فضل ليلة النصف من شعبان ابن عثيمين

فضل ليلة النصف من شعبان ابن عثيمين من الأمور التي يهتمّ بها الكثير من المسلمين، وسيتمّ بيانها وذكر ما رود من فضلها عبر هذا المقال، فشهر شعبان شهرٌ مبارك من الأشهر الهجرية، وقد ورد الكثير من الأحاديث التي تشير إلى اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بإحياء العبادة في هذا الشهر، ويهتمّ موقع مقالاتي بتقديم توجيهات تتعلق بشهر شعبان من الشيخ ابن عثيمين رحمه الله.

فضل ليلة النصف من شعبان ابن عثيمين

ورد عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أنّه قال في فضل ليلة النصف من شعبان “الصحيح أنّ جميع ما ورد في فضل ليلة النصف من شعبان ضعيف ولا تقوم به حجة، ومنها أشياء موضوعة” وفي مقولةٍ أخرى قال عن الأحاديث الواردة في فضل ليلة النصف من شعبان رحمه الله: “لا ما هي صحيحة، ما صح في ليلة النصف من شعبان ولا في يوم النصف من شعبان” ومن الأحاديث التي وردت في فضل شعبان وتراوحت درجتها بين ضعيفٍ وحسن وصحيح ما يأتي:[1]

• الحديث الأول: رواه أبو بكر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ينزل اللهُ – عزَّ وجلَّ – ليلةَ النِّصفِ من شعبانَ إلى سماءِ الدُّنيا، فيغفرُ لكلِّ شيءٍ إلَّا لإنسانٍ في قلبِه شحناءُ، أو مشركٌ باللهِ”.[2]
• الحديث الثاني: روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا كانت ليلةُ النِّصفِ من شعبانَ فقوموا ليلَها، وصوموا نَهارَها، فإنَّ اللَّهَ يَنزِلُ فيها لغُروبِ الشَّمسِ إلى سماءِ الدُّنيا، فيقولُ: ألا من مُستغفِرٍ لي فأغفرَ لَه ! ألا مُسترزِقٌ فأرزقَهُ ألا مُبتلًى فأعافيَهُ ألا كذا ألا كذا حتَّى يطلُعَ الفجرُ”.[3]
• الحديث الثالث: روى أبو أمامة الباهلي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “خمسُ ليالٍ لا تُرَدُّ فيهن الدعوةُ: أولُ ليلةٍ من رجبٍ، وليلةُ النِّصْفِ من شعبانَ، وليلةُ الجُمُعةِ، وليلةُ الفِطْرِ، وليلةُ النَّحْرِ”.[4]

شاهد أيضًا: هل يجوز صيام آخر يوم من شعبان ؟

فضل ليلة النصف من شعبان ابن باز

بيّن الشيخ ابن باز رحمه الله في فضل ليلة النصف من شعبان أنّ ما ورد في فضلها لا يصحّ وكلّها أحاديث باطلة وضعيفة، فقد تراوحت أحاديثها بين الموضوع والضعيف، ولا يوجد لهذه الليلة أيّة خصوصية في قراءة أو عبادة من صلاةٍ وذكرٍ ودعاء وغير ذلك، ولو قال بعض أهل العلم بوجود خصوصيّة لها فقولهم ضعيف، فلا فضل لها على ليالي النصف من باقي الشهور والله أعلم.[5]

فضل صيام شعبان

بعد المرور على فضل ليلة النصف من شعبان ابن عثيمين، فإنه قد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم الكثير من الروايات التي تشير إلى أنّه كان يُكثر من صيام شهر شعبان، ففي الحديث الصحيح الذي رواه أسامة بن زيد: “قلتُ يا رسولَ اللهِ لم أرَكَ تصومُ شهرًا منَ الشهورِ ما تصومُ مِن شعبانَ؟ قال: ذلك شهرٌ يَغفَلُ الناسُ عنه بين رجبٍ ورمضانَ وهو شهرٌ تُرفَعُ فيه الأعمالُ إلى ربِّ العالَمينَ، فأُحِبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأنا صائمٌ“.[6] فمن كان له عادة الصوم قبل شعبان جاز له صومه كله موصولًا برمضان أمّا من لم يعتد الصوم فله أن يصوم من أوله وحتى منتصفه، وذلك أنّ النبي صلى الله عليه وسلم حثّ على عدم الصوم من بعد انتصاف شعبان حتى يكون رمضان والله أعلم.[7]

شاهد أيضًا: صحة حديث اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان

حكم الاحتفال ليلة النصف من شعبان

بعد شرح ما ورد في فضل ليلة النصف من شعبان ابن عثيمين، سنبين حكم الاحتفال في ليلة النصف من شعبان، إذ لا يجوز ولا يشرع للمسلم أن يحتفل فيه سواءً كان هذا الاحتفال بالصيام والقيام والذكر وقراءة القرآن أو توزيع الحلوى والطعام وكلّ ذلك لا يجوز، فلم يرد في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية الشريفة ما يدلّ على مشروعية الاحتفال في هذه الليلة أو تخصيصها بعبادةٍ ما، وقد ورد عن الشيخ ابن باز قوله: “من البدع التي أحدثها بعض الناس: بدعة الاحتفال بليلة النصف من شعبان، وتخصيص يومها بالصيام، وليس على ذلك دليل يجوز الاعتماد عليه، وقد ورد في فضلها أحاديث ضعيفة لا يجوز الاعتماد عليها، أما ما ورد في فضل الصلاة فيها، فكله موضوع، كما نبه على ذلك كثير من أهل العلم” فكلّ ما يفعله الناس في هذا الزمان من البدع المنهي عنها والله ورسوله أعلم.[8]

حكم الدعاء ليلة النصف من شعبان

إنّ ليلة النّصف من شعبان كأيّ ليلةٍ عاديّةٍ أخرى، يجوز للمسلم أن يدعو الله تعالى بما شاء وأراد على أن يلتزم شروط صحّة الدّعاء وآدابه، وليس في ليلة النّصف من شعبان أيّ تخصيصٍ ي الدّعاء أو العبادة أو الصّلاة، ولا يجوز للمسلم اتّباع مثل هذه البدع من أدعيةٍ أو صلواتٍ مخصوصةٍ وغيرها، فلم يثبت في ليلة النّصف من شعبان أيّ أحاديث نبويّة تفيد بأن لهذه اللّيلة فضلٌ خاصٌّ يميّزها عن باقي الليالي في شعبان أو غيره من الشّهور الهجريّة الأخرى، وقد أنكر أهل العلم مثل هذه البدع على أصحابها وأفتوا بهذا الحكم، وعلى المسلم أن يجتنب البدع والمحدثات، وأن يدعو الله تعالى تضرّعًا وخفيةً في كلّ الأوقات وفي كلّ الأحوال والله أعلم.[9]

شاهد أيضًا: كم مرة ذكر رمضان في القران الكريم وفضل شهر رمضان الكريم؟

دعاء ليلة النصف من شعبان

لم يرد في السّنّة النّبويّة المباركة أيّة أدعيةٍ أو أذكار خاصّة بليلة النّصف من شعبان، ولا يجوز للمسلم تخصيص هذه الليلة بشيءٍ من العبادة، ولكن يجوز له أن يدعو بها دون التّقيّد بوقتها أو التّخصيص لها، وسنعرض لكم بعض الأدعية الحسنة المأثورة عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- والدّعاء:

• “اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار، وعذاب النار، وفتنة القبر، وعذاب القبر، ومن شر فتنة الغنى، ومن شر فتنة الفقر، وأعوذ بك من شر فتنة المسيح الدجال، اللهم اغسل خطاياي بماء الثلج والبرد، ونقِّ قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم والمأثم والمغرم”.
• “اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق أحيني ما علمتَ الحياة خيراً لي، وتوفني إذا علمت الوفاة خيراً لي، اللهم وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وأسألك كلمة الحق في الرضا والغضب، وأسألك القصد في الفقر والغنى، وأسألك نعيماً لا ينفد، وأسألك قرة عيناً غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين”.

هنا نختتم مقالنا فضل ليلة النصف من شعبان ابن عثيمين، حيث تحدّثنا عن ليلة النصف من شعبان عند الشيخ ابن عثيمين وابن بازٍ وغيرهما من كبار أئمة العلم، وتحدّثنا عن حكم الدعاء في هذه الليلة.