من هو جحا ولماذا سمي بهذا الاسم

من هو جحا ولماذا سمي بهذا الاسم، من منا لم يسمع بنوادر وقصص جحا التي باتت تُعد جزءاً من الإرث العربي الشعبي المتناقل للأجيال، حكايات حملت بين طياتها الفكاهة ما عرُف باسم الفكاهة بالأدب العربي، فمن هو جحا؟ وهل هو حق وجد وعاش، وبدر عنه كل ما يروى عنه أم أنه محض خيال، هذا ما سنتمكن من التعرف عليه خلال مقالنا عبر موقع مقالاتي بجانب ذكر بعض نوادر وطرائف جحا.

من هو جحا

جحا هو رجل فقير وبطل حكايات وطرائف ونوادر مضحكة كثير رويت ونسبت إليه، فهو شخصية هزلية خيالية والبعض يرى أنها كان له وجود في سالف العصر، واتصفت شخصية جحا بالسذاجة والحماقة أحياناً مع المواقف المضحكة والغريبة، ولكن هذا ما قد يبدو في الظاهر وعند التأمل في شخصية جحا، فهو كان ذكياً واقعياً يحاول التخلص من مشاكله بطريقة كوميدية ساخرة ربما تتجلى في سخريته من الحياة ذاتها، وهذا ما يعرف بالتحامق والتباله، ووردت طرائف جحا في الكثير من مؤلفات النوادر العربية وأشهرها كتاب أخبار الحمقى والمغفلين لمؤلفه ابن الجوزي.

شاهد أيضًا: من هو مخترع الغواصة وفي أي عام

لماذا سمي جحا بهذا الاسم

اسم جُحا هو اسم عربي وكنية منسوبة لشخصية هزلية مضحكة، أما عن سبب التسمية فلا يوجد سبب لعينه أدى إلى نسب هذه التسمية للشخص، فأصل الفعل المشابه للاسم جُحا هو “جَحا” والمقصود به أقام في المكان واستقر، وقد ورد اسم جُحا لأول مرة في كتاب الجاحظ “القول في البغال” عند روى نوادر نسبها للشخص يدعى نوح أب الغصن وكنيته جُحا، ثم جاء ذكره بعدة مؤلفات، ولكن نسب لقب جُحا للأشخاص مختلفون.[1]

أين ولد جحا

ولد جُحا المنسوب في الأدب العربي لشخصية نوح أبي الغصن في الكوفة عام 60 هجري في زهو عهد الدولة الأموية، وقضى حياتها فيها متنقلاً بين الناس بصحبة حماره الذي يُعد مرافقه الدائم في كل نوادره الذي رُويت عنه، وحسب الروايات الأكثر شيوعاً في الأدب العربي، فقد توفي جُحا بفترة حكم أبي جعفر المنصور في عام 160 هجري بعد أن عاش ما يقارب 100 عام في متنقل في أرجاء الكوفة فقيرُ زاهد يستحكمه الناس في مسائلهم ليحلها بطرقه.

من هو جحا الحقيقي

يعتقد البعض أن شخصية جُحا مجرد شخصية فكاهية مستلهمة من القصص الشعبية القديمة للتسلية والترفيه، ولكن لقب جُحا ورد في أكثر من مؤلف وكتاب، وتضاربت الرواية على من هو جُحا الحقيقي، فنسب اللقب لعدة أشخاص عاشوا في أزمنة مختلفة، ومن المرجح أن أحدهم هو جحا الحقيقي، وفيما يلي أسماء الشخصيات التاريخية التي نُسب لها لقب جُحا:[2]

• دُجين أبو الغصن: وهو دُجين أبو الغصن بن ثابت البصري ولقبه جُحي أو جُحا، ولد دجين وعاش في الكوفة، وهذا هو جُحا الحقيقي حسب ما ورد عن الذهبي والجاحظ.
• نصر الدين خوجة: وهو القاضي الزاهد خوجة، الذي عاش متقشفاً في قرية خورتو، في السنة 600 للهجرة، وتميز نصر الدين خوجة بإعطاء الحكم على شكل طرائف وقصص مضحكة، لذلك أحب الناس الاحتكام إليه والاستماع لخطاباته.

شاهد أيضًا: من مخترع المدرسة .. متى تم اختراع المدرسة

من نوادر جحا المضحكة

وردت الكثير من النوادر والطرائف الهزلية عن جُحا، وغيما لي بعض نوادر جُحا المضحكة:

• نزل جُحا من القطار وكانت معه حقيبة كبيرة فإذا بلص يسرقها ويمضي، لم يبدر من جُحا أي نداء أو صراخ، بل تبع اللص ماشياً خلفه فتبعه جحا، ولما وصل لطريق منزله انتشل الحقيبة من اللص الحقيبة، وشكره على صنيعه بحمل حقيبته الثقيل دون أجر.
• في إحدى المرات عندما كان جحا يسير برفقة حماره، وإذ بمار يقول له ساخراً: يا جحا عرفتك حمارك ولم أعرفك أتصدق!، فرد عليه جحا: من الطبيعي أن تعرف حماري قبلي، فالحمير تتعرّف إلى بعضها البعض بسرعة.
• في إحدى المرات نزل جُحا في خان ليبيت فيه، ولكنه لم ينم إذ استمر طوال الليل صوت حركة أخشاب السقف، وفي صباح اليوم التالي ذهب لمسؤول الخان ليسأله عن مصدر الصوت، فأجابه صاحب الخان: لا تخف بناء خاننا قوياً ولا ينهار، ولكن الأخشاب كانت تسبح الله ليلاً، فرد عليه جحا: أنت صادق ولكننّي أخاف بعد تسبيح الأخشاب أن تقرر السجود سجوداً طويلاً لا تقوم بعده.
• في إحدى المرات، فقد جحا أثر حماره ولم يجده، وسأل عنه بالسوق والأزقة فما وجده سر خير سرور، فتعجب الناس لحاله وسألوه عن سبب سعادته، فرد جُحا قائلاً: أحمد الله أني لم أركب على الحمار، لأنني لو ركبت لضعت معه.
• أراد جُحا أن يهيأ بيته ليتزوج فقد النجار، وأوصاه أن يجعل خشب السقف مكان خشب الأرض، وخشب الأرض مكان خشب السقف، فستغرب النجار لما سمعه، فسأل ولما أعكس الأمور هكذا!، فرد جحا قائلاً: سأتزوج قريباً وعندما تحل المرأة بالمكان ستغلب الأمور ويتعدل الحال، فالمرأة لا تحل بمكان إلا أن تقلبه رأساً على عقب.

وإلى هنا نكون وصلنا لختام مقالنا من هو جحا ولماذا سمي بهذا الاسم، وهو إحدى أشهر الشخصيات التي وردت في كتب النوادر العربية، وتم تناقل عنها الكثير من القصص الهزلية ذات المغزى والحكمة.