ماذا حدث في العشر الأوائل من ذي الحجة

شاع بين الناس الكثير من الأمور التي تم القول إنها حدثت في العشر الأوائل من ذي الحجة، وهي من الأمور التي لا صحة لها ولا سند، وقد وضعها القصاص في رواياتٍ وأحاديث ما أنزل الله بها من سلطان، وما ورد فيها ما يأتي:^[3]

الأول من ذي الحجة: قيل إنه اليوم الذي غفر الله فيه لآدم -عليه السلام- ومن صامه غفر الله ذنبه كله.
الثاني من ذي الحجة: قيل إنه اليوم الذي استجاب الله فيه لدعاء يونس -عليه السلام- وأخرجه من بطن الحوت، ومن صامه فكأنما عبد الله سنة.
الثالث من ذي الحجة: قيل إنه اليوم الذي استجاب الله فيه زكريا؛ ومن صامه، استجاب الله دعاءَه.
الرابع من ذي الحجة: قيل إنه اليوم الذي وُلد فيه سيدنا عيسى -عليه السلام-، ومن صامه، نفَى الله عنه البؤس والفقر.
الخامس من ذي الحجة: قيل إنه اليوم الذي وُلد فيه سيدنا موسى -عليه السلام-، ومن صام ذلك اليوم، نجَّاه الله من عذاب القبر.
السادس من ذي الحجة: قيل إنه اليوم الذي فتَح الله فيه لنبيه أبواب الخير؛ مَن صامه، نظر الله إليه برحمة.
السابع من ذي الحجة: قيل إنه اليوم تُغلق فيه أبواب جهنم، فلا تفتح حتى تنتهي العشر ليالٍ، ومن صامه أَغلق الله عنه ثلاثين بابًا من العسر، وفتح الله عليه ثلاثين بابًا من اليُسر.
الثامن من ذي الحجة: وهو يوم التروية، ومن صامه، أعطاه الله من الأجر ما لا يعلمه إلا الله.
التاسع من ذي الحجة: وهو يوم عرفة، ومن صامه، كان كفَّارة للسنة الماضية والمستقبلة، وهو اليوم الذي نـزلت فيه الآية الكريمة: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}.^[4]
العاشر من ذي الحجة: وهو يوم الأضحى؛ مَن قرَّب فيه قربانًا، غفَر الله ذنوبه.

ما الأعمال المستحبة في العشر الأوائل من ذي الحجة

إن عشر ذي الحجة من أفضل الأيام وأعظمها عند الله تعالى، وهو خبر النبي -صلى الله عليه وسلم- عنها، فينبغي للمسلم أن يكثر من الأعمال الصالحة في هذه الأيام الفاضلة، فإن العمل الصالح فيها محبوب عند الله تعالى، على هذا فينبغي للمسلم في هذه الأيام أن يجتهد في العبادة من صلاة وقراءة للقرآن، وذكر لله تعالى، واستغفار، وصلة رحم، وغيرها، وأوكد هذه الأعمال الصيام فيها لما ورد أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يصومها، وكذلك ومن الأعمال الصالحة التي ينبغي الإكثار منها في هذه العشر الاعتكاف، والصيام، والقيام، والذكر، والقرآن، والصدقة، وصلة الأرحام، والحج، والعمرة، وغير ذلك والله أعلم.^[5]

ما الأمور الغير مستحبة خلال العشر الأوائل من ذي الحجة

يكره للمسلمين ترك المسارعة للخيرات في العشر الأوائل من ذي الحجة، ويحرم عليهم إتيان الذنوب والمعاصي والمحرمات، وكذلك يكره للحاج أن يصوم اليوم التاسع من شهر ذي الحجة فلا يصح له ولا يستحب أن يصوم يوم عرفة من أراد الحج، إنما الاستحباب والفضل لغير الحاج، ومن الأعمال المحرمة على سائر المسلمين في هذه الأيّام صوم يوم النحر يوم الأضحى المبارك وأيام التشريق بعده لا يجوز مطلقًا والله أعلم.

اقرأ أيضًا: افضل الاعمال في عشر ذي الحجة

ما حكم صوم العشر الأوائل من ذي الحجة

صيام العشر من ذي الحجة من الأمور المسنونة والمستحبة للمسلمين، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- لم يكن يدعهن، بل يصوم فيهن، فتبين من هذا أن صيام التسع الأولى من شهر ذي الحجة دون يوم العيد من السنة، فلا يدخل فيها، لما هو معروف من أن صومه حرام. فصوم التسعة كلها من السنة وليس فرضاً، وأكدها يوم عرفة لغير الحاج، ويليه في الأكدية يوم التروية، وهو اليوم الثامن من ذي الحجة، ثم باقيها والله ورسوله أعلم.^[6]

ما ورد في السنة في فضل العشر الأوائل من ذي الحجة

أكّد النبي -صلى الله عليه وسلم- فضل أيام عشر ذي الحجة، ومما يدل على هذا كثرة الأحاديث الواردة عنه والتي تشير إلى فضل هذه الأيّام، ومما ورد في ذلك ما يأتي:

روى عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “ما مِن أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيها أحبُّ إلى اللَّهِ من هذِهِ الأيَّام يعني أيَّامَ العشرِ، قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ؟ قالَ: ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ، إلَّا رَجلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ، فلم يرجِعْ من ذلِكَ بشيءٍ”.^[7]
عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “ما من أيَّامٍ أعظَمُ عندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه العَمَلُ فيهِنَّ من هذه الأيَّامِ العَشْرِ، فأكْثِروا فيهِنَّ من التَّهْليلِ والتَّكْبيرِ والتَّحْميدِ”.^[8]
عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “ما من عملٍ أزكى عند اللهِ ولا أعظمَ أجرًا من خيرٍ يعملُه في عَشرِ الأَضحى. قيل: ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ؟ قال: ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ، إلا رجلٌ خرج بنفسِه وماله، فلم يرجِعْ من ذلك بشيءٍ. قال: فكان سعيدُ بنُ جُبَيرٍ إذا دخل أيامُ العشرِ اجتهد اجتهادًا شديدًا، حتى ما يكادُ يقدرُ عليه”.^[9]

مقالات مقترحة

نرشح لكم أيضًا قراءة المقالات التالية:

بهذا نختتم مقال ماذا حدث في العشر الأوائل من ذي الحجة، والذي بيّن لنا معلومات هامة عن العشر الأوائل من ذي الحجة مبيّنًا فضلها ومكانتها، وما يستحب من العمل وما يكره فيها، كما ذكر ما ورد في السنة في فضلها.