جدول المحتويات
حديث من تعار من الليل من الأحاديث التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم وتحدث فيها عن الأمور التي يجب على المسلم قولها وفعلها إذا تعار من الليل فما معنى تعار من الليل وما هو الدعاء الذي يقوله المسلم عندما يستيقظ من نومه ليلًا وهو يشعر بالفزع هذا ما سيتم التعرف عليه في هذا المقال.
صحة حديث من تعار من الليل
حديث تعار من الليل حديث صحيح ورد في كتاب صحيح البخاري وهو أحد كتب الأحاديث الصحيحة التي يقال عنها أنها أصح الكتب بعد القرآن الكريم والنبي صلى الله عليه وسلم قال في هذا الحديث:” من تعار من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي أو دعا، استجيب له، فإن توضأ وصلى قبلت صلاته”.
تعني جملة تعار من الليل الشخص الذي يستيقظ من نومه في منتصف الليل أو آخره وهو يشعر بالأرق والنوم قد سرق من عيناه وهو يتقلب في فراشه بين الحين والآخر ليحاول العودة للنوم مرة أخرى، ومعنى كلمة تعار أي انتبه بعد غفله وهذا يدل أن هذا الأمر يأتي بعد نوم عميق وذكر هذا الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم ترك لنا دستور حياة كامل نستخدمه في أدق تفاصيل حياتنا حتى في تلك اللحظة التي نستيقظ فيها من نومنا بسبب أرق قد أصابنا، وكل ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم يناسب المسلم في كل وقت وفي كل مكان.
شاهد أيضًا: حديث سبعة يظلهم الله في ظله وتفسيره
تفسير حديث تعار من الليل
وعد النبي صلى الله عليه وسلم من استيقظ من نومه بسبب أرق أصابه ولسانه كان ينطق بشهادة أن لا إله إلا الله وتوحيد الله سبحانه وتعالى بالربوبية والألوهية باستجابة دعواته وتقبل صلواته وهذا دليل على أن قلب هذا الإنسان عامر بذكر الله عزوجل فأول شيء فكر في فعله عند استيقاظه هو تحريك لسانه بذكر الله والإذعان له وحمده وشكره على نعمه التي لا تعد ولا تحصى والاعتراف بقدرته عزوجل وتنزيهه عن كل ما لا يليق به والتسليم الكامل له، وهذا الفضل لا يرزق به إلا شخص تعلق قلبه قبل لسانه بذكر الله واستأنس به، وقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث “اللهم اغفر لي أو دعا، استجيب له، فإن توضأ وصلى قبلت صلاته” يدل على أن دعاء المسلم في هذا الوقت مستجاب ويجب عليه أن يتضرع إلى الله ويدعو بكل ما تتمناه نفسه.
حديث النبي صلى الله عليه وسلم يدل على أن هذا الوقت تكون الدعوات فيه مستجابة، ومن الملاحظ أيضًا أن النبي صلى الله عليه وسلم يقوم في أدعيته بتعظيم الله عز وجل وتنزيه عن كل نقص ويعد هذا من آداب الدعاء وأسباب استجابة الدعاء وأقرب مثال على ذلك في صلاة الجنازة قبل أن البداية بالدعاء للميت في التكبيرة الثالثة يسبقها حمد الله والثناء عليه والصلاة على النبي في التكبيرات الأولى وهذا يدل على أهمية المقدمة في الدعاء التي يكون فيها حمدًا لله عز وجل والصلاة والسلام على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
حديث النبي صلى الله عليه وسلم من تعار من الليل يحتوي على العديد من الفوائد والقيم التي يجب على المسلم أن يتعلمها وهي:
- قال النبي صلى الله عليه وسلم:” فإن قام فتوضأ ثم صلى قبلت صلاته” وهذا يعني أن الإنسان لا بد أن يأخذ بأسباب القبول من ذكر الله عز وجل وثناء عليه والقيام من النوم للصلاة حتى يتقبل الله منه ويستجيب دعوته.
- ينبغي على المسلم أن يعمل على اغتنام الأعمال الصالحة التي تقربه من الله عز وجل وتكون سببًا في استجابة دعواته والأعمال الصالحة التي يكون لها فضل كبير رغم أنها سهلة هي نعم من الله عز وجل وعلينا استغلال هذه النعم.
شاهد أيضًا: حديث ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله مكتوب
شروط استجابة دعاء التعار من الليل
النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث آخر صحيح ” ما من عبدٍ باتَ على طُهورٍ، ثم تعار من الليل، فسألَ اللَّهَ شيئًا من أمر الدنيا، أو من أمر الآخرة إلا أعطاه” وهذا دليل على أنه من شروط استجابة دعوات الشخص الذي تعار من الليل أن يكون قد نام على طهارة وأن يقول الشهادتين ثم يدعو الله سبحانه بما يتمنى من أمور الدنيا والآخرة دون أن يتحدث إلى أحد، واستجابة الدعاء ليست مرتبطة فقط بالشخص الذي استيقظ من نومه فجاءة دون إرادة منه، بل حتى إن قام الشخص بترك منبه ليستيقظ من خلاله أو طلب من أحد أن يوقظه ليصلي قيام الليل ويدعو الله عز وجل ويتضرع إليه فإن دعوته تكون مستجابة لأن الحديث ذكر فيه التعار من الليل دون تحديد إن كان هذا قد حدث بشكل مفاجئ أم لا.
دعاء الفزع من النوم
يصاب بعض الناس بحالة من الفزع والخوف في منتصف الليل وهذا قد يحدث بسبب رؤية بعض الأحلام السيئة وفي هذا حديث لعمر بن شعيب عن أبيه عن جده قال: أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يعلمهم من الفزع كلمات:”أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وشر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون” وفي حديث آخر أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه رجل يخبره أنه يفزع أثناء منامه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:”إذا أويت إلى فراشك فقل أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه ومن شر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون” فقال الرجل هذه الكلمات فذهب عنه الفزع.
شاهد أيضًا: حديث صيام يوم عرفة يكفر سنة ماضية وسنة قادمة
دعاء الاستيقاظ من النوم
ورد عن عائشة رضي الله عنها حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم تقول فيه:” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا هب من الليل كبر عشرًا وحمد عشرًا وقال “سبحان الله وبحمده عشرًا، و سبحان الله الملك القدوس عشرًا، واستغفر عشرًا، وهلل عشرًا، ثم قال اللهم إنى أعوذ بك من ضيق الدنيا وضيق يوم القيامة عشرًا، ثم يفتتح الصلاة” ومعنى هب من الليل أي استيقظ من الليل، وعنها أيضًا رضي الله عنها أنها قالت أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان إذا استيقظ من الليل دعا وقال:”لا إله إلا أنت سبحانك، اللهم إني أستغفرك لذنبي، وأسألك رحمتك، اللهم زدني علمًا ولا تزع قلبي بعد إذ هديتني وهب لي من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب”
خلال هذا المقال تم التعرف على صحة حديث من تعار من الليل وماذا يعني تعار من الليل وشروط استجابة دعاء الشخص الذي تعار من الليل والدعاء الذي يقوله المسلم عند الفزع وعند الاستيقاظ من نومه ليلًا وبعض الفوائد التي ينبغي على المسلم معرفتها من حديث من تعار من الليل.