جدول المحتويات
ما هي شروط الحج للمرأة، شرّع الله -سبحانهُ وتعالى- الحجَ لكافة المُسلمين، واعتبرهُ فرضًا من فروض الإسلام الخمسّة، ووضع لهُ أركانًا، ومواقيتًا، وشروطًا، وسننَ، ومن خلالِ موقع مقالاتي سنتعرفُ بشكل موجز ومُفيد على الشروط التي وضعها الإسلام للحج بشكل عام، ثم سنخصصُ حديثنا عن الشروط التي وَضعت للمرأة فقط.
تعريف الحج
الحجّ لغةُ يُعني القصد، أي قصد الشيءُ المعظم، أما في الاصطلاحَ الشرعيّ فإنّه يشيرُ إلى قصد بيت الله الحرام، لأداء مناسك مخصوصة، كما يُعرف أنّهُ عبادة تتضمن أعمالاً معينة، تؤدّى بكيفية معينة، في مكان وزمان مُعينين، والمكانُ هو الكعبّة، وعرفة، والوقت هو أشهر الحج، وهيّ شوال، وذو القعدة، وذو الحجة.
شاهد أيضًا: ما هو حكم الإحرام
شروط الحج للمرأة
يشتركُ المرأة والرجل في بعضًا من شروطِ الحج، إلا أنّ للمرأة شروطًا إضافية على شروط الحج تلك، وفيّما يأتي بيانها في المذاهب الفقهية الأربعة:
- الحنابلة: اشترط في المذهب الحنبلي لحج المرأة وجود شرط إضافي واحد، وهو:
- وجوب وجود زوج أو محرم للمرأة، والمحرم هو من لا تستطيع المرأة الزواج منه، بسبب النسب أو المصاهرة أو الرضاعة.
- الشافعية: اشترط في المذهب الشافعيّ لحج المرأة شرطيّن إضافيين، وهُما:
- وجوب وجود زوج أو محرم، أو وجود نسوة ثقات لا يقلُّ عددهن عن اثنتين في الحج المفروض بخلاف النفل، فلا تجوز الرفقة، ويجوز للمرأة الخروج وحدها لأداء فرض الحج إنْ أمنت الطريق.
- وجود الراحلة لها، سواء أكانت مسافة قريبة أو بعيدة، ولا بد أن تكون الراحلة مأمنة للسفر.
- المالكية: اشترطُ في المذهب المالكي لحج المرأة ثلاثةُ شروط إضافية، وهيّ:
- وجوب وجود زوج أو محرم، أو مجموعة من الرفقة الثُقات.
- تيسير الركوب إن كانت المسافة بعيدة، وتقدر المسافة البعيدة بالمسافة التي تلحق المشقة بها.
- ألا تكون المرأة معتدة من طلاق أو وفاة، لأن وجودها في بيت العدة واجب، فإن أحرمت للحج صح إحرامها مع وجود الإثم، ووجب عليها إتمام الحج.
- الحنفية: اشترط في المذهب الحنفي لحج المرأة شرطين إضافين، وهما:
- وجود زوج أو محرم، ولا فرق إن كانت عجوز أو شابة، ويشترط في المحرم أن يكون بالغًا عاقلاً، ذلك إن كانت المسافة إلى مكة مسيرة ثلاثة أيام فأكثر، فإن كانت أقل من ذلك فإن الحج يجب عليها دون اشتراط وجود مُحرم أو زوج.
- ألا تكون المرأة معتدة، سواء من حالة طلاق أو وفاة.
شاهد أيضًا: اعمال الحج في أيام التشريق تكون
شروط الحج
ذكر الفقهاء عدّة شروط لأداء الحج، بحيثُ أنها تتفرع على نحو النقاطِ الآتية:
- شروط الصحة: هي شروط لا بدّ من تحققها، للحكم على الحجِ بالصحة، وهي: الإسلام، والعقل، حيثُ أن الحج لا يصحُّ بدونهما.
- شروط الإجزاء: هي شروط يتحقق بها أداء ما أمر به الله -سبحانه وتعالى- وهيّ البلوغ والحرية، فيصح أداء الحج من الصبي، ويجب عليه الأداء مرة أخرى عند البلوغ.
- شروط الوجوب: هي شروط يتم تحقيقها بحكم وجوب الحج على المسلم، وهي الاستطاعة، وتتحقق بما يأتّي:
- تحقق الأمن على النفس والمال في طريق أداء المناسك.
- وجوب وجود محرم للنساء.
- توفر القدرة الجسدية لأداء مناسك الحج دون معوقات، وسلامة البدن من أي داء، بالإضافة إلى توفر الزاد والمال، ووسيلة النقل إلى حين العودة من مناسك الحج، أما درجات القدرة فبيانها في النقاط الآتية:
- إن توفر المال والقدرة في البدن، فيلزم على المسلم أداء الحج بنفسه.
- إن توفر المال دون القدرة الجسدية، فيلزم على المسلم الإنابة عن نفسه.
- عدم توفر المال أو القدرة الجسدية، فإنه يسقط فرض الحج عن المسلم ووجوبه.
- إن توفر مال من أموال زكاة المسلمين، يجوز للمسلم أداء الحج.
شاهد أيضًا: حكم التلبية في الحج والعمرة وحكم الدعاء بعدها
أحكام تتعلق بالمرأة في الحج
يوجد عدة أحكام وأمور فقهية يجب على المرأة المسلمة معرفتها والعلم بها إن أرادت أن تؤدي فريضة الحج، وهي كما يأتي:
- وجود المحرم: يشترطُ لأداء فريضة الحج للمرأة هو وجود المحرم، والمحرم هو الزوج ، أو من يحرم عليها الزواج به تحريمًا أبديًا، ودليلُ ذلكَ ما صحّ عن ابن عباس -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بامْرَأَةٍ إلَّا وَمعهَا ذُو مَحْرَمٍ، وَلَا تُسَافِرِ المَرْأَةُ إلَّا مع ذِي مَحْرَمٍ).[1]
- إذن الزوج: يجوز إذن الزوج في حج النفل للمرأة، وله أن يمنعها وذلك لحقهُ عليها.
- جواز الإنابة: يصح للمرأة أن تنوب بالحج عن الرجل، أو المرأة باتّفاق أهل العلم.
- الحيض والنفاس: يجوز للمرأة الحائض والنفساء أداء كل أعمال الحج إلا الطواف، وذلك لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- لعائشة -رضي الله عنها-: (افْعَلِي ما يَفْعَلُ الحَاجُّ غيرَ أَنْ لا تَطُوفي بالبَيْتِ حتَّى تَطْهُرِي).[2]
- التلبية: يسن للمرأة التلبية بعد الإحرام بصوت تسمع فيه نفسها فقط، ويكره رفع صوتها.
- سنن الإحرام: يجوز للمرأة أن تأتي بسنن الإحرام كالرجل، من الاغتسال، والتنظيف، وقص الشعر، والتطيب بما لا رائحة له.
- لبس النقاب والقفازين: يحرم على المرأة المحرمة أن تستر وجهها بالنقاب، وكفيّها بالقفازين، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ولا تنتقب المرأة المحرمة، ولا تلبس القفازين).[3]
- الستر: يجب على المرأة المُحرمة التستر، وغض البصر، وخفض الصوت، وعدم مزاحمة الرجال، وأن تطوف في أقصى المطاف، وذلك لتجنب المزاحمة.
شاهد أيضًا: ما حكم من ترك الوقوف بعرفة وما وقته
فضل الحج
زخت السنة النبوية المطهرة بالعديد التي الأحاديث التي تبين مدى فضل الحج وأهميتهُ، وبيانها فيما يأتي:
- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- سُئِلَ: أيُّ العَمَلِ أفْضَلُ؟ فَقالَ: إيمَانٌ باللَّهِ ورَسولِهِ. قيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قالَ: الجِهَادُ في سَبيلِ اللَّهِ قيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قالَ: حَجٌّ مَبْرُورٌ).[4]
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (تابِعوا بينَ الحجِّ والعمرةِ ، فإنَّهما ينفِيانِ الفقرَ والذُّنوبَ، كما ينفي الْكيرُ خبثَ الحديدِ والذَّهبِ والفضَّةِ وليسَ للحجِّ المبرورِ ثوابٌ دونَ الجنَّةِ).[5]
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمُ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟)[6]
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا ما هي شروط الحج للمرأة، حيثُ سلطنا الضوءَ على فضل الحج، وشروطُه لكلاً من الرجل والمرأة، إلى جانب أحكامًا خاصّة متعلقة بالمرأةِ في الحج.
المراجع
- ^ صحيح مسلم , مسلم، عبدالله بن عباس، 1341، صحيح
- ^ صحيح البخاري , البخاري، عائشة أم المؤمنين، 131، صحيح
- ^ مجمع الزوائد , الهيثمي، عبدالله بن عمر، 3/222، فيه عمر بن صهبان وهو متروك
- ^ صحيح النسائي , الألباني، أبو هريرة، 3130، صحيح
- ^ صحيح النسائي , الألباني، عبدالله بن مسعود، 2630، صحيح
- ^ صحيح النسائي , الألباني، عائشة أم المؤمنين، 3003، صحيح