ما هو التسمم المائي وما اعراضه وطرق علاجه

ما هو التسمم المائي وما اعراضه وطرق علاجه، بالرغم من أن الماء هو الركيزة الأساسية لبقاء الحياة على وجه الأرض، إلا أنه قد أوضحت بعض الدراسات أن تناول الجسم لكميات كبيرة من الماء في فترة وجيزة قد يؤدي إلى الإصابة بالتسمم المائي، وفي هذا الصدد وعبر موقع مقالاتي سيتم شرح بكل ما يتعلق بهذا النوع من التسمم، من تناول ماهيته، وأنواعه، علاوة على التطرق إلى الأعراض الناتجة عنه، وكذلك طرق العلاج.

ما هو التسمم المائي

يمكن تعريف التسمم المائي على أنه عبارة عن الاضطراب الناتج في الجسم نتيجة لتناول كميات زائدة عن الماء عن المعدل الطبيعي في فترة قصيرة جدًا، فيتعذر على الكلى طرد هذه الكميات الكبيرة خارج الجسم عن طريق البول، مما يترتب عليه ارتفاع كمية الماء في الدم الأمر الذي يؤدي بدوره على انخفاض كميات الصوديوم بالدم، وبالتالي تحريك السوائل من الدم داخل خلايا الجسم متسببة في تضخمها، وهو أمر خطير عندما يحدث لخلايا الدماغ، كما يمكن أن يسبب الوفاة.[1]

أسباب التسمم المائي

تختلف احتياجات الجسم للماء من شخص لآخر بحسب عدة عوامل ومنها العمر، والصحة العامة، ويكمن السبب الرئيسي بصورة كبيرة وراء حدوث الإصابة بالتسمم المائي إلى تراكم كميات زائدة من الماء في الجسم، بالقدر الذي يفوق طاقة الكليتين في القدرة على التخلص منه وطرده في البول، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى تقليل المواد المهمة بالدم، مثل حدوث خلل في مستويات الصوديوم بالدم، حيث يعد هو المسؤول الأول عن تحقيق التوازن بين السوائل داخل وخارج الخلايا، وبالتالي عند حدوث هذا الاضطراب يتم انتقال السوائل من الدم (الخارج) إلى الخلايا (الداخل).

ومن الجدير بالذكر هنا بأنه هناك أسباب صحية أخرى لحدوث هذا التسمم، والتي تتعلق بعدم قدرة الجسم على التخلص من الماء، واحتباسه داخله، ومن أهم وأبرز هذه الأسباب ما يلي:[2]

• بعض العلاجات والأدوية تجعل الجسم يحتبس السوائل مثل، مرض فشل القلب الاحتقاني، وأمراض الكبد والكلى.
• الأحداث الرياضية، فهو شائع بنسبة كبيرة بين الرياضيين لتناولهم الكثير من الماء أثناء ممارسة الرياضة، الأمر الذي يعرضهم لنقص الصوديوم، ووصول الماء لخلايا الدماغ، والتعرض لاستقساء الرأس، والوفاة.
• بعض الأمراض التي تزيد من عطش المريض، فتجعله يتناول كميات أكبر من الماء مثل، مدرات البول، مرضى الفصام.
• حالات الصحة العقلية، وهو شرب الماء القهري، إذ يعد الأشهر حدوثًا بين مرضى الفصام، والناتج عنه العطاش النفسي، وكذلك لأصحاب الاضطرابات العاطفية والشخصية، والذهان.
• تناول أدوية مضادات الالتهاب الستيرويدية، وعلاج مرض متلازمة الإفراز غير الملائم للهرمون المضاد لإدرار البول.
• التدريب العسكري، حيث يتم نقص كميات الصوديوم بالدم عند المجندين أثناء التمرين نتيجة لشرب كميات كبيرة من الماء في غضون ساعات قليلة.

شاهد أيضًا: علاج الحرقة والألم التي تتبع خروج البراز

أعراض ومضاعفات التسمم المائي

قد يؤدي الإكثار في تناول الما بحد يفوق 4 لتر خلال بضع ساعات إلى دخول الماء للخلايا، وخلايا الدماغ التي تؤثر بدورها على جذع الدماغ مسببًا خللًا في وظائف الجهاز العصبي المركزي، الذي يمكن في بعض الحالات الخطيرة أن يؤدي إلى النوبات وتلف الدماغ مسببًا الوفاة، وبناءً على ما سبق، فإنه سيتم استعراض أهم أعراض التسمم ومضاعفاتها على النحو التالي:

• فقدان الوعي، والرؤية المزدوجة.
• القيء والغثيان، والنوبات.
• تلون الشفتين واليدين والقدمين.
• الإصابة بالتشنجات نتيجة ضعف العضلات.
• تكرار التبول، وشرب الماء بدون الإحساس بالعطش.
• التعرض للقلق والتوتر والارتباك.
• صعوبة بالتنفس، وزيادة ضغط الدم.
• النعاس، وعدم القدرة على التركيز.
• تورم القدمين، وجفاف الجلد.
• هبوط في الدورة الدموية.
• تراكم السوائل بالدماغ أو ما يعرف بالوذمة الدماغية.
• تضرر الدماغ، وضعف خلايا المخ الذي قد يصل للوفاة.

أنواع التسمم المائي

يوجد نوعان أساسيان من التسمم المائي، والذي يتسبب كلًا منها في حدوث خلل بمستويات الصوديوم الموجودة بالدم، وفيما يلي سيتم استعراضهما على النحو التالي:[3]

• النوع الأول: وهو التسمم الناتج عن شرب الكثير من الماء خلال فترة زمنية قليلة.
• النوع الثاني: وهو الذي يحدث نتيجة لعدم قدرة الجسم على التخلص من الماء والاحتفاظ به، وذلك بفعل تناول أدوية معينة أو إصابة الشخص بأمراض أخرى.

شاهد أيضًا: علاج الكحة والبلغم عند الأطفال أقل من سنة

مخاطر شرب الماء الزائد

على الرغم من أن نقص مستويات الصوديوم بالدم نتيجة لكثرة شرب الماء بمعدل يفوق الطبيعي، إلا أنه ليس المشكلة الصحية الوحيدة الناتجة عن الإفراط في شرب الماء، حيث نجد أن هناك العديد من المخاطر الأخرى المترتبة عليه، والتي نجد منها الآتي:[4]

التعب والإرهاق

حيث صممت الكلى البشرية لتصفية الماء الذي يتناوله الشخص، مع المحافظة على مستويات السوائل في مجرى الدم، ومع الاستهلاك المفرط للماء تتعرض الكليتين للضغط للعمل بصورة أكبر، الأمر الذي يخلق رد فعل مرهق من الهرمونات التي تجعل الجسم متعب ومتوتر.

انخفاض أيونات البوتاسيوم

من الأمور الناتجة عن الإفراط في ترطيب الجسم هي حدوث اضطراب في التوازن بين أيونات البوتاسيوم داخل وخارج الخلايا، فعندما يتناول الشخص قدر كبير من الماء، فإنه يؤدي إلى التعرق والإسهال الشديد لفترات طويلة.

التبول المتكرر

يمكن أن يؤدي شرب الكثير من الماء في فترة زمنية قصيرة إلى كثرة التبول، واندفاع الشخص للذهاب للحمام مرارًا وتكرارًا، وذلك نتيجة لتعرض الكلى لضغط كبير من العمل المستمر، الأمر الذي يترتب عنه تكرار التبول، كما يحدث ذلك عند فشل الجسم في امتصاص كميات إضافية من السوائل.

أضرار جسيمة بأنسجة الدماغ والعضلات

يترتب على انخفاض مستويات السكر بالدم دخول الماء إلى الخلايا من خلال غشاء الخلية القابل للنفاذ، الأمر الذي يسبب تورم الخلايا التي تتكفل بإلحاق أضرار جسيمة بالدماغ والأعضاء، وأنسجة العضلات، بالإضافة إلى ذلك فإنها يمكن أن تؤدي إلى الارتباك وحالات إعاقة بالكلام، وعدم استقرار المشي، والذهان وحتى الموت.

ما هو مقدار حاجة الجسم من الماء يوميًا

لا يوجد معدل محدد للنسبة التي يجب تناولها على مدار اليوم، فقد تختلف طبيعة كل شخص عن الآخر بحسب السن والجنس، والمناخ، ومقدار النشاط البدني المبذول أيضًا، ولكن يود التنويه إلى أنه أوصت بعض الدراسات إلى أن المعيار المناسب لشرب الماء خلال اليوم هو 3.7 لتر للرجال، و2.7 لتر للنساء، بما في ذلك كميات الماء المتواجدة في الأطعمة والعصائر، وكافة المشروبات، وتجدر الإشارة بأنه يمكن تحديد حاجة الجسم للماء عن طريق الشعور بالعطش، فهو مؤشر فعال لضبط مستويات الماء بالجسم، إلا أنه قد لا يعد هذا مؤشرً فعال بالنسبة لجميع الأشخاص، فقد يحتاج بعض الحوامل وكبار السن، والرياضيون لتناول المزيد من الماء.

شاهد أيضًا: ما هو التصلب اللويحي : الاعراض والاسباب والعلاج

ما هي كمية الماء التي يحدث عندها التسمم؟

قد يحدث تسمم الماء عندما تزيد كمية تناول الشخص لأكثر من 3-4 لتر خلال فترات قليلة جدًا، وذلك عندما تزيد الكمية عن القدر الذي تستطيع الكلي التخلص منه وطرده خلال التبول، ومن الجدير بالذكر هنا بأنه وجدت بعض الدراسات التي أجريت خلال السنوات السابقة، وأثبتت بأن الكلى يمكنها التخلص بين ما يترواح 20-28 لتر من الماء خلال اليوم، لذا من الضروري عدم زيادة التحميل عليها بما يفوق طاقتها.[5]

من هم الأشخاص الأكثر عرضه للإصابة بالتسمم المائي؟

هناك فئة معينة تشيع لديها الإصابة بالتسمم المائي، والتي نجد من ضمنهم الرياضين لأنهم الأكثر تناولًا للماء بكثرة، وتتمثل هذه الفئات فالتالي:

• راكبي الدراجات الهوائية.
• المشاركون في التدريبات الرياضية من أعضاء الجيش.
• العداؤون في سباقات المارثون.
• المجذفين.
• الرياضيون من حاملي الأوزان الثقيلة.

شاهد أيضًا: أسباب فقر الدم وعلاجه وأعراضه

كيفية تشخيص وعلاج التسمم المائي

بعد أن يتم تشخيص الحالة عن طريق سؤال الطبيب للمريض عن ما إذا كان لديه أي عوامل خطر للإصابة بالتسمم، علاوة على إجراء فحوصات الدم والبول للتأكد، فإنه يتم وصف العلاج وفقًا لشدة الأعراض الناتجة من العدوى، وكذلك الأسباب المؤدية إليه، ويمكن تطبيق علاج التسمم من خلال اتباع الخطوات التالية:

• معرفة السبب الرئيسي وراء التسمم، وعلاجه فورًا.
• الحد من استهلاك كميات كبيرة من السوائل.
• تعويض الجسم بأخذ أدوية توازن مستويات الصوديوم بالدم.
• العلاج المعتمد على استخدام الكهارل.
• تناول أدوية مدرة للبول، من أجل التخلص من الماء الزائد بالجسم.
• القيام بإجراء غسيل المعدة.

كيف يمكن منع حدوث التسمم المائي

توجد إمكانية للحد من خطر التعرض لتسمم الماء عن طريق استجابة الرياضيين لحاجتهم للماء، فإذا شعر بالعطش أثناء ممارسة التمارين يتناول المزيد من الماء، كما نجد أنه يمكنهم وزن أنفسهم قبل وبعد أداء الرياضة بهدف معرفة القدر الذي فقدوه من الماء وتعويضه، جنبًا إلى جنب نرى أن المشروبات الرياضية تعد هي الخيار الأمثل لهم، حيث تحتوي على نسب ملائمة من السكر بالإضافة إلى باقي العناصر الأخرى التي يمكن أن يفقدوها خلال العرق مثل، البوتاسيوم والصوديوم.

شاهد أيضًا: اسباب قرحة المعدة وعلاجها

وبعد أن تم تناول ماهية التسمم المائي، وأسبابه، بالإضافة إلى سرد مخاطر شرب الماء الزائد، يكون قد تم الوصول إلى نهاية هذا المقال، والذي قد تم من خلاله تسليط الضوء حول ما هو التسمم المائي وما اعراضه وطرق علاجه، كما قد تم الاطلاع فيه على كيفية التشخيص لحالات التسمم.