الشخص الساخر هو من أسوأ الأنواع التي من الممكن أن تمر على الإنسان في رحلته خلال هذه الحياة، فربما يصادف الإنسان شخصًا كاذبًا أو شريرًا أو حقودًا أو أي نوع آخر من أنواع البشر السيئة، ولكن كل هذه الأنواع لا تقوم بتدمير ثقة الإنسان في نفسه أو تحاول تجريح الشخص تجريحًا نفسيًا الأمر الذي من الممكن أن يدفعه لاعتزال مظاهر الحياة والابتعاد عن الناس بصورة كاملة، وقد يتطور الأمر من مجرد إنطواء إلى التفكير والإقدام على الانتحار هروبًا من ضيق الحياة بسبب سخرية الناس منه ومن تصرفاته.
تعريف السخرية
لمعرفة كيف نرد على الشخص الساخر في حياتنا يجب أولًا معرفة معنى كلمة “سخرية” حتى لا نخلط بينها وبين “النقد” الذي من الممكن أن يكون بنّاءً في بعض الأوقات، والسخرية من الناحية اللغوية هي التسخير والإذلال ومعنى ذلك أنّ الإنسان الذي يسخر من غيره فهو في حقيقة الأمر يسخرهم لخدمة رأيه أو معتقداته هو فقط ويقوم بإذلال أفكارهم والتسفيه منها والتقليل من شأنهم، وفي غالب الأحيان تكون السخرية مقصودة ويكون الغرض من ورائها خبيثًا جدًا.
وقد صنّف علماء النفس “السخرية” على أنها خلل سايكولوجيّ له أعراضه الخاصة، وقاموا بوضع قائمة من السمات المشتركة التي تتواجد لدى أغلب الاشخاص الذين يقومون بالسخرية من الآخرين.
شاهد أيضًا: الشعور واللاشعور في الحياة النفسية.
صفات الشخص الساخر
يمتلك الأشخاص الذين يسخرون من غيرهم علاماتٍ مميزة ومشتركة في شخصياتهم، وقد أورد علماء النفس المتخصصين هذه الصفات في قائمة حتى يسهل معرفة هؤلاء الأشخاص، من أجل معرفة كيف نتعامل معهم، وهذه الصفات هي:
- متشائم: من الصفات المشتركة بين الأشخاص الساخرين هي صفة التشاؤم، حيث يرى دومًا النهاية السيئة غير المبررة لأي مشروع أو خطوة في حياته، ولذلك يقوم بالتهكم على أي فكرة تعارض فكره التشاؤمي.
- ناشر للطاقة السلبية: نتيجةً للنقطة الأولى فإن الشخص المتشائم (الساخر) دائمًا ما يحاول تقليل عزيمة من حوله وينشر طاقةً سلبيةً في كل مكان، فتجده دومًا ينظر إلى الشوك في الورود ويهيئ نفسه للأسوأ، ولا نقصد هنا تهييئًا جسديًا أو نفسيًا لكنه يقوم بفرض النتيجة السيئة دومًا.
- مُضر بمن حوله: هذه النوعية من الأشخاص تفتقر تمامًا إلى فضيلة الاعتراف بالخطأ وتصحيحه، ودائمًا ما يلجأون إلى إلقاء اللوم على الآخرين حتى وإن كان في ذلك وقوع الضرر على هؤلاء الأشخاص، ويقومون بتعزيز حججهم الواهية بالسخرية من كلام الآخرين وتبريراتهم.
- كثير الشك ومائل لتخوين الآخرين: دائمًا ما نجد هؤلاء الأشخاص شكاكين بشكلٍ مبالغ فيه، ومبدأ الثقة لديهم منعدم تمامًا، وقد يصل الأمر إلى تخوين الآخرين إذا اضطر إلى ذلك.
- مرضى النفوس: الإنسان السويّ هو الذي لا يفترض شر الأشخاص المحيطين به ولا يخمن دوافعهم وينتظر حتى تكشف له الأيام مكنونات صدورهم، لكن على النقيض تمامًا فإن الشخص الساخر دائمًا ما يفترض أنّ هناك شر في من أمامه حتى وإن كان الذي أمامه يعمل خيرًا له.
شاهد أيضًا: كيف تتقبل النقد من الاخرين.
كيف ترد على الشخص الساخر
كما رأينا فإن هذا التوع من الأشخاص خطير جدًا على من حوله، سواء القريبين منه أو الذين يعرفونه معرفةً سطحية، ولذلك يجب اتباع آلية محكمة وممنهجة لمعرفة كيف التعامل مع هذه النوعية من الأشخاص، وتستند هذه الاستراتيجية إلى الأسس التالية:
- عدم الإنصات: إذا صادف الشخص إنسانًا بالمواصفات السابق ذكرها، يجب عليه ألا ينصت لكلامه أبدًا، حيث يدس السم في العسل ويكون معظم كلامه عبارة عن طاقةٍ سلبية من شأنها هدم طموحات الشخص الذي يُنصت له.
- تقييم الكلام وتفهم شعوره: الشخص الساخر أصبح هكذا بسبب بعض المواقف التي أثرت على نفسيته البشرية، لذلك من الأشياء التي ينصح بها علماء النفس، تقييم كلام هذا الشخص ومحاولة تفهم مشاعره الدفينة، لمساعدة هذا الشخص ولتجنب شره أيضًا.
- وضع خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها: من أهم الأسس التي يمكنك بها كبح جماح شرور الشخص الساخر هو وضع حدود فاصلة بينك وبينه، اي يجب عليك ألا تجعله مستهترًا أو يتحدث معك بدون قيود، إلزمه بالحدود حتى يظل بعيدًا عنك في كلامه وتظل الهيبة بداخله تجاهك موجودة.
في هذا المقال قمنا يتوضيح العديد من الأمور مثل صفات الشخص الساخر وكيفية التعامل معه، كما أوضحنا معنى كلمة “سخرية”، وأخيرًا يجب على كل إنسان الابتعاد عن هذا النوع من الأشخاص حتى لا يكون فريسةً لسخرينه وتهكمه.