سورة في القرآن لم يذكر فيها حرف الميم

وردت سورة في القرآن الكريم لم يُذكر فيها حرف الميم مطلقًا، ويُعدّ هذا الأمر غير متوقع لدى العديد من الأشخاص، إذ أنّ القرآن جاء بالعربية الفصحى التي تضم حروف اللغة العربية كاملةً، إلا أنّه يوجد سورة واحدة في القرآن لم يرد ذِكر حرف الميم في آياتها وذلك في قوله تعالى: “إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ﴿١﴾ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴿٢﴾ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ”[1]، وبهذا فإنّ السورة التي لم يذكر فيها حرف الميم هو:

سورة الكوثر.

شاهد أيضًا: ما هي السورة التي لا تحتوي على حرف الميم

معلومات عن سورة الكوثر

تُعدّ سورة الكوثر من أقصر السور في القرآن الكريم من حيث عدد الآيات، والكلمات، والحروف، إذ أنّ عدد آياتها ثلاثة آيات فقط، ويختلف بعض المفسرين ما بين كونها من السور المكية أو المدنية، إلا أنّ الأغلب يُشير إلى أنّها سورة مكية، وفي هذه السورة خطاب من الله سبحانه وتعالى للرسول محمد صلى الله عليه وسلم فقط، ويجدر بالذكر أنّ ترتيب سورة الكوثر بين سور القرآن هو 108، أمّا ترتيبها في النزول فإنّها السورة رقم 15 نزولًا على رسول الله.

سبب نزول سورة الكوثر

نزلت سورة الكوثر في العاص بن وائل، الذي كان كلمّا ذُكر الرسول صلى الله عليه وسلم وصفّه بالأبتر، إذ كان يقول: دعوه فإنما هو رجل أبتر لا عقب له، لو هلك انقطع ذكره واسترحتم منه، إذ أنّه في ذاك الوقت تُوفيّ عبدالله ابن رسول الله الذي ولدته له السيدة خديجة رضي الله عنها، فمن أجل ذلك أنزلّ الله هذه السورة، ليُخفّف عن رسول الله الضيق الذي أصابه بسبب هذا القول.[2]

الفضائل المستوحاة من سورة الكوثر

ورد في سورة الكوثر العديد من الفضائل والعبادات التي يجدر بالمسلم الانتباه لها، والحرص على ملازمتها، فقد ورد ذكرها صريحًا في الآيات القرآنية، ونُدرج في ما يأتي عدد من هذه الفضائل والعبادات التي أمرنا بها الله تعالى:

نحر الهدي، كنوع من الشكر والحمد لله تعالى.
جعل الدين أهم من الدنيا وما فيها، حتى وإن كان الولد.
الحرص على أداء الصلاة سواء أكانت فرض أم نافلة.
اليقين التام بأنّ الفضل والخير كلّه يأتي من الله وليس من العبد.

ما المقصود بالكوثر في سورة الكوثر

يُقصد بالكوثر الذي ذُكر في سورة الكوثر في قوله تعالى: “إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ” [3] هو نهر في الجنة أعطاه الله تعالى لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وقد ورد ذلك التفسير في الحديث الصحيح الوارد عن أنس بن مالك بقوله: “بينما ذاتَ يومٍ بينَ أظهرِنا يريدُ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إذ أغفى إغفاءةً ثمَّ رفعَ رأسهُ متبسِّمًا فقلنا لهُ ما أضحكَكَ يا رسولَ اللَّهِ قالَ نزلت عليَّ آنفًا سورةٌ {بسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيم} {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} ثمَّ قالَ هل تدرونَ ما الكوثرُ قلنا اللَّهُ ورسولُهُ أعلم قالَ فإنَّهُ نهرٌ وعدنيهِ ربِّي في الجنَّةِ آنيتُهُ أكثرُ من عددِ الكواكبِ ترِدُهُ عليَّ أمَّتي فيختلِجُ العبدُ منهم فأقولُ يا ربِّ إنَّهُ من أمَّتي فيقولُ لي إنَّكَ لا تدري ما أحدثَ بعدَكَ”.

شاهد أيضًا: ما هي أقصر سورة في القرآن الكريم

الجانب البلاغي في سورة الكوثر

تضمّ سورة الكوثر العديد من الجوانب البلاغية ومنها؛ انتهَاء السورة بحرف الرَّاء وهو حرف التكرار الذي يدلّ على تكرار العَطاء، والخير المتتابُع في النُزول، فاسمُ السورة يُشير إلى المُبالَغةٌ في الكثرة، فالعرب تُسمِّي كلَّ شيء كثير في القدر والحظ كوثرًا، وفضلًا عن ذلك بدأت السورة بأسلوبِ التَّوكِيد، كدلالة على ثبات ذلك العطاء، والفعل أعطيناك نزلّ بصيغة الماضي لإشعار الرسول بأنَّ الإعطاء حاصلٌ لا ريب، واقعٌ فلا خوف.[4]

وبهذا القدر نصل لِختام مقال سورة في القرآن لم يذكر فيها حرف الميم، والذي تناول في محتواه الحديث عن السور القرآنية، والسورة التي لم يرد فيها حرف الميم، ومعلومات عن سورة الكوثر، وسبب النزول، والفضائل المستوحاة من السورة، والجانب البلاغي في السورة.