حكم تحديد النسل في الإسلام

حكم تحديد النسل في الإسلام، فمسألة تحديد النسل من المسائل المهمة في مجتمعانا الحالية، وخاصة بعد التزايد السكاني وفي ظل انتشار الجوع والفقر والأمور الأخرى التي تجعل من الصعب تأمين الاحتياجات الضرورية للأبناء، إضافة إلى الأسباب الأخرى التي قد لا تتعلق بمبرر شرعي، ولذلك يتردد هذا السؤال عن حكم تحديد النسل بشكل متكرر، وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف نقف على استبيان هذه المسألة الشرعية في أقوال العلماء وبالدلائل الشرعية.

حكم تحديد النسل في الإسلام

لا يجوز تحديد النسل في الإسلام بالراجح على أقوال أهل العلم، ويجوز تنظيمه لأسباب شرعية، فالمال والبنون هم زينة الحياة الدنيا كما قال الله تعالى في كتابه العزيز، كما أن أمر النبي -عليه الصلاة والسلام- قضى بزيادة نسل المسلمين، وقد استند العلماء إلى النصوص الشرعية في فتواهم، ومن ذلك ما رواه معقل بن يسار -رضي الله عنه- أنه قال: “جاءَ رجلٌ إلى النَّبيِّ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ-، فقالَ: إنِّي أصَبتُ امرأةً ذاتَ حسبٍ وجمالٍ، وإنَّها لا تلِدُ، أفأتزوَّجُها، قالَ: لا ثمَّ أتاهُ الثَّانيةَ فنَهاهُ، ثمَّ أتاهُ الثَّالثةَ، فقالَ: تزوَّجوا الوَدودَ الولودَ فإنِّي مُكاثرٌ بِكُمُ الأُممَ”[1]، ولذلك يجب على المسلم أن ينصاع لأمر النبي -عليه الصلاة والسلام- ولا يمنع ما رزقنا الله تعالى به، فالأبناء هم خير نعم الله، وفيهم فائدة لأمة المسلمين، والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: حكم التقاط اللقيط في الاسلام

هل تحديد النسل حرام إسلام ويب

في ما جاء عن حكم التحريم لتحديد النسل للعلماء على موقع إسلام ويب في الفتوى رقم 118552، نذكر ما يلي:[2]

فإنا لا نعلم حديثا في خصوص تحريم تحديد النسل، ولكن التحديد يخالف ما جاءت به الأحاديث النبوية الحاثة على إكثار النسل وما ثبت من النهي عن التزوج بالمرأة العاقر فعن معقل بن يسار -رضي الله عنه-: أن رجلا جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، أصبت امرأة ذات حسب وجمال، وإنها لا تلد أفأتزوجها؟ قال: لا، ثم أتاه الثانية، فنهاه، ثم أتاه الثالثة، فقال: تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة. رواه أبو داود والترمذي والحاكم، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي والألباني.

شاهد أيضًا: ما هو التخبيب بين الزوجين وما هو حكمه

حكم تحديد النسل بسبب الفقر

تحديد النسل بسبب الفقر غير جائز في راجح الأقوال، ومن أقوال العلماء فيه، نذكر ما ورد في نص الفتوى رقم 212872 على إسلام ويب، وجاء فيها:[3]

فإن تحديده النسل لمجرد صعوبة المعيشة أو خوف الفقر أو بحجة الاكتفاء بعدد معين من الأولاد لا يجوز، لما في ذلك من ضعف اليقين في وعد الله تعالى بالرزق، ولما فيه من مصادمة شرع الله الذي ارتضاه الله لعباده، ولذلك، فإنه لا اعتبار للوضع المادي في تحديد النسل، لأن الرزق بيد الله تعالى، والمال يطرأ ويزول، ومع ذلك فإن أهل العلم قالوا: لا بأس بتنظيم الحمل وتأخيره من فترة لأخرى للتفرغ لحضانة الطفل السابق.

شاهد أيضًا: ما هو حكم الختان في حق الذكور والإناث

حكم تحديد النسل الإسلام سؤال وجواب

لا يجوز تحديد النسل وإنما يجوز تنظيمه لمنع الضرر، وقد أورد العلماء في فتواهم ذلك بعد الاطلاع على النصوص الشرعية، ومن ذلك مجمع الفقه الإسلامي الذي أفتى في هذه المسألة، وقال إن هذا يحتمل وجهين أحدهما جائز والآخر منهي، وأما تحديد النسل بقصد إيقاف الإنجاب أو تقليل عدد الأبناء، فهذا منهي عنه وغير جائز، وذلك لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- أمر المسلمين أن يكثروا من أمته، وأما تنظيم النسل، كأن يجعل الإنسان فارقاً زمنياً بين الولد والآخر بغرض التربية الصالحة ومسائل الرضاعة وغير ذلك، فهذا جائز والله أعلم.[4]

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان حكم تحديد النسل في الإسلام، والذي وقفنا من خلاله على استبيان هذه المسألة الشرعية في أكثر من قول من أقوال أهل العلم وبالدلائل الشرعية.