصادر العربية عُرفت باسم بلقيس، بينما تشير بعض المصادر المسيحية إليها باسم نيكولا، وبعض المصادر الإثيوبية التي تعد من أهم رموزها التاريخية فوردت في هذه المصادر باسم مكيدا.[1]

هل اسلمت ملكة سبأ

إن الإجابة عن سؤال: هل اسلمت ملكة سبأ يقود إلى معرفة تفاصيل قصتها مع سيدنا سليمان -عليه السلام-، فقد حشر لسيدنا سليمان -عليه السلام- جنوده من الإنس والجن والطير وكان طير الهدهد غائبًا في أحد المرات، فعندنا حضر الهدهد أخبره بوجود قوم يسجدون للشمس من دون الله، وكان سليمان -عليه السلام- قد عُلِّمَ منطق الطير فتكلم مع الهدهد، وأراد أن يتأكد من صدق الهدهد في الخبر الذي أُخبر به فأرسل برسالة إلى قوم سبأ وملكتها يطلب منهم أن يأتوه مسلمين، فكان رد الملكة أن أرسلت له بهدية لتعرف عن قوته وملكه بعد أن يوصل رجالها الهدية له، فأدركوا ملك سليمان -عليه السلام- العظيم وأنهم أمام مملكة لا حدود لقوتها وسلطانها.[2]

وما كان منها إلا أن تأتي في زيارة لمملكة سليمان -عليه السلام- استجابة لدعوته لها، وقبل ذلك فكر سيدنا سليمان -عليه السلام- في طريقة تجعل ملكة سبأ تُدهش من ملك سيدنا سليمان -عليه السلام-، وكانت ذلك بأن نادى بين الملأ أي منكم يستطيع أن يأتيني بعرش الملكة قبل أن يصلوا إلينا.

وعندها قال عفريت من الجن بأنه يستطيع ذلك قبل أن يرتد إليه طرفه ليكون العرش كما هو ماثلًا أمامه دون أي اختلاف، لكنه أمره بإحداث بعض الاختلافات عن عرشها ليكون ذلك امتحانًا لملكة سبأ، وحين وصلت رأت عرشها كأنه هو ماثلًا بين يديها، فأدركت عظمة الله والمعجزة التي أجراها الله على يدي نبيه الكريم، وأيقنت بأن عقيدة قومها يشوبها الخلل، وأسلمت مع سليمان -عليه السلام- لله رب العالمين.[2]

ملكة سبأ وصفاتها

بعد الإجابة عن سؤال: هل اسلمت ملكة سبأ لا بد من الإتيان على ذكر بعض مناقب شخصية ملكة سبأ والتي يمكن استخلاصها من قصتها مع نبي الله سليمان -عليه السلام-، حيث ظهرت من خلال القصة العديد من مناقب هذه الشخصية القيادية التي يمكن الاستفادة منها على صعيد إدارة حياة الشعوب، وفيما يأتي أبرز صفات ملكة سبأ:[3]

• الحكمة والتأني: إن من أبرز ما يميز شخصية ملكة سبأ هي الحكمة في إصدار الأحكام والقرارت، فهي لم تتوجه للحل العسكري لقتال جيش سيدنا سليمان -عليه السلام-، وإنما بحثت عن وسيلة تستطيع من خلالها استطلاع حجم هذه المملكة والجيش قبل أخذ الخطوة التالية.
• استشارة ذوي الخبرة والرأي: حيث لم يكن رأي ملكة سبأ فرديًا خالصًا، ولم تُصدر حكمًا مُطلقًا رغم امتلاكها لصلاحية إصدار الحكم ووجود السلطة لتنفيذ هذا الحكم.
• احترام الآخر: إن من صفات ملكة سبأ في القيادة احترام أهل الحكمة والاختصاص من قومها بالأخذ برأيهم فيما جاءها من قوم سليمان -عليه السلام-، وكذلك احترامها لكتاب سيدنا سليمان -عليه السلام- وما جاء في مضمونه ووصفها له بالكتاب الكريم.
• الحيادية: حيث إن ملكة بلقيس لم تفرض رأيها على قومها من خلال استعراضها لمحتوى رسالة سيدنا سليمان -عليه السلام- لها، بل عرضت محتوى الرسالة كما جاءَها، ولم تهدف إلى استغلال سطلتها في كسب تأييد قومها بالتأثير عليهم كي ينحازوا لرأي دون آخر.
• عدم التكبر: إن مما ميز شخصية الملكة هو عدم إظهار الكبر عن الحق، فعندما شعرت بأن ملك سيدنا سليمان -عليه السلام-، وما حدث مع جلب عرشها إلى مكان آخر هو معجزة من عند خالق عظيم لم تنكر ذلك، وجعلت فطرتها الإنسانية السليمة دليلها لأخذ موقف متدبر في ذلك وكان ذلك سببًا للإيمان بالله تعالى.

وهكذا تمت الإجابة عن سؤال: هل اسلمت ملكة سبأ استنادًا إلى قصتها التي ذكرت في نص القرآن الكريم، كما تم الحديث عن بعض التفاصيل الخاصة بقصة سيدنا سليمان -عليه السلام- مع ملكة سبأ، فضلًا عن ذكر بعض مناقب شخصية الملكة في قيادة قومها وحكمهم لها، والتي يمكن الاستفادة من هذه الشخصية على الصعيد الإداري والقيادي.