ماذا يفعل الناس في يوم عاشوراء؟

ماذا يفعل الناس في يوم عاشوراء؟ فهناك أيام في السنة الهجرية لها وقعها في قلوب المسلمين عامة من جهة، وفي قلوب بعض الطوائف من جهة أخرى، وخاصة أن بعضها له قصص مختلفة ومتباينة من طائفة لأخرى، بالرغم من اتفاقهم في بعض النقاط، أو بعض النتائج الجوهرية أو الثانوية حولها، كما هو الحال مع ذكرى عَاشوراء، وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف نتعرف على قصة هذا اليوم وأعماله وما يتعلق به.

ماذا يفعل الناس في يوم عاشوراء؟

إن يوم عاشوراء هو يوم حزن لدى الطائفة الشيعية، وفيه العديد من الأعمال التي تعبر عن الحزن بهذا الحدث المأساوي في تاريخ الإسلام، ومن أعماله المستحبة كما وردت في المصادر الشيعية، نذكر ما يلي:[1]

• الإمساك عن حوائج الدنيا في هذا اليوم كونه يوم عزاء.
• البكاء على وفاة الحسين -رضي الله عنه- وإقامة المآتم لذلك.
• زيارة ضريح الحسين -رضي الله عنه- في هذا اليوم.
• الدعاء أمام الضريح بدعاء الزيارة المعروف في كتب الشيعة.
• الإمساك عن الأكل والشرب دون نية الصيام، والإفطار عصر هذا اليوم؛ مما يقتاته أهل العزاء.
• إقامة العزاء وتعزية المسلمين بعضهم البعض في هذا اليوم.
• التفرغ لسب ولعن من قتل الحسين -رضي الله عنه- وأصحابه في هذه الواقعة.

شاهد أيضًا: ما هو يوم عاشوراء ولماذا سمي بهذا الاسم

قصة يوم عاشوراء عند الشيعة

إن قصة هذا اليوم تختلف في بعض نقاطها ما بين الشيعة والسنة، فالثابت فيها شهادة الحسين بن علي -رضي الله عنهما- غدراً في هذا اليوم المحزن، وجاء سرد أحداث القصة وفق التسلسل التالي:[1]

• بعد موت معاوية بن أبي سفيان، تولى ابنه يزيد بن معاوية الحكم.
• تم الضغط على الحسين -رضي الله عنه- حتى يقبل بولاية يزيد، لكنها رفض وغادر من المدينة إلى مكة.
• عندما وصل خبر رفضه لولاية يزيد، قام أتباع الحسين في الكوفة بمراسلته طالبين منه القدوم إليهم لمبايعته، وأرسل إليهم مسلم بن عقيل يستطلع الأمر.
• أرسل مسلم بن عقيل إلى الحسين -رضي الله عنه- يخبره بإقبال الناس، فخرج من مكة قاصداً الكوفة.
• وعندما وصل الخبر إلى يزيد بن معاوية، أرسل قائد جيشه ابن زياد، ليلقاه في الطريق، ودارت مفاوضات بين الحسين ورسل ابن زياد لعدة أيام، أفضت إلى رفضه البيعة ليزيد بن معاوية.
• وفي صباح يوم العاشر من محرم بدأت المعركة بين الجيشين، وسقط العديد من صحابة الحسين يومها، حتى سقط الحسين -رضي الله عنه- شهيداً وقص رأسه على يد شمر بن ذي الجوشن، وفي رواية أخرى على يد سنان بن أنس.
• وبعد أن هدأت المعركة، سيق الأطفال والنساء كسبايا إلى الكوفة ثم الشام، ومعهم علي بن الحسين وزينب بنت علي، ووضعت رؤوس القتلى على رؤوس الرماح في مقدمة المسير.

شاهد أيضًا: لماذا الشيعه يلطمون يوم عاشوراء

يوم عاشوراء قبل الإسلام

يَوم عَاشوراء هو يوم احتفال قبل الإسلام، وقبل حادثة مقتل الحسين -رضي الله عنه- غدراً واستشهاده، وما زال الناس يحتفلون في هذا اليوم لذكراه وخاصة في دول المغرب العربي، وذكر عن سبب الاحتفال به عدة أحداث تاريخية تم تضعيف غالبيتها، ومنها ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- مما ورد في كتب المؤرخين دون وجود إثباتات عن صحتها، إذ قال فيها الإمام: “ورووا أن في يوم عاشوراء توبة آدم واستواء السفينة على ‏الجودي ورد يوسف على يعقوب وإنجاء إبراهيم من النار وفداء الذبيح بالكبش ونحو ذلك”، كما ذكر الإمام وجود أحاديث موضوعة عن ذلك اليوم، فقال “ورووا ‏في حديث موضوع مكذوب على النبي صلى الله عليه، وسلم {أنه من وسع على أهله يوم عاشوراء ‏وسع الله عليه سائر السنة}.[1]

شاهد أيضًا: متى يوم عاشوراء 1444

لماذا يلطم الشيعة يوم عاشوراء

يلطم الشيعة يوم عاشوراء من الحزن والأسى على مقتل الحسين -رضي الله عنه- وهو مع أخيه الحسن سيدا شهداء الجنة كما ورد في الصحيح من حديث النبي -عليه الصلاة والسلام- عنهما، والجدير بالذكر، وعلى الرغم صحة الحديث ومدى الأسى والحزن عن هذه الفاجعة الكبيرة في هذا اليوم، إلا أن هذا اللطم يعد مخالفاً للشريعة، فقد ورد في صحيح البخاري، عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال، إن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: “ليسَ مِنَّا مَن لَطَمَ الخُدُودَ، وشَقَّ الجُيُوبَ، ودَعَا بدَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ”[2]، فهذا من دعوى الجاهلية وقد نهى عنه الشرع الإسلامي في القرآن والسنة الشريفة.

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان ماذا يفعل الناس في يوم عاشوراء؟ والذي تعرفنا من خلاله على قصة هذا اليوم وأعماله كما ورد في كتب الشيعة ومصادرهم الرسمية، كما تعرفنا على سبب قيامهم باللطم في هذا اليوم وقول الشرع في ذلك.