جدول المحتويات
حكم مسابقة إمام الصلاة في انتقالات الصلاة، فصلاة الجماعة من الصلوات المباركة في الدين الإسلامي أكثر منها في الصلوات الفردية، ومن الصلوات ما لا يصح إلا في صلاة الجماعة، وهذه الصلوات لها ضوابطها وأحكامها بين الإمام والمأموم حتى تصح ولا تبطل، ومن الأحكام المتعلقة بها يأتي حكم المسابقة مع الإمام في الصلاة، وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف نتعرف على حكم هذه المسألة الشرعية في أقوال العلماء وبالشواهد الشرعية، والأحكام الأخرى المتعلقة لها.
حكم مسابقة إمام الصلاة في انتقالات الصلاة
لا يجوز مسابقة إمام الصلاة في انتقالات الصلاة، وقد ورد فيه تحريم، والمسابقة هي ما ذكرناه سابقاً نحو أن يسبق المأموم الإمام بتأدية الركن، كأن يرفع رأسه بالسجود قبل الإمام وما إلى ذلك في بقية الأركان، وهذا ورد فيه التحريم؛ لأنه خالف أمر النبي -عليه الصلاة والسلام- بأن المأموم يجب أن يتابع إمَامه في الصلاة فلا يؤخر، ولا يقدم ولا يوافق معه، وقد صدر الوعيد بحق هذا الفعل في الأحاديث الشريفة، ومن ذلك نذكر ما رواه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال، إن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: “أَما يَخْشَى أحَدُكُمْ -أوْ: لا يَخْشَى أحَدُكُمْ- إذَا رَفَعَ رَأْسَهُ قَبْلَ الإمَامِ، أنْ يَجْعَلَ اللَّهُ رَأْسَهُ رَأْسَ حِمَارٍ؟! أوْ يَجْعَلَ اللَّهُ صُورَتَهُ صُورَةَ حِمَارٍ”[1].[2]
شاهد أيضًا: حكم موافقة المأموم للإمام في الصلاة
أحوال المأموم مع إمامه في الصلا
أحوال المأموم مع إمامه في الصلاة هي أربعة، وقد بين العلماء هذه الأحوال استناداً للنصوص الشرعية الواردة فيها، ومنهم الإمام ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- وهي التالي:[2]
- المسابقة على الإمام: ويكون ذلك في ركن من أركان الصلاة، كأن يسجد المأموم أو يركع قبل سجود وركوع الإمام.
- التخلف عن الإمام: وهو على عكس المسابقة، فيتخلف المأموم عن الإمام بركن أو ركنين من أركان الصلاة بعذر أو بغير عذر.
- موافقة الإمام: وهي السير مع الإمام في الصلاة سواء في القول أو الفعل، كأن يركع الإمام ويركع معه، أو يسلم ويسلم معه.
- متابعة الإمام: وهي أن يشرع المأموم بأفعال الصلاة فور شروع الإمام بها، كأن يسجد الإمام وبالتالي يسجد المأموم، دون أن يكون هناك موافقة للإمام في أفعاله، كأن يسجد الإمام والمأموم معاً.
حكم سبق الإمام بقصد أو دون قصد
هناك تفصيل حكم سبق الإمام دون قصد أو بغير قصد، وهذا التفصيل يتعلق بصحة الصلاة التي يؤديها المأموم خلف الإمام، وفي هذا الأمر قال العلماء أنه إذا كان ناسياً أو جاهلاً بهذا الأمر وحكمه في الشرع الإسلامي، فهذا ليس عليه حرج، وتكون صلاته صحيحة ولا يتوجب عليه إعادتها، مع وجوب أخذ العلم، ولا يصلي على جهالة، وأما إذا كان عن علم به، وكان المأموم متذكراً له ليس بناسي، فقد ذهب العلماء إلى أن صلاته باطلة، والله أعلم.[2]
شاهد أيضًا: ما حكم تكرار سبحان ربي الاعلى في السجود
حكم تخلف المأموم عن الإمام
لا يجوز تخلف المأموم عن الإمام، وفي ذلك ما يبطل الصلاة، ويخالف السنة النبوية الشريفة، وهذا التخلف إما أن يكون بعذر أو غير عذر، ومن ذلك أن يسهو الإنسان أو لم يسمع الإمام عن التكبير لأداء الركن التالي لسبب ما، فسبقه الإمام بركن أو ركنين، وهذا قال العلماء فيه أنه لا يبطل الصلاة، ولو كان ركناً كاملاً، أو سهواً في الركن، أما التخلف بغير عذر ففيه بطلان للصلاة، في قول الإمام ابن عثيمين -رحمه الله تعالى-. [5]
حكم متابعة المأموم للإمام في الصلاة
يجب متابعة المأموم للإمام في الصلاة وهذا هو السنة عن النبي -عليه الصلاة والسلام التي يجب الاقتداء بها، وأما عند دليل ذلك، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال، أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: “إنَّما جُعِلَ الإمامُ ليُؤتَمَّ بهِ، فإذا كبَّرَ فكبِّروا، وإذا قرأ فأنصِتوا، وإذا قال غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ فقولوا: آمينَ، وإذا ركعَ فاركَعوا، وإذا قال: سمِعَ اللهُ لمَن حمِدهُ ، فقولوا : اللَّهمَّ ربَّنا ولكَ الحمدُ، وإذا سجدَ فاسجُدوا، وإذا صلَّى جالسًا فصلُّوا جلوسًا”[3].
شاهد أيضًا: ما حكم قول سمع الله لمن حمده للامام والماموم
حكم موافقة المأموم للإمام في الصلاة
موافقة المأموم للإمام في الصلاة فيها قولين من حيث نوعيها إن مان موافقة في القول أو في الفعل، وهذا يتم استبيانه وفق الآتي:[4]
- موافقة المأموم للإمام في الصلاة بالأقوال: وهذا قال به العلماء أن لا بأس به، إلا الموافقة في التسليم وتكبيرة الإحرام، وأكد العلماء على تكبيرة الإحرام؛ لأن الصلاة فيها لا تنعقد في حال وافق المأموم للإمام فيها.
- موافقة المأموم للإمام في الصلاة بالأفعال: وهذا مكروه عند جمهور العلماء، ولم يقل العلماء أن في هذا بطلان للصلاة ونحوها، وإنما فيها خلاف للشرع وهو متابعة الإمام.
وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان إذا كان المأموم واحدا فأين يقف بالنسبة للإمام، والذي تعرفنا من خلاله على حكم هذه المسألة في أكثر من وجه، كما تعرفنا على أحوال المأموم مع إمامه في الصلاة وحكمها بما في ذلك المتابعة والتخلف والموافقة.
المراجع
- ^ صحيح البخاري , أبو هريرة، البخاري، 691، صحيح
- ^ islamqa.info , أحوال المأموم مع إمامه في الصلاة , 29/05/2022
- ^ صحيح الجامع , أبو هريرة، الألباني، 2359، صحيح
- ^ islamweb.net , حكم مساواة الإمام في أفعال الصلاة , 29/05/2022
- ^ islamweb.net , حكم إطالة المأموم السجود بعد رفع الإمام , 29/05/2022