ما هي شروط الأضحية من الغنم

ما هي شروط الأضحية من الغنم التي ينبغي توفرها في الأضحية لتكي تصح من المضحّي، فللأضحية شروط عديدة وردت في السنة النبوية، وقد صنّفها العلماء ووضعوها ضمن أبواب خاصة، وأطالوا الحديث عنها وتفصيلها لكي يكون المسلم على بينة من أمره، وفي هذا المقال يتوقف موقع مقالاتي مع بيان شروط الأضحية التي يضحي بها المسلم التي تكون من الغنم، وكذلك يتوقف مع العيوب وأمور أخرى.

ما هي شروط الأضحية من الغنم

إنّ شروط الأضحية من الغنم كثيرة ينبغي التفصيل فيها، فشروطُ الأضحيةِ من الغنمِ في المجمل هي شروطُ الأضحيةِ نفسها بالعموم إلّا ما اختلفت فيه الغنمُ عن غيرها من بهائم الأنعام، ويمكن إفراد تلك الشروط كل شرطٍ على حِدَة كما فصّلها العلماء، وذلك كما يأتي:

شرط بلوغ السن للأضحية الغنم

لقد اشترط العلماء في الغنم بلوغ سن معينة عند الذبح، فقالوا إنّ الغنم ينبغي لها أن تبلغ على الأقل ستة أشهر، بينما الماعز ينبغي لها أن تتم سنة على الأقل، ففي الحديث الصحيح يقول صلى الله عليه وسلم: “لا تَذْبَحُوا إلَّا مُسِنَّةً، إلَّا أنْ يَعْسُرَ علَيْكُم، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ”،[1] فالمسنة ما تم له سنة من الغنم، والجذعة ما تم لها ستة أشهر من الغنم كذلك.[2]

شاهد أيضًا: كم عمر الأضحية من الغنم

شرط السلامة من العيوب للأضحية الغنم

اشترط العلماء للغنم -ولبهيمة الأنعام عمومًا- أن تكون سليمة من العيوب الفاحشة، وهي العيوب التي من شأنها أن تنقص الشحم أو اللحم إلا ما استثني من ذلك، ومن تلك العيوب العمياء، والعوراء البين عورها؛ وهي التي ذهب بصر إحدى عينيها أو برزت حتى أصبحت كالزر، أو ابيضّت ابيضاضًا يدل على عورها دلالة بيّنة، والمريضة البيّن مرضها.[2]

وذلك كالحمى التي تقعدها عن المرعى وتمنع شهيتها، والجرب الذي يفسد لحمها أو يؤثر في صحتها، والجرح العميق المؤثر عليها في صحتها ونحو ذلك، والعرج البين الذي يمنع البهيمة من مسايرة السليمة في ممشاها، زالهزال المزيل للمخ، وكل ذلك مجموع في الحديث الشريف: “أنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- سُئلَ ماذا يُتَّقى منَ الضَّحايا، فأشارَ بيدِه فقالَ أربعًا العرجاءُ البيِّنُ ظَلَعُها والعوراءُ البيِّنُ عَوَرُها والمريضةُ البيِّنُ مرَضُها والعجفاءُ الَّتي لا تُنقي”،[3] ويُلحق بها أنواع كثير يأتي تفصيلها.[2]

شاهد أيضًا: هل يجوز للمرأة أن تذبح الأضحية

شرط الملكية للأضحية من الغنم

يُشترط في الأضحية عمومًا أن تكون ملكًا للمضحي، أو أن يكون مأذونًا له فيها من قبل الشرع، أو من قبل المالك؛ لذلك قال العلماء إنّه لا تصح التضحية بما لا يملكه الرجل كالمغصوب والمسروق والمأخوذ بدعوى باطلة ونحوه؛ لأنه لا يصح التقرب إلى الله بمعصيته، وكذلك يمكن لولي اليتيم أن يضحّي من مال اليتيم إذا جرت به العادة، وكان ينكسر قلبه بعدم الأضحية، وكذلك تصح تضحية الوكيل من مال موكله إن كان بإذنه، وكذلك لا تصح التضحية بأضحية يتعلق بها حق لغير صاحبها، كالتضحية بالمرهون فإنّها لا تصح.[2]

شاهد أيضًا: حكم الأخذ من الشعر والأظافر لمن أراد الأضحية

عيوب الأضحية من الغنم

للأضحية عيوب تمنع التضحية بها، وقد مرّ ذلك آنفًا، فشرط السلامة من العيوب من الشروط الرئيسة لصحة الأضحية وقبولها من المضحي، ولكن كان لكل مذهب من المذاهب الأربعة عيوب انفرد بها عن غيره، فربما يكون عيب عند مذهب من المذاهب مقبول في الأضحية، ولكنه غير مقبول عند المذهب الآخر، ومن تلك العيوب ما يأتي:

عيوب الأضحية عند الحنفية

قال الحنفية إنّ الأضحية إذا احتوت على أحد هذه العيوب، فإنّها لا تُجزئ ولا يصح التضحية بها، وتلك العيوب كثيرة وصلت إلى أكثر من 18 عيبًا، ومنها:[4]

• العمياء: وهو عيب مشترك مع باقي المذاهب.
• العوراء البين عورها: وهو عيب مشترك مع باقي المذاهب مع بعض التفصيل.
• مقطوعة اللسان: سواء قسم منه أم بالكليّة، وهو عيب مشترك مع باقي المذاهب مع بعض التفصيل.
• الجدعاء: وهي مقطوعة الأنف، وهو عيب مشترك مع باقي المذاهب مع بعض التفصيل.
• مقطوعة الأذنين أو بعضهما: وهو عيب مشترك مع باقي المذاهب مع بعض التفصيل.
• العرجاء البيّن عرجها: وهو عيب مشترك مع باقي المذاهب مع بعض التفصيل، وهنالك الكثير من العيوب الأخرى؛ مما انفرد به الحنفية أو اشتركوا به مع باقي المذاهب.

شاهد أيضًا: ما الفرق بين الهدي والاضحية والعقيقة

عيوب الأضحية عند المالكية

اشترك المالكية مع الحنفية والمذاهب الأخرى في العيوب الرئيسة التي تمنع الأضحية من الإجزاء، ولكنّهم انفردوا بعيوب عن باقي المذاهب، فمن عيوب الأضحية عندهم ما يأتي:[4]

• البكماء: وهي فاقدة الصوت.
• البخراء: وهي منتنة رائحة الفم.
• الصماء: وهي التي لا تسمع.

عيوب الأضحية عند الشافعية

اشترك فقهاء الشافعية مع فقهاء المذاهب الأخرى في العيوب الرئيسة التي تمنع التضحية بأضحية بهيمة الأنعام، ولكنّهم كذلك تفرّدوا ببعض العيوب التي تمنع الأضحية عندهم، ومنها:[4]

• الهيماء: وهي المصابة بالهيام؛ وهو عطش شديد لا ترتوي معه بالماء، فتهيم في الأرض ولا ترعى.
• الحامل: وهذا على الأصح من قول فقهائهم؛ وعللوا ذلك بأنّ الحمل يفسد الجوف ويصير اللحم رديئًا.

شاهد أيضًا: هل يجوز الأضحية عن الميت

عيوب الأضحية عند الحنابلة

اشترك كذلك الحنابلة في العيوب الرئيسة التي تمنع الأضحية من أن تكون مقبولة ويصح التضحية بها، ولكن كذلك كان لهم عدد من العيوب التي تمنع صحة الأضحية، ومنها:[4]

• العصماء: وهي التي انكسر غلاف قرنها.
• الخصي المجبوب: وهو ما ذهب أنثياه -بمعنى خصيتيه- وذكره معًا، بخلاف ذاهب أحدهما.

كم شخص يشترك في أضحية الغنم

لقد ورد في السنة النبوية المباركة أنّ الأضحية من الغنم لا يشترك فيها أكثر من شخص واحد، ولكن يجوز لك أن يشرك في ثوابه أهل بيته، ومن شاء من المسلمين، وذلك لحديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- الذي تقول فيه: “أنَّ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- أَمَرَ بكَبْشٍ أَقْرَنَ يَطَأُ في سَوَادٍ، وَيَبْرُكُ في سَوَادٍ، وَيَنْظُرُ في سَوَادٍ، فَأُتِيَ به لِيُضَحِّيَ به، فَقالَ لَهَا: يا عَائِشَةُ، هَلُمِّي المُدْيَةَ، ثُمَّ قالَ: اشْحَذِيهَا بحَجَرٍ، فَفَعَلَتْ: ثُمَّ أَخَذَهَا، وَأَخَذَ الكَبْشَ فأضْجَعَهُ، ثُمَّ ذَبَحَهُ، ثُمَّ قالَ: باسْمِ اللهِ، اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِن مُحَمَّدٍ، وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَمِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ ضَحَّى بهِ”،[5] ولكن الاشتراك بقيمة الأضحية من الغنم لا يجوز لأكثر من شخص واحد، والله أعلم.[6]

شاهد أيضًا: هل يجوز الحلق قبل ذبح الأضحية

وإلى هنا يكون قد تم مقال ما هي شروط الأضحية من الغنم بعد الوقوف على الشروط الواجب توفرها في أضحية الغنم، والعيوب التي لا تصح معها وغير ذلك.