جدول المحتويات
للإجابة على سؤال كيف تتقبل النقد من الاخرين الذي يؤرق الكثيرين ممن يتعرضون لانتقادات في أوقاتٍ كثيرة، يجب معرفة معنى كلمة “النقد” أولًا كما يجب التفرقة بين النقد البنّاء والنقد الهدّام، فالأول يساعد على بناء الإنسان وتقوية شخصيته والثاني يهدم ثقته بنفسه ويجعله عُرضةً للسقوط في أي وقت، فالنقد سلاحٌ ذو حدين، إما أن يقود الإنسان إلى أعلى المناصب وإما أن يدفعه إلى الهوية.
كيف تتقبل النقد – تعريف كلمة “نقد”
للنقد تعريفات عديدة تختلف باختلاف الفن أو الموقف أو المجال الذي يستخدم فيه، ولكن هناك تعريفين ثابتين له في كل المجالات وهما:
- تعريف النقد لغويًا: يُعرف النقد على أنه عملية تصنيف وفحص الدراهم والذهب والمال وإخراج الزائف منها تبعًا لبعض المعايير المُتّبعة.
- تعريف النقد اصطلاحًا: يختلف تعريف النقد اصطلاحيًا من فن لآخر ومن مجالٍ لمجالٍ آخر، ولكن بشكلٍ عام يُعرّف على أنه تمحيص وتدقيق في العميل كله واستخراج الأخطاء منه وتطبيق معايير الجودة والاختيار عليه.
شاهد أيضًا: فن التعامل مع الحياة.
الفرق بين النقد البنّاء والنقد الهدّام
قام العلماء بتصنيف “النقد” إلى نوعين رئيسن هما: النقد البنّاء والنقد الهدّام، وهذان النوعان مختلفان تمامًا عن بعضهما، فأحدهما يدفع الإنسان إلى النجاح والتقدم والثاني يلقي به في هاوية الفشل.
النقد البنّاء
هو النوع الجيد من النقد وهو الذي يقوم على أسس وخطوات علمية، بمعنى أن الناقد يقوم بنقد موقف معين بناءً على تفكيرٍ منطقي، ويكون غرضه من هذا النقد هو النصح والإرشاد وتقويم سلوك الشخص الذي تعرض للنقد، ويكون في نهاية هذا النقد دائمًا نصيحة أخوية من أجل حث الشخص المخطئ على التطوير من قدراته.
النقد الهدّام
معظم الأشخاص يتعرضون لهذا النوع من النقد وتحديدًا إذا كانوا ناجحين في حياتهم العملية أو الاجتماعية، وهذا النوع مكروه جدًا لأنه يقوم على مبدأ “النقد المجرد من الأسباب”، أي قوم الناقد بالاعتراض على أي شيء يقوم به الشخص الآخر وينقده دون تقديم أسباب أو حلول لهذه المشكلة، الأمر الذي يدفع الشخص المُعرض للنقد إلى الشك في نفسه مما يؤدي إلى حدوث مشكلة ضعف الشخصية لديه، وتكون السبب في هذه المشكلة كلمة خرجت من فم شخص حاقد.
شاهد أيضًا: كيف ترد على الشخص الساخر بعدة طرق مختلفة.
كيف تتقبل النقد
هناك العديد من الخطوات التي يجب الالتزام بها عند التعرض للنقد من أي شخصٍ آخر، وهذه الخطوات عند تطبيقها من الممكن أن تقلب الطاولة على الشخص الناقد إذا كان غرضه سيئًا أو يحاول زعزعة ثقة الإنسان في نفسه، وهذه الخطوات هي:
- الاستعداد: يجب أن يكون الشخص المُعرض للنقد مستعدًا جدًا لسماع الانتقادات من المحيطين حوله خاصةً إذا كان يتحدث في أمرٍ غير مألوف على مسامع الآخرين، وهذه الخطوة ستكون الأساس لباقي الخطوات.
- عدم الانسياق وراء المشاعر: بعد تطبيق الخطوة الأولى فإن الشخص سوف يكون لديه استعدادًا جيدًا لتلقي أي نقدٍ موجه إليه، وبالتالي لن ينفعل أو ينساق وراء مشاعره عند اتخاذه لأي قرار، فالغضب من الممكن أن يقود الإنسان إلى الوقوع في الخطأ.
- التحدث من موقع القوة وليس موقع الضعف: يجب على الشخص أن يضع في اعتباره أنه على حق في بادئ الأمر وأن يتحدث من منطق القوة وليس الضعف، حتى تتبين له نية الشخص الذي أمامه فإن كانت خيرًا فلينصت له وإن كانت شرًا فليثبت على موقفه.
- العقلانية: يجب أن يكون الإنسان عقلاني عند الرد على أي نقد حتى يستطيع الدفاع عن نفسه بصورة جيدة، بمعنى أنه يفكر أولًا في هذا النقد ثم بعد ذلك يقوم بالرد عليه بشكلٍ حازمٍ وممنهج.
- العقيدة الراسخة: يجب أن يكون لدى الشخص عقيدة راسخة في شخصيته، ومعنى ذلك أنه يأخذ ما يفيده من أي حديث ولا يلتفت لأي انتقادٍ ينتقص منه أو يُسفه من أفكاره، ويجب عليه الثقة التامة في قدراته وشخصيته.
وفي نهاية مقالنا قمنا بالإجابة على سؤال كيف تتقبل النقد من الآخرين، واوضحنا الفرق بين النقد البنّاء والنقد الهدّام، كما بينّا تعريف كلمة “نقد” في اللغة العربية وفي الاصطلاح العام الذي يُستخدم في مجالات وفنون كثيرة.