جدول المحتويات
من هو الذي قام بوضع النقاط على الحروف في اللغة العربية؟، ولماذا تم تشكيل القرآن الكريم رغم بلاغة وفصاحة العرب، ومن الذي ساهم في وصول حرف أبجدية اللغة العربية، اللغة العالمية، إلى الشكل الحالي دون الحاجة إلى فك رموز الحروف، ومن خلال السطور التالية يلقي موقع مقالاتي الضوء على من هو الذي قام بوضع النقاط على الحروف في اللغة العربية؟، وما هي إسهاماته ومراحل وضع النقاط على حروف اللغة العربية.
تاريخ اللغة العربيّة
إن اللغة العربية تعد من اللغات السامية وأقدمها، وهي واحدة من اللغات الرسمية للأمم المتحدة، ولها عظمة ومكانة كبيرة وانتشار واسع، لكونها لغة القرآن الكريم كلام الله عز وجل، وأيضا هي اللغة التي تحدث بها سيدنا آدم أبو البشر، علاوة على أنها اللغة التي حفظ بها العديد من الخطوطات والمنقوشات، ويتحدث بها نحو ثلاثمائة مليون شخص كلغة أم أو لغة ثانية، لذا تحتل المرتبة الـ 5 في عدد الناطقين عالميا، ومرت اللغة العربية بالعديد من مراحل التطوير، إذ عثر على أول نص عربي في الألفية الأولى قبل الميلاد، وتشير الدلائل إلى اللغة العربية البدائية استخدمت في شمال شرق شبه الجزيرة العربية والشام. [1]
شاهد أيضا: ما هي اطول كلمة في اللغة العربية
من هو الذي قام بوضع النقاط على الحروف في اللغة العربية؟
اختلف العلماء في تحديد من الذي قام بوضع النقاط على الحروف في اللغة العربية؟، فالبعض رأى أنه علي بن أبي طالب، والبعض الآخر يرى أنه أبو الأسود الدؤلي، فيما يرى آخرون أنه نصر بن عاصم الليثي، ولكن الرأي الأغلب يشير إلى أن الذي قام بوضع النقاط على الحروف في اللغة العربية هو أبو الأسود الدُّؤَلي بطلب أمير العراق في ذلك الحين زياد بن أبيه، وتتلمذ على يده مجموعة العلماء أبرزهم نصر بن عاصم الليثي، والخليل بن أحمد الفراهيدي، وهم من وضعوا قواعد النحو والإملاء علاوة على تشكيل نهايات الكلمات.
الحروف العربية بدون نقاط
انتشرت اللغة العربية انتشارًا واسعا بعد بعثه النبي صلى الله وسلم ونزول القرآن الكريم، وزيادة أعداد المسلمين، بجانب فتوحات المسلمين في القرن السابع والثامن، وكان العرب يكتبون اللغة العربية بدون نقاط أو تشكيل لفصاحة العرب وقدرتهم اللغوية على تتميز وقراءة الجمل وفهم المقصد النص من خلال السياق، علاوة على قدرتهم على وضع الحركات الأربع “الضم والكسر والفتح والسكون” في مواضعها، ومع مرور الوقت تطورت طريقة وكتابة الحروف العربية على يد علماء كان هدفهم الرئيسي هو المحافظة على اللغة العربية.
شاهد أيضَا: كم عدد حروف اللغة العربية
سبب وضع النقاط على الحروف
يعد السبب الرئيسي لوضع النقاط على الحروف، هو اختلاط العرب بالأعاجم، بعد الفتوحات الإسلامية التي جعلت اللغة العربية لغة عالمية، ولكون سكان تلك المناطق لا يعرفون اللغة العربية أخلط الناس بين الحروف، مما أدى إلى ضعف اللغة العربية، الأمر الذي دفع العلماء إلى التحرك لضبط اللغة العربية، من أجل الحفاظ على القرآن الكريم من وصول اللحن إليه وتغيير معانيه.
أهمية وضع النقاط على الحروف
ساهمت النقاط التي وضعها العلماء على الأحرف، في إعطاء أهمية للكلمة والمعنى المنظم لها، علاوة على اختيار المعاني المناسبة للنص وللكلام، وحققت النقاط للغة العربية مجموعة من المزايا وهي:
- جعلت النقاط الحروف أكثر تميزًا وشفافية.
- أعطت الأحرف مرونة من حيث فهم الكلام ومعانيه.
- ساهمت في نشأة علمي النحو وقواعد الإملاء.
- مكنت المتحدث باللغة العربية من تكوين جمل منظمة ومنمقة، وكتابتها بحرية.
مراحل وضع النقاط على الحروف
مرت اللغة العربية بمراحل تطوير كبيرة، من الارتقاء بها والمحافظة عليها، خاصة بعد دخول ألسنة غير عربية في الإسلام، وتدخل العلماء لتقويتها بوضع النقاط على الأحرف، ومرت عملية التنقيط بالمراحل الآتية:
المرحلة الأولى على يد
أبو الأسود الدؤلي
اختلف العلماء حول من أول من وضع النقاط بين أبو الأسود الدؤلي وتلامذته يحي بن عمير ونصر بن عاصم الليثي، ولكن اتفقوا على العالم الدؤلي هو مخترع الحركات الأربع التي ترسم على الحرف “الفتح والضم والكسر والسكون، مستخدما علامات الإعراب المستخدمة من قبل السريان علاوة على أنه أول من وضع مسائل النحو في اللغة العربية بأمر من علي بن أبي طالب كرم الله وجهاً وجاءت إسهاماته على النحو الآتي:
- قام الدؤلي بوضع نقطة فوق الحرف المفتوح لتشير إلى حركة الفتح.
- وضع نقطة تحت الحرف المكسور لتشير إلى حركة الكسر.
- تم وضع نقطة على يسار الحرف المضموم لتشير إلى حركة الضم.
- رمز للتنوين بالنصب بنقطتين فوق الحرف ولتنوين الجر بنقطتين تحت الحرف.
- ولتنوين الضم نقطتين على يسار الحرف.
- يترك الحرف الساكن بلا نقاط.
شاهد أيضًا: جدول علامات الإعراب في اللغة العربية الاصلية والفرعية
المرحلة الثانية يحيى بن يعمر ونصر بن عاصم
وعلى الرغم من استطاعة أبو الأسود الدؤلي من ضبط تشكيل الحروف، للحفاظ على قراءة آيات القرآن صحيحة، إلا أن الحروف كانت جميعها تتشابه في الرسم بدون نقاط، وهو ما دفع قيل نصر بن عاصم الليثي في وضع نقاط الإعجام بأمر من الحجاج بن يوسف الثقفي للتفريق بين الحروف المتشابهة، وقاما بوضع النقاط على الأحرف بشكلها الحالي
إسهام الخليل بن أحمد الفراهيدي في وضع النقط على الحروف
أكد العلماء أن الخليل بن أحمد الفراهيدي كان له دورًا في وضع النقاط على أحرف اللغة العربية، إذ أنشأ طريقة مختلفة في القرن الثاني من الهجرة وجاءت إسهاماته على النحو الآتي:
- وضع ألف صغيرة مائلة لتدل على حركة الفتح بجانب الحرف المفتوح.
- وضع ألف صغيرة مائلة لتدل على حركة الكسر بجانب الحرف المكسور.
- وضع واو صغيرة تدل على حركة الضم بجوار الحرف المضموم.
- التنوين بتكرار هذه العلامات مرتين.
- وضع الهمزة على شكل رأس العين.
- طور الشدة من نصف دائرة إلى رأس حرف الشين.
حكم تنقيط القرآن
اختلف العلماء حول حكم تنقيط القرآن، فمنهم من رأى أنه يجوز لما فيه ضبط اللغة والبيان، ومنهم من قال أنه مكروه واستند هذا الرأي على ضرورة الحفاظ على القرآن بالشكل الذي جمعه الصحابة، ولو كان أمرًا ضروريا لقام به الصحابة بأنفسهم، لكن عامة العلماء أجمعوا أنها ليست بدعة وليس مكرها لما فيه من المصلحة والنفع.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا هذا والذي كان يحمل عنوان من هو الذي قام بوضع النقاط على الحروف في اللغة العربية؟، وأوضحنا أسباب توجه العلماء إلى وضع النقاط على الحروف، وأيضا حكم تنقيط القرآن الكريم.
المراجع
- ^ ar.wikipedia.org , تاريخ اللغة العربية , 09/ 04/ 2022