شرح كيفية صلاة العيد للرجال والنساء بالتفصيل

إنّ الصورة العامة للكيفية التي ينبغي على المسلم أن يقوم بها صلاة العيد قد اتفق عليها أهل العلم والفقهاء في المذاهب الأربع، ولكن اختلف البعض في تفصيلاتها، لذا لا بدّ من شرح كيفية صلاة العيد للرجال والنساء بالتفصيل في المسجد عند المذاهب الفقهية الأربعة فيما يأتي:

كيفيـّة صلاة العـيد عند الشافعية والحنابلة: إنّ صلاة العيـد هي ركعتان تؤدّى جهرًا، يبدأ فيها المسلمون بتكبيرة الإحرام ويتبعها سبعة تكبيرات، يرفع فيها يديه في كلّ تكبيرة حذو منكبيه، ويذكر الله العظيم بين كلّ تكبيرتين، ومن ثمّ يتبعها بقراءة سورة الفاتحة وما تيسّر من القرآن الكريم، أمّا في الركعة الثانية، فبعد تكبيرة القيام لها يكبر المسلمون خمسة تكبيرات، ويذكرون الله فيها بينها، ومن ثمّ تقرأ سورة الفاتحة وما تيسر من القرآن الكريم، وتكمل الصلاة كما لو كانت أي صلاة أخرى من النوافل أو المفروضات.
كيفيـّة صلاة العـيد عند الحنفية: اشترط الحنفيّة بدايةً لصحة الصلاة عقد النيّة ومن ثمّ قراءة دعاء الاستفتاح بعد تكبيرة الإحرام، ثمّ في يكبّر في كلّ ركعة ثلاث مرات، ويقول فيما بين كلّ تكبيرة: “سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله، والله أكبر”، ثمّ يقرأ المسلم سورة الفاتحة، وما تيسر من القرآن الكريم، ويسنّ تلاوة سورة الأعلى في الركعة الأولى، وسورة الغاشية في الركعة الثانية.
كيفيـّة صلاة العـيد عند المالكية: أما عن صلاة العيد في المذهب المالكي فهي كذلك ركعتان يكبر فيها المسلم مع تكبيرة الإحرام سبعة تكبيرات قبل القراءة، وأمّا في الركعة الثانية، فيكبر المصلي خمس ركعات بعد القراءة وقبل الركوع، ولا يشرع رفع اليدين عند التكبير، ولا يفصل فيما بينها بالذكر أو قول أي دعاء، والله ورسوله أعلم.

شاهد أيضًا: ما حكم تاخير زكاة الفطر بعد صلاة العيد بدون عذر

كيفية صلاة العيد للرجال

إنّ صلاة العيد ركعتان كما ورد في السنة النبوية الشريفة، فقد روى عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- قال: “أنَّ النبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- صَلَّى يَومَ الفِطْرِ رَكعتَيْنِ لمْ يُصَلِّ قَبْلَهَا ولَا بَعْدَهَا، ثُمَّ أتَى النِّسَاءَ ومعهُ بلَالٌ، فأمَرَهُنَّ بالصَّدَقَةِ، فَجَعَلْنَ يُلْقِينَ؛ تُلْقِي المَرْأَةُ خُرْصَها وسِخَابَها”،[1] وأمّا عن التكبيرات الزوائد فيها، فالغالب أن يكبر المسلم سبعًا في ركعتها الأولى وخمسًا في الثانية، وذلك ما ورد عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- قال: “أنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ- كانَ يُكبِّرُ في الفِطرِ الأولى سبعًا، ثمَّ يقرأُ ثمَّ يُكبِّرُ، ثمَّ يقومُ فيُكبِّرُ أربعًا، ثمَّ يقرأُ ثمَّ يرْكعُ”،[2] ولا يسنّ بين التكبيرات الزوائد ذكر مخصوص، وأما عن ترك التكبيرات فلا حرج فيها، ولا تبطل الصلاة ولا يسجد لها سجود السهو، والله ورسوله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: صيغة تكبيرات العيد كاملة مكتوبة

كيفية صلاة العيد للنساء

يشرع للمرأة الخروج للمصلى يوم العيد في صلاة العيد مع المسلمين، شريطة ألا تخرج متبرجة بزينة أو متطيبة بعطر، وقد ورد في الصحيح من الحديث: “عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ، قالَتْ: أَمَرَنَا رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-، أَنْ نُخْرِجَهُنَّ في الفِطْرِ وَالأضْحَى، العَوَاتِقَ، وَالْحُيَّضَ، وَذَوَاتِ الخُدُورِ، فأمَّا الحُيَّضُ فَيَعْتَزِلْنَ الصَّلَاةَ، وَيَشْهَدْنَ الخَيْرَ، وَدَعْوَةَ المُسْلِمِينَ، قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إحْدَانَا لا يَكونُ لَهَا جِلْبَابٌ، قالَ: لِتُلْبِسْهَا أُخْتُهَا مِن جِلْبَابِهَا“،[4] وهي ليست بواجبة على المرأة، ولا يشرع للنساء إقامة الصلاة في البيوت تؤمهن إحداهن، بينما يمكنهم الخروج للصلاة مع المسلمين، وقد سئل الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- عن جواز صلاة المرأة للعيد في بيتها فقال:[5]

المشروع في حق النساء أن يصلين صلاة العيد في مصلى العيد مع الرجال ، لحديث أم عطية رضي الله عنها ، فالسنة أن يخرج النساء إلى مصلى العيد مع الرجال ، أما صلاة النساء في البيوت فلا أعلم في ذلك سنة.

شاهد أيضًا: خطبة عيد الفطر مختصرة ملتقى الخطباء

كيفية صلاة العيد في البيت

إنّ صلاة العيد من السنن المؤكدة عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلم-، ويستحبّ فيها أن تكون في جماعة، ويمكن للمرء أن يصليها في البيت مع أهله وعائلتها، ولا يشترط لصحتها الخطبة، كما يجوز للمسلم أن يصليها فردًا، ولا تسنّ الخطبة للمنفرد، وأمّا عن وقتها فيكون بعد ارتفاع شمس يوم العيد الأول بمقدار رمح، أي ما يعادل 16 دقيقة بعد الشروق، وأمّا عن كيفيتها:[6]

يصلي فيها المسلم ركعتين جهرًا.
في الركعة الأولى يكبر سبعة تكبيرات بعد تكبيرة الإحرام.
يقرأ في الركعة الأولى بعد ذلك سورة الفاتحة وما تيسر من القرآن الكريم.
في الركعة الثانية يكبر خمسة تكبيرات بعد تكبيرة القيام.
يقرأ في الركعة الثانية بعد ذلك سورة الفاتحة وما تيسر من القرآن الكريم.

كيفية صلاة العيد ابن باز

أمّا عن كيفية صلاة العيد للشيخ ابن باز -رحمه الله-، فقد أخبر الإمام عن أوقات التكبير وعدد التكبيرات في صلاة العيدين قائلًا:[7]

يستحب التكبير في العيدين للمسلمين رجالًا ونساءً من غروب الشمس ليلة عيد الفطر إلى أن تقضى الخطبة من صلاة العيد، يستحب التكبير في البيوت، وفي الأسواق، وفي أثناء الخطبة؛ لقوله -جل وعلا-: وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ [البقرة:185] وفي عيد النحر يكبر من دخول الشهر، من أول شهر ذي الحجة يكبر في الليل والنهار، وفي يوم عرفة، وأيام العيد يكبر أدبار الصلوات وفي بقية الأوقات مطلق ومقيد جميعًا، إذا صلى صلاة الفجر يوم عرفة؛ كبر بعده، وهكذا بقية الأوقات مع التكبير في بقية الأوقات إلى أن تغيب الشمس يوم الثالث عشر من أيام التشريق، تغيب الشمس يوم الثالث عشر، ينقطع التكبير، يعني: في شهر ذي الحجة ثلاثة عشر يومًا من أول الشهر إلى غروب الشمس من اليوم الثالث عشر كله، محل تكبير، لكن في يوم عرفة، وما بعده يكون التكبير مطلقًا ومقيدًا، مطلقًا في جميع الأوقات، ومقيدًا أدبار الصلوات، هذا هو الراجح، والمستحب في هذه الحال جمعًا بين الأحاديث الثابتة عن النبي ﷺ.

وأما في الصلاة فكبر في الأولى ستًا بعد تكبيرة الإحرام، وفي الثانية خمسًا بعد تكبيرة النقل، يكبر في الأولى تكبيرة الإحرام، ثم يتبعها بستة تكبيرات متوالية، وإن قال بينها: الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا، هذا حسن أيضًا كما جاء في حديث ابن مسعود، وفي الثانية خمسًا بعد التكبيرة في النقل إذا رفع من السجود، وانتصب؛ يكبر خمسًا، واحدة بعد واحدة، ويقول بينها: الله أكبر كبيرًا.. إلى آخره. نعم.

شاهد أيضًا: حكم تأخير زكاة الفطر عن صلاة العيد

كيفية صلاة العيد الشيعة

أمّا عن كيفية صلاة العيد عند الشيعة فهي ركعتان تبدأ كذلك بتكبيرة الإحرام، ويقرأ بعدها الفاتحة وسورة الشمس في الركعة الأولى، والفاتحة وسورة الغاشية في الركعة الثانية، وفي رواية أخرى أنّه يجب على المصلي أن يكبر خمس مرات في الركعة الأولى، ويقنت بعد كل تكبير ، وأربعًا في الركعة الثانية، ويقنت بعد كل تكبير، والتكبيرات تكون بعد القراءة، وعليه أن يقنت بالمأثور وأفضل الدعاء عندهم أن يقول:[8]

اللَّهُمَّ أَهْلَ الكَبْرِياءِ وَالعَظَمَةِ، وَأَهْلَ الجُودِ وَالجَبَرُوتِ، وَأَهْلَ العَفْوِ وَالرَّحْمَةِ، وَأَهْلَ التَّقوى وَالمَغْفِرَةِ، أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هذا اليَوْمِ الَّذِي جَعَلْتَهُ لِلْمُسْلِمِينَ عِيْداً، وَلِمُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله ذُخْراً وشَرَفاً وَكَرَامَةً وَمَزِيداً، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمّدٍ، وَأَنْ تُدْخِلَنِي فِي كُلِّ خَيْرٍ أَدْخَلْتَ فِيْهِ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُخْرِجَنِي مِنْ كُلِّ سُوءٍ أَخْرَجْتَ مِنْهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ ما سَأَلَكَ عِبادُكَ الصَّالِحُونَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِمّا اسْتَعاذَ مِنْهُ عِبادُكَ المُخلِصُونَ.

كيفية صلاة العيد عند الاباضية

إنّ الإباضية هي من فرق الخوارج، ولكنهم تركوا الدعوة إلى ما كان يدعو به الخوراج، ولكن بقي لديهم بعد الضلال والأخطاء والأغلاط، وأمّا عن كيفية صلاة العيد عن الإباضية فهي كما عند أهل السنة والجماعة ركعتين يكبر فيها سبعة تكبيرات في الركعة الأولى وخمسة في الركعة الثانية، ثم يقرأ فيها سورة الفاتحة وما تيسر من القرآن الكريم بعد التكبيرات الزوائد من كلّ ركعة.

شاهد أيضًا: تكبيرات صلاة العيد مكتوبة

حكم صلاة العيد

بعد الخوض في شرح كيفية صلاة العيد للرجال والنساء بالتفصيل قد يبحث البعض عن حكم صلاة العيد، وقد اختلف أهل العلم في حكمها، على الرغم من إجماعهم على مشروعيتها على ثلاثة أقوال:[9]

القول الأول أنها واجبة على الأعيان.
القول الثاني أنّها من السنن المؤكدة.
القول الثالث أنها فرض كفاية.

شرح كيفية صلاة العيد للرجال والنساء بالتفصيل مقالٌ فيه تمّ شرح الطريقة الشرعية لأداء صـلاة العيـد للذكور والإناث عند أهل السنة والجماعة وأهل الشيعة والأباضية، كما ختم المقال ببيان مشروعية هذه الصلاة وصحتها والسنن التي سنّها لنا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فيها.