جدول المحتويات
موضوع تعبير عن الوطن ومحبته الفطرية التي تسكن القلوب وتزدهر داخلها يومًا بعد يوم دون إرادة منا، فنولد ونحن نحب الوطن بالفطرة ثم نترعرع فوق أرضه وسمائه فنصير جزءاً لا يتجزأ منه، ويصبح انتمائنا إليه حتميًا فنَسيمه العليل يبعث الطاقة في نفوسنا وشمس صباحه تجدد الأمل في قلوبنا، ولا نجد السعادة سوى بين أحضانه فإن تركناه صرنا أجسادًا خاوية بلا أرواح ومتى عدنا إليه عدنا للحياة من جديد فلا بديل للوطن ولا مثيل له. لذا بقلوب تحيا على محبة الوطن نقدم إليكم فيما يلي موضوع تعبير عن الوطن.
موضوع تعبير عن الوطن
تغنى الشعراء منذ القدم في قصائدهم عن الوطن وأبدع المؤلفين في التحدث عنه في الكتب والقصص والمقالات، ومع ذلك لم يوفيه أحد قدره ولم تكفي الكلمات والسطور للتعبير عن مقامه في القلوب، فالوطن سماء وأرض ونسيم وأهل وأحبة وشوارع وأزقة نشأنا بين أحضانها وحملنا من كل شيء منها ملمح في القلوب والشخصيات، فإن نظرت للقلوب وجدتها صافية كصفاء سمائه في يوم صيفي مشرق، وإن نظرت للشخصيات وجدتها قويةً كجباله وأصيلةً كأرضه فتصبح هي والوطن كوجهين لعملة واحدة لا يمكن التفريق بينهما.
هويتنا ناقصة دون محبته وأرواحنا تائهة دون الانتماء إليه فمن لم يحب الوطن لن يعرف في حياته أي لون من ألوان الحب لا لأهل ولا صحب حتى أنه لن يعرف كيف يحب نفسه، ومن لم يحمل على كتفيه عاتق تطوير الوطن ودفعه للأمام لا فرق بينه وبين الابن العاق، ومن لا يحمي وطنه ولا يدافع عنه ضد المعتدين والكارهين سواء من الداخل أو الخارج فهو خائن لا يستحق التنفس تحت سماءه.
يمكنك الإطلاع أيضًا على: موضوع تعبير عن حب الوطن
عناصر موضوع تعبير عن الوطن
موضوع التعبير الناجح لا بد أن يتضمن قائمة بالعناصر التي ستطرح من خلاله، ومن العناصر التي يمكن طرحها من خلال موضوع تعبير عن الوطن هي:
- مقدمة عن الوطن.
- ما هو الوطن.
- مكانة الوطن في القلوب.
- ما هو واجب كل مواطن تجاه الوطن.
- ما هي مسئولية كل مواطن تجاه الوطن.
- كيف نحمي الوطن من أعداءه.
- كيف نحب الوطن.
- كيف يكون الإخلاص للوطن.
- ماذا يعنى الانتماء للوطن.
- حب الوطن في الإسلام.
- خاتمة عن الوطن.
قد يهمك أيضًا الإطلاع على: قصص في حب الوطن
مقدمة موضوع تعبير عن الوطن
الوطن هو أرضٌ حملت خطانا منذ الصغر نحو أحلامنا وآمالنا وحتى أكبر مخاوفنا، هو سماءٌ شهدت على أقصى اللحظات التي مررنا بها وأسعد الأوقات التي تمنينا لو أنها لا تنتهي، هو أزقةٌ شهدت على طفولتنا وضحكاتنا وبكائنا في كثير من الأحيان، هو شوارعٌ لمسنا فيها أولى معالم بلوغنا وتركنا في كل مكان منها خطوة تشهد على ما خضناه من معارك لنحقق المجد، هو مزيج بين كل شيء تشكلت منه هويتنا لذا فنحن دونه لاشيء.
الشقاء الحقيقي يكون في البعد عن الوطن فلا سعادة والروح حبيسة مكان والجسد في مكان آخر، فالشوق إليه يبقى حيًا في القلوب مهما طال الزمن والحنين إليه يظل مشتعلاً في القلب في كل مكان وزمان فكما قال الشاعر”وطني إليك أحن في سفري وفي حضري اجل وبيقظتي ومنامي”، فحتى وإن أبصرت العيون أوطانًا أجمل وأكثر تقدمًا منه وتتفوق عليه في كل شيء فلن تبصر القلوب وطنًا تحبه أكثر منه.
وحبيبنا المصطفى -عليه الصلاة والسلام- ضرب لنا مثلاً رائعًا في محبة الوطن منذ آلاف السنين، فحزنه على فراق مكة المكرمة نتعلم منها أن مفارقة الوطن لا تقل حزنًا عن مفارقة الأهل والأحباب، ومحبته المطلقة لها نتعلم منها أن حب الوطن لا يكون لمال ولا بنيان أو بأس وقوة وعلو بين بقية الأوطان بل هي محبة فطرية لا تتغير ولا تتبدل مهما كان مقام الوطن، فيا ليتنا جميعًا نحب الوطن كما أحبه رسول الله-صلى الله عليه وسلم- حين قال في حب وطنه:”مَا أَطْيَبَكِ مِنْ بَلَدٍ وأَحبَّكِ إلَيَّ، وَلَوْلَا أَنَّ قَوْمِي أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا سَكَنْتُ غَيْرَكِ“.
ما هو واجبنا نحو حب الوطن
الوطن كالأم الحنون تربينا وتعتني بنا صغارًا وتوجهنا للصواب كبارًا والابن البار بوالدته هو من يحمل في قلبه لها عرفانًا بالجميل ويسعى لإرضاءها وإسعادها بكل الطرق الممكنة، وهذا هو واجب كل مواطن تجاه وطنه أن يحمل الحب له حيث كان وأن يعمل على الإعلاء من شأنه قدر استطاعته، فلا يتحمل مسئولية الوطن مجموعة من أبنائه فقط دون البقية بل هي مقسمة عليهم جميعًا بالتساوي فمن يهمل أو يقصر فيما أوكل إليه من مسئوليات ظناً منه أنه لا قيمة لها ولن تفيد الوطن بشيء تسبب في انهيار الوطن دون أن يعي فأصغر مسئولية يتحملها أي مواطن هي مهمة حتى وإن ظن عكس ذلك.
فأقل مثال يمكن أن يقال هنا هو المسئولية التي يتحملها المواطنين في الحفاظ على نظافة الشوارع والمدن فإن أهمل المواطنين مسئولية الحفاظ على نظافة الوطن وتقاعس كذلك عمال النظافة عن تحمل مسئولية تنظيفها فسنجد القمامة تتراكم في كل مكان تلوث الهواء وتفسد البيئة، لذا على كل شخص أن يتحمل مسئوليته ولا ينظر لها نظرة دونية فتقدم الوطن ورفعته بين بقية البلدان هي نتاج وحصيلة ما يلتزم به كل مواطن من مسئوليات، لذا فواجب الطفل الصغير نحو وطنه لا يقل أهمية عن واجب اكبر مسئول في الوطن.
قد يهمك أيضًا قراءة: قصص عن الوطن
موضوع تعبير عن الوطن قصير بالعناصر
تبنى الأوطان بالجد والاجتهاد والسعي نحو التغيير للأفضل وبطلب العلم وتحصيل المعرفة من كل حدب وصوب، لذا فالطالب كالجندي في الميدان فإن كان الجندي يرابط على الحدود ليحمي الوطن من كل غادر وخائن ويحمل سلاحه مستعدًا طوال الوقت لاستخدامه ضد من يريد شرًا بالوطن، فالطالب سلاحه العلم والمعرفة وساحة معركته هي الكتب والصفوف الدراسية والأبحاث العلمية لذا عليه أن يناضل لتحصيل العالم النافع فهو السبيل الوحيد لرفعة الوطن.
فالجهل عدو خطير يفتك بالأوطان ويهدد سلامها وأمنها ويجعلها في مؤخرة الدول، ومن مسئولية أبناءه العلماء هو حماية بقية المواطنين من وحش الجهل قبل أن يفتك بعقولهم ويدمرها فيدمروا الوطن، فقد يؤذي الابن والدته بجهله لذا فهو عدو يهدد الأوطان خفيةً يجب محاربته لحماية الوطن من شره.
خاتمة موضوع تعبير عن الوطن
حفنة من أرض الوطن هي أغلى من كل كنوز العالم وساعةٌ نقضيها بين أحضانه خيرٌ من دهر نقضيه بعيدًا عنه، هو ملجأ التائهين وحصن الخائفين والبيت الكبير الذي يضم الجميع من كل حدب وصوب دون التفرقة بينهم. الوطن هو الحب الأنقى فلا ننتظر مقابله شيء ونقدم للبرهنة عليه كل شيء أرواحنا وأموالنا وأولادنا، ففي رفعته مجدنا وفي استقلاله عزنا وتقدمه فخرٌ لنا وكرامته من كرامتنا، لذا فالروح فداءه متى طلبها فلا قيمة لها إن خطى على أرضه عدو جبان، ولا فائدة منها إن لم نلحقه في مقدمة البلدان ولا قيمة للحياة إن لم نضع الوطن في أعلى القمم لنفخر به بين الأمم.
بذلك نكون قد قدمنا لكم موضوع تعبير عن الوطن ومحبته، وتطرقنا من خلالها للحديث عن مسئولية وواجب كل مواطن تجاهه ليعلوا مقامه بيم الأمم.