جدول المحتويات
حكم جمع الصلاة للمسافر بعد الوصول من السفر، فقد أباح الله تعالى ومن بعده النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام- الكثير من الجوازات التي تهون على المسلم أداء فروضه أثناء سعيه في الأرض، ليحول دون أن تقع المشقة على المسلمين في ذلك، كما هو الحال في حالة السفر وحكم جمع الصلاة فيها، وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف نقف على استبيان هذه المسألة الشرعية في أقوال العلماء والمسائل التي تتعلق بها.
حكم جمع الصلاة في السفر
جمع الصلاة في السفر هو سنة مؤكدة مؤكدة، ويجوز ذلك بمجرد أن يبدأ الإنسان بالسفر فعلاً تاركاً بلده، فالجمع بين الصلوات هو من الأمور التي أباحها الله في حالة السفر، وهذا ما أجمع عليه أهل العلم بالرجوع إلى النصوص الشرعية، يجوز للمسافر أيضاً أن يقصر في صلاته، وهذا يشمل الصلوات الرباعية فيصليها ركعتين بدلاً من أربعة، ويقوم بعدها بجمع الصلاتين إما جمع تأخير أو جمع تقديم، وهذا الجمع يشمل صلاتي الظهر والعصر، وصلاتي المغرب والعشاء، وعلى خلاف ذلك، فقد أجاز بعض العلماء جمع الصلاة في الحضر في عدة حالات نحو الحنابلة، والله أعلم.[1]
شاهد أيضًا: حكم صلاة الجمعة للمسافر
حكم جمع الصلاة للمسافر بعد الوصول من السفر
يجوز جمع الصلاة للمسافر بعد الوصول من السفر وذلك إذا وصل في وقت الصلاة التالية، فإذا وصل إلى وجهته في صلاة العصر، جمع الظهر والعصر بالترتيب، وكذلك الأمر إذا وصل في صلاة العشاء، فيصلي المغرب والعشاء معاً، وهذا الجمع يأتي معه القصر في حال كان المسلم وصل إلى مكان غير موطنه، ولم يشأ الإقامة به مدة أربع أيام فما فوق، وأما إذا كان قد وصل إلى موطنه الأصلي، أو وصل إلى بلد وأراد الإقامة به أيام أو أكثر، فيقوم بجمع الصلاة دون أن يقصر بها، وهذا هو الراجح في أقوال أهل العلم، والله أعلم.[2]
كيفية الجمع والقصر بعد الوصول من السفر
الجمع في الصلوات يكون في حالة السفر على جميع أقوال العلماء، باستثناء بعضهم ممن قال أن الجمع يجوز في بعض حالات الحضر، وهذا القول للحنابلة وبعض العلماء من أصحاب المذاهب الثلاثة الأخرى، وأما في حالة الجمع والقصر بعد الوصول من السفر، فيجب أن يراعى فيه الترتيب والموالاة، والتي ذكرناها سابقاً، فلا يجوز جمع الفجر مع أي صلاة أخرى، فَالفجر فلا تقصر ولا تجمع، كما أنه لا يجوز جمع العصر مع المغرب، وإنما الجمع يكون في الظهر والعصر، أو المغرب والعشاء، فيصلي الظهر قبل العصر، والمغرب قبل العشاء، ولا يجوز القصر لمن كان مقيماً ويجوز لغير المقيم كما أسلفنا سابقاً، كما لا يجوز قصر صلاة المغرب حتى ولو جمعت مع صلاة العشاء.[2]
شاهد أيضًا: حكم قصر الصلاة الرباعية للمسافر
أحوال الجمع بين الصلوات عند الفقهاء
السفر هو أحد حالات الجمع بين الصلوات وفق إجماع أهل العلم، ولكن هناك حالات أخرى يجوز فيها الجمع، ومنها ما هو متفق عليه بين العلماء ومنها ما هو مختلف عليه، وفيما يلي نذكرها مع قول العلماء فيها وفق التالي:[3]
الجمع في السفر
والتي تبدأ بخروج المسلم خارج بلده، وفي هذا إجماع من أهل العلم، والجمع يبقى جائزاً ما دام المسلم مستمراً في سفره، وحتى لو كان عاىًداً وأصبح على تخوم بلده، فلم يسقط عنه حالة السفر حتى يدخلها، وهذا يبيح له الجمع والقصر، وإذا دخلها متأخراً لبلده أو لبلد يقيم به أكثر من أربعة أيام، يجوز له الجمع دون القصر.
الجمع في الحج
يجوز الجمع للحاج في عرفات، وهو إما جمع تقديم لصلاتي الظهر والعصر، أو جمع تأخير لصلاتي المغرب والعشاء بعد الإفاضة من عرفات، وفي هذا اجماع الفقهاء وأهل العلم، ولكنهم اختلفوا في كونه هو جمع للسفر أو للنسك.
الجمع في المرض
وذلك جائز عند المالكية والحنابلة وبعض جمهور الشافعية، من حيث أن المرض هو عذر كما هو في السفر، وذلك لإنه تترتب عليه مشقة كبيرة على المسلم، وخالف ذلك الحنفية وغالية جمهور الشافعية بأنه غير جائز، وعللوا ذلك أن النبي -عليه الصلاة والسلام- تعرض في حياته للمرض ولك يجمع الصلوات، والراجح في أقوالهم أن الجمع بالمرض جائز لما عليه من مشقة.
شاهد أبضًا: طريقة الجمع والقصر للمسافر
الجمع في المطر
وهي إحد الحالات التي ذكرت بالأحاديث الشريفة جنباً إلى جنب مع حالة السفر والخوف، بالرغم من أن بعض العلماء ضعفوا الأحاديث التي ذكرت فيها، وبالرغم ان فيها إجماع شبه كامل، إلا أنه فيها بعض الخلاف، فأجازه المالكية للمغرب والعشاء جمع تقديم، وأجازه الحنابلة والشافعية في التقديم والتأخير، وزاد الشافعية على ذلك أنهم أجازوا الجمع بين الظهر والعصر جمع تقديم، كما أجاز الحنابلة والمالكية الجمع في الوحل، ومنعه غالب جمهور الشافعية في حين أجازه بعضهم، والراجح أنه جائز لإن فيه مشقة المطر والبرد والبلل.
الجمع في الخوف
وهي من الحالات التي ذكرت أيضًا في الأحاديث الشريفة، والراجح فيها الجواز، مع وجود خلاف في تفاصيلها، وذهب الحنابلة وبعض الشافعية، وهو جار على رواية عند المالكية، إلى جواز الجمع لسبب الخوف وذلك بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء سواء كان جمع تقديم أو تأخير، في حين ذهب أكثر الشافعية، وهو جار على رواية عند المالكية، إلى عدم جواز الجمع للخوف، لأن الصلاة لها مواقيت معلومة شرعاً فلا يخرج عنها إلا بدليل.
الجمع في عذر
في الغالب على أقوال أهل العلم أن الجمع للعذر جائر للأحوالتي ذكرناها سابقاً، محتجين على أنه لا نصوص شرعية بغير ذلك، وعلا خلاف ذلك، فقد توسع الحنابلة بدائرة الأعذار المبيحة للجمع، والتي تشمل كل عذر أو شغل يبيح ترك الجمعة والجماعة، مثل الخوف على المال والنفس والضر المحتمل على معيشة الإنسان المسلم وما نحو ذلك، وإلى ذلك ذهب بعض العلماء من المذاهب نحو بعض المالكية والشافعية والحنفية.
شاهد أيضًا: هل تجب صلاة الجمعة على المسافر
المسافة التي يباح فيها الجمع للمسافر
إن المسافة التي يباح فيها الجمع للمسافر هي ما قدره العلماء بنحو ثلاثة وثمانين كيلو متر، وهذا في الراجح على أقوال العلم، لأن الجمع في الصلوات هو من المباحات المشروطة بالمسافة والمدة، ولا يجوز الجمع إذا كانت أقل من ذلك في أقوال أهل العلم.[4]
ما هو الوقت المحدد للبدء بالجمع للمسافر
كما ذكرنا سابقاً أن الجمع بين الصلوات هو من الأمور المباحة والمحددة بالمسافة والمدة، وشرط البدء بها يتطلب البدء بالسفر في المسافة المحددة شرعاً، وقد قال العلماء أن المسافر يجب أن يكون قد تجاوز المساكن القريبة من بلدته حتى يعتبر هذا سفر حقيقي يجوز عليه الجمع.[4]
أنواع السفر في الإسلام
وهي خمسة أنواع تتلخص فيما يلي:[5]
- السفر المباح: بحثاً عن الرزق أو العلاج أو السياحة المشروعة.
- السفر الواجب: وذلك بدافع العبادات المفروضة كالحج، والدفاع عن الدين كَالجهاد في سبيل الله.
- السفر المستحب: مثل طلب العلم أو الفقه في الدين أو وصل الأرحام ونحوها.
- السفر المكروه: هو سفر محلل لكن منهي عن بعض جوانبه، كأن يسافر المرء وحده.
- السفر المحرم: وهو السفر إلى بلاد الكفار بنية ارتكاب المعاصي والفواحش والعياذ بالله.
شاهد أيضًا: حكم جمع صلاة الجمعة مع العصر
شروط الجمع في الصلاة للمسافر
الجمع في الصلاة للمسافر لها شروط واضحة في الشرع، وهي التالي:[5]
- أن يخرج المسلم من بلده في رحلة سفر لا تقل عن 83 كم كما حددها الشرع.
- أن يكون السفر من أنواع السفر المباح.
- أن لا يكون المسافر من المقيمين، فتسقط عنه حجة الجمع عندها.
- أن يهم المسلم بالسفر فعلاً، فلا يجوز الجمع قبل البدء بالسفر بمجرد النية بذلك.
وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان حكم جمع الصلاة للمسافر بعد الوصول من السفر، والذي تعرفنا من خلاله على حكم هذه المسألة في أقوال العلماء والمسافة التي تجوز بها ومتى يبدأ الجمع وشروطه، كما تعرفنا على طريقة الجمع والحالات التي ذكرها العلماء التي يجوز فيها الجمع عبر السفر، وما هي أنواع السفر في الإسلام.
المراجع
- ^ islamweb.net , جمع الصلوات في السفر وغيره , 27/05/2022
- ^ islamweb.net , حكم الجمع بين الصلاتين بعد الوصول من السفر , 27/05/2022
- ^ islamweb.net , أحوال الجمع بين الصلاتين عند الفقهاء , 27/05/2022
- ^ islamweb.net , شروط قصر وجمع الصلاة للمسافر , 27/05/2022
- ^ islamweb.net , شروط جواز جمع الصلاة وقصرها , 27/05/2022