ما حكم الاستهزاء بالدين والمتمسكين به

ما حكم الاستهزاء بالدين والمتمسكين به في الشريعة الإسلامية، إذ قد يتداول بعض الناس مجموعة من العبارات التي تعد استهزاءً بالشريعة الإسلامية دون فطنة منهم إلى خطورة ذلك الفعل، لذلك فإنّ موقع مقالاتي سيقف مع الحكم الشرعي للاستهزاء بالشريعة والعلماء القائمين على خدمة هذا الدين والمتمسكين بالشرع الحنيف، وهل يجوز تبادل النكات التي تمس الشريعة الإسلامية بأذى.

ما حكم الاستهزاء بالدين

إنّ الاستهزاء بالدين هو نقض لإسلام المسلم، فلو استهزأ بالصلاة أو بالزكاة أو بالجنة أو بالنار، فإنّ ذلك الاستهزاء هو بمثابة الردة عن الإسلام، وقد ذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب أنّ المستهزئ بشيء من الشريعة الإسلامية هو من الأمور العشرة التي يُحكم على فاعلها بالردة، قال تعالى في سورة المائدة: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}.[1][2]

شاهد أيضًا: حكم من سب الصحابة

ما حكم الاستهزاء بالمتمسكين بالدين

إن كان الاستهزاء بصاحب الدين أو بطالب العلم من أجل ثيابه الرثة أو لمرض فيه مثل العرج أو نحوه، فإنّ ذلك يدخل في باب الاستهزاء المنكر، ولكنّه لا يدخل صاحبه في باب الكفر، أمّا لو استهزأ بصاحب الدين، أو طالب العلم بسبب تقواه أو اتباعه للأمر بالمعروف أو النهي عن المنكر، فإنّ ذلك يكون ردة عن الإسلام؛ لأنّها رأى المنتسب للدين ناقصًا أي إنّه يرى الدين نفسه ناقصًا.[2]

شاهد أيضا: حكم معاداة اولياء الله بأي نوع من المعاداة

أسباب الاستهزاء بالدين

إنّ أسباب الاستهزاء بالدين كثيرة ومنها:

• الكبر الذي تمكن من نفوس النّاس حتى تكبروا، وبطروا على الدين عينه.
• الرغبة بكسر مكانة الآخرين من النّاس.
• عدم الإذعان إلى أوامر الله -تبارك وتعالى- والإعراض عنها.
• الغيرة والحسد من عدم التمكن من التقوى والعمل الصالح.

شاهد أيضًا: حكم الغلو في الصالحين وبناء القباب على القبور

آيات الاستهزاء بالدين

من الآيات التي تدل على عظمة الاستهزاء بالدين هي:

• قال تعالى في سورة المائدة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ* وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ}.[3]
• قال تعالى في سورة التوبة: {يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ*وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ}.[4]
• قال تعالى في سورة الأحقاف: {وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ}.[5]

الاستهزاء بالدين بالنكت

يحرم على المسلم أن يتداول النكت المسيئة إلى الشريعة الإسلامية ومَن يفعل ذلك فعليه أن ينتبه على دينه فهو على خطر عظيم، خاصّة ومَن يطلق النكات على شعائر الله أو على الأنبياء أو نحو ذلك من المقدسات الشرعية، وعلى مَن يفعل ذلك أن يسارع إلى التوبة إلى الله -تبارك وتعالى- وينفض عن نفسه غبار المعاصي.[6]

خطورة الاستهزاء بالدِّين

إنّ الاستهزاء بالدين هو من الأمور الخطرة جدًّا على دين المسلم، لأنّ هذه الصفة هي من صفات المنافقين الظاهرة ومَن تشبه بقوم منهم فهو منهم، وعلى المسلم أن يترفع عن صفات المنافقين وألا يكون مثلهم، وأن يُشغل نفسه بطاعة ربه ويعظم من شعائره.[6]

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال ما حكم الاستهزاء بالدين والمتمسكين به وذكرنا رأي علماء أهل السنة والجماعة في المسألة، وأضأنا على أهمية تعظيم شعائر الله وما هو حكم الاستهزاء بالدين عبر النكات ونحو ذلك من الأمور.