من هن مرضعات الرسول

بعد ولادة النبي ﷺ قام جده عبد المطلب بإرساله إلى مرضعات البادية بعد أن أرضعته والدته آمنة بن وهب لبضعة أيام فقط، فقد قامت ثلاث نسوة من البادية بإرضاعه -صلى الله عليه وسلم- وهنّ ثويبة جارية أبي لهب وحليمة السعدية بنتُ عبدالله بن الحارث بن سعد بن بكر بن هوازن، والثالثة هي امرأة من بني سعد كانت ترضع عمه حمزة، ومن الجدير بالذكر أنّه لا يوجد للنبي ﷺ إخوة من والدته وإنما له أخوه من الرضاعة فقط.

ثويبة جارية أبي لهب مرضعة النبي الأولى

كانت ثويبة جارية لدى عمّ النبي ﷺ أبي لهب بن عبد المطلب، وهي ثاني امرأة أرضعت النبي ﷺ بعد والدته فقد كان من عادة شريفات قريش عدم إرضاع أطفالهنّ وإرسالهم إلى البادية للنشأة والرضاعة، ومن الجدير بالذكر أن ثويبة لم ترضع النبي ﷺ إلى لأيامٍ قليلة مع ابنها مسروح، وهي مرضعة عمّه حمزة بن عبد المطلب (قبل النبي ﷺ) وأبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي (بعد النبي ﷺ).

حليمة السعدية مرضعة النبي الثانية

وهي حليمة بنت أبي ذؤيب من قبيلة بني سعد بن بكر زوجة الحارث بن عبد العزى بن رفاعة، أرضعت النبي ﷺ حتى أكملت رضاعته لذلك عرفت بأنّها أشهر مرضعاته ﷺ كما أنّها رأت مع زوجها العديد من الدلائل والبشارات على بركة وفضل النبي ﷺ، وبعد زواج النبي ﷺ من خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- جاءت حليمة السعدية إلى مكة تشكوا للنبي ﷺ الجدب فكلّم ﷺ خديجة -رضي الله عنها- بحالها وأعطتها أربعين من الشاة، وبعد سماعها بنبوته ﷺ أسلمت هي وزوجها.[2]

امرأة بني سعد مرضعة النبي الثالثة

قامت امرأة من بني سعد غير حليمة السعدية بإرضاع النبي ﷺ يومًا وهو عند حليمة السعدية، وكانت هذه الامرأة قد أرضعت عمّ النبي ﷺ حمزة بن عبد المطلب؛ إذ كان حمزة قد أرسل إلى هذه المرأة السعدية للرضاعة وبذلك فإنّ حمزة عمّ النبي ﷺ أخ له في الرضاعة من جهتين: جهة هذه المرأة السعدية وجهة ثويبة.

شاهد أيضًا: الصحابي الذي خدم النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين هو

إخوة النبي ﷺ في الرضاعة

كان النبي ﷺ وحيدًا لأمه آمنة بنت وهب إذ توفي والده وهو جنين في بطن أمه وعلى إثر إرساله إلى مرضعات البادية أصبح للنبي ﷺ العديد من الإخوة في الرضاعة وهم ووفقًا لابن اسحق:[2]

عبدالله بن الحارث (من جهة حليمة السعدية).
أنيسة بنت الحارث (من جهة حليمة السعدية).
حذافة بنت الحارث أو الشيماء (من جهة حليمة السعدية).
أبو سلمة بن عبد الأسد –رضي الله عنه- (من جهة ثويبة).
حمزة بن عبد المطلب –رضي الله عنه- (من جهة امرأة سعدية ومن جهة ثويبة).
أبو سفيان بن الحارث بن عبدالمطلب (من جهة حليمة السعدية).

إشارات بركة النبي ﷺ أثناء رضاعته

كانت في رضاعة النبي ﷺ العديد من الإشارات والبركة الملفتة للنظر والتي تدل على فضله وعلو شأنه ومنزلته ﷺ؛ إذ روت مرضعة النبي ﷺ الثانية حليمة السعدية أنّه عند قدوم النبي ﷺ إليها لإرضاعه امتلأ ثدياها باللبن بعد أن كان ابنها يبكي من الجوع وقلة اللبن فارتوى هو والنبي ﷺ بعد قدومه ﷺ، كما امتلأ ثديّ ماشيتها باللبن بعد أن كان جافًا وأصبحت راحلتها قوية ونشيطة تمشي في مقدمة الركب بعد عجزها، وأينما ترعى أغنامها تجد مراعي خصبة ومشبعة.

التقاء النبي ﷺ بمرضعاته بعد الرسالة

التقى النبي ﷺ بعد رسالته النبوية بمرضعته حليمة السعدية فقط، إذ روي أنّها قدمت إلى النبي ﷺ في يوم خيبر فقام النبي ﷺ إليها وبسط لها رداءه حتى تجلس عليه كما روى أبو الطفيل -رضي الله عنه-، وتوفيت أمّ النبي ﷺ حليمة السعدية بعد العام الثامن للهجرة في المدينة المنورة ودفنت في البقيع.

حادثة شق صدر النبي ﷺ

روى أنس -رضي الله عنه- أنّه عندما كان النبي ﷺ صغيرًا ويلعب مع الغلمان أتاه جبريل عليه السلام ومعه ملك وأضجعاه وشقّا صدره وأخرجا منع علقة وقال جبريل عليه السلام: هذا حظ الشيطان منك ووضعه في إناءٍ من ذهب وغسله بماء زمزم وأعاده إلى قلبه، فركض الغلمان إلى أمّه حليمة السعدية يصيحون بأنّ محمدًا قد قتل فركضت هي وزوجها ووجدوه منتقع اللون وأثر مخيط صدره واضح، فأخذته حليمة إلى أمه آمنة خوفًا عليه فطمأنتها ببركته وأعادته معها.

نشأة النبي ﷺ

بعد وفاة عبد المطلب جدّ النبي ﷺ كفله عمه أبو طالب وأنشأه بين أولاده وحماه وعامله باحترامٍ وتقديرٍ زائدين وعمل ﷺ في شبابه في رعي الأغنام في بني سعد ومكة حتى بلغ الخامسة والعشرين وخرج للتجارة في الشام بمال خديجة بن خويلد -رضي الله عنها-؛ وعند عودته إلى مكة والبركة ترافق مالها عرضت عليه الزواج بها وأعانته في حياته ورسالته عند نزول الوحي، أي أنّ النبي ﷺ نشأ تحت الرعاية الإلهية لما كان فيه من بركة وخير صفات الخلق فقد كان أحسن قومه خُلُقًا وأفضلهم مروءة وأكثرهم أمانة وأصدقهم حديثًا.

شاهد أيضًا: كم عام صام الرسول صلى الله عليه وسلم

وبهذا القدر نصل إلى نهاية هذا المقال الذي تمّ من خلاله التعرُّف على من هن مرضعات الرسول بالإضافة إلى التطرُّق لأبرز المعلومات حول أمات النبي ﷺ وإخوانه بالرضاعة والتعرُّف على حادثة شق صدره ﷺ وهو صغير.