من الصحابة الذين كتبوا السنة

مرت السنة النبوية بالعديد من المراحل في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وعهد الصحابة رضوان الله عليهم، إلى أن وصلت إلينا، وهذه المراحل كما يأتي:

• المرحلة الأولى في العصر النبوي: منع رسول الله صلى الله عليه وسلم صحابته من تدوين سنته وذلك خوفاً من اختلاطها بكتاب الله، إلا أن رسول الله خص بعض صحابته أمثال: عبد الله بن عمرو بن العاص بتدوين السنة.

• المرحلة الثانية في القرن الثاني الهجري:  حينما شهدت دائرة المسلمين توسعاً، نتيجة لذلك حرص عمر بن عبد العزيز على جمع وتدوين السنة في عهده، فكما ذكر بأن عمر بن عبدالعزيز كتب الى أبي بكر بن حزم فقال : “انْظُرْ ما كان من حديثِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاكْتُبْهُ، فَإِنِّي خِفْتُ دُرُوسَ الْعِلْمِ، وَذَهَابَ الْعُلَمَاءِ، وَلاَ تَقْبَلْ إلاَّ حَدِيثَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم”.[3]

• المرحلة الثالثة أواخر القرن الثاني الهجري: دونت السنة النبوية في هذه المرحلة على شكل كتب مصنفة، فاعتمدت هذه المرحلة على تدوين المسانيد، كما واشتملت على تدوين الكتب التي تتضمن مواضع التفسير والفقه.

• المرحلة الرابعة بداية القرن الثالث الهجري: ظهرت في هذه المرحلة التمكن من التحقق من الرواية، والتدقيق والتمحيص في النقل، كي يتم تصيد الكاذبين والمتحيزون للمذاهب فظهر علم الجرح والتعديل في هذه المرحلة، كما تميزت بظهور علماء اهتموا بجمع الأحاديث الصحيحة، مثل الإمام البخاري.

• المرحلة الخامسة في القرن الرابع الهجري: كانت هذه آخر المراحل التي عُني العلماء فيها بتنقية الكتب، والقيام بتبويبها ومن ثم جمع ما شملته من فوائد وأحكام، حتي بلغ تدوين السنة في القرن الرابع الهجري غايته، وانتهى تدوينه بنهاية القرن الرابع.