جدول المحتويات
في اي صلاة تم تغيير القبلة، تعتبر مسألة تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة من الأمور المفصلية والهامة جداً في تاريخ الدين الإسلامي، فقد يلجأ الكثير من المسلمين للبحث عن الصلاة التي تم فيها تغيير القبلة، والأسباب التي دعت إلى ذلك، ومن خلال موقع مقالاتي، سنوضح في اي صلاة تم تغيير القبلة، وما هي قبلة المسلمين الأولى.
أول قبلة للمسلمين
المسجد الأقصى المعروف ببيت المقدس هو أول قبلة عرفت للمسلمين منذ نزول الوحي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وطوال سنوات دعوته في مكة المكرمة التي بلغت ثلاثة عشر عاماً قبل هجرته إلى المدينة المنورة، فتعرف القبلة بأنها الوجهة التي يتجه لها المسلمون في الصلاة، فاتجاه القبلة يكون كما أمرنا الله سبحانه وتعالى، فكان المسجد الأقصى أولى القبلتين التي أذن الله للمسلمين أن يتوجهوا إليها في صلاتهم، ثم جاء الأمر الإلهي بعد ذلك بتحويل القبلة من المسجد الأقصى المبارك إلى الكعبة المشرفة.
شاهد أيضا: متى حولت القبله من المسجد الاقصى الى المسجد الحرام
في أي صلاة تم تغيير القبلة
جاء الأمر الإلهي لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بحسب ما ورد في الأحاديث النبوية الشريفة، بتغيير قبلة المسلمين من بيت المقدس إلى مكة المكرمة، حينما كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مجتمع مع صحابته والمسلمين لأداء صلاة الظهر، فجاءه الأمر الإلهي بتغير القبلة أثناء أداء الركعة الثانية، ونفذ رسول الله ما أمر به في الركعة التي تليها مباشرة، ومن ثم اتبعه المسلمون وغيروا وجهتم كما فعل الرسول، امتثالا لأمر الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك في صلاة:
- صلاة الظهر.
ما هو سبب تغيير قبلة المسلمين
جاء تغيير القبلة في السنة الثانية من هجرة رسول الله، أثناء أداء الركعة الثانية من صلاة الظهر، فقد كان سيدنا محمد يفضل تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، وذلك لعدة أسباب منها: ارتباطه بسيدنا إبراهيم فهو من نسله ومحيي لسنته، ومتبعيه في التوحيد، فسيدنا إبراهيم هو من بنى البيت الحرام ورفع قواعده، فاستجاب الله لأمره، وأنزل قوله تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ}.[1]، كما وجاء تحويل القبلة نتيجة لما كانت عليه الأمم من ضلال عن طريق الحق، واتهامهم بأن المسلمين يستقبلون قبلتهم، وازدياد آذاهم، معايرتهم للمسلمين كان لا بد من تغيير القبلة.
شاهد أيضا: الرخام الذي على قاعدة الكعبة من الجهات الثلاث يسمى
قصة تحويل القبلة
روى عن البخاري حديث عن البراء رضي الله عنه وضح فيه قصة تحويل القبلة، فيروي البراء أن النبي ﷺ صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرا، وكان يعجبه أن تكون قبلته إلى البيت، وأنه صلى، أو صلاها، صلاة العصر، وصلى معه قوم فخرج رجل ممن كان معه، فمر على أهل مسجد وهم راكعون فقال: أشهد بالله لقد صليت مع النبي ﷺ قبل مكة، فداروا كما هم قبل البيت، وكان الذي مات على القبلة قبل أن تحول رجال قتلوا لم ندر ما نقول فيهم، فأنزل الله: “وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم”.[2]
شاهد أيضا: يبلغ ارتفاع الكعبة المشرفة 14 متر ، فكم يبلغ ارتفاعها بالسنتمتر؟
في أي سنة هجرية تم تحويل القبلة
اختلف أهل العلم في تحديد تاريخ تغيير القبلة من المسجد الأقصى إلى الكعبة المشرفة، وترجح الروايات بأنها كانت في اليوم السابع عشر من شهر رجب، من السنة الثانية للهجرة، وقيل بأنه تم تحويلها في الثامن من شهر محرم في السنة الثانية للهجرة، كما قيل بأن تحويل القبلة كانت في منتصف شهر شعبان في السنة الثانية للهجرة، والله تعالى أعلم أيهما أصح، وجدير بالذكر بأن أهل العلم كانوا على دراية بأمر تغيير القبلة، كما في قوله تعالى: {وإن الذين أوتوا الكتاب}.[3]، والمقصود هنا هم أهل العلم من اليهود والنصارى.
ما الحكمة من تحويل القبلة
كانت الحكمة من تحويل قبلة المسلمين من بيت المقدس إلى البيت الحرام، تتجلى فيما يأتي:
- اختبار من الله سبحانه وتعالى لعباده المسلمين، كما وكان اختبار للمنافقين واليهود والمشركين، فكان تغيير القبلة أمر هين على المسلمين بخلاف المشركين، كما قال تعالى: {وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ}.[4]، كما ويختبر الله صبر الإنسان المؤمن، كما في قوله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ ۚ}.[5]
- كان لتحويل القبلة العديد من الأبعاد الدينية والسياسية والعسكرية، فقد أصبحت منطقة الجزيرة العربية مركز للأحداث، وكان تحويل القبلة مقدمة وبداية لفتح مكة وتحرير الكعبة مما يعبد المشركين من أصنام، كما وربطت المسلمين بسيدنا إبراهيم عليه السلام.
شاهد أيضا: متى حولت القبلة من بيت المقدس الي الكعبة