جدول المحتويات
حكم السمع والطاعة لولاة الأمر في الإسلام، فقد كان نبينا الكريم -عليه الصلاة والسلام- هو ولي أمر المسلمين في حياته الكريمة، وقد علم المسلمين والصحابة -رضي الله عنهم- أصول الولاية الصحيحة التي أمر بها الله تعالى، وقد ذكر الأحكام التي تتعلق بمن يأتي بعده من ولاة أمر المسلمين، ومنها حكم السّمع والطّاعة لِولاة أمور المسلمين، وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف نقف على استبيان ما حكم طاعة ولاة الامر في الإسلام في أقوال أهل العلم بالدلائل الشرعية.
ولاة الأمر
ولاة الأمر هو مصطلح واسع وشامل، وضم كل من له ولاية أو وصاية على الإنسان، فالأب ولي أمر أهل بيته، وإذا توفاه الله تعالى أصبح الابن الأكبر ولي أمر البيت وهكذا، وبالمعنى الأشمل والأعم في الإسلام، فإن ولاة أمر المسلمين هم الحكام والعلماء وكل من يحتكم لشريعة الله تعالى، ولذلك وردت العديد من النصوص الشرعية في حكم طاعة ولاة الأمر بما يخص الاحتكام للشريعة الإسلامية التي حددها الله تعالى.
شاهد أيضًا: ما هو حكم الامن من مكر الله
حكم السمع والطاعة لولاة الأمر
السمع والطاعة لولاة الأمر واجب مفروض على كل مسلم في المعروف، والمقصود بالمعروف هو الأمر بكل ما هو خارج حدود ارتكاب المعصية، والمعصية بابها واسع للغاية، وتضم المحرمات والفواحش والمنكرات وما نحو ذلك، مما يفضي إلى التعدي على شريعة الله تعالى وحدودها، أو التنكر لها وعدم الاحتكام إليها، وعلى خلاف ذلك، يجب على المسلم طاعة ولي أمر المسلمين حتى ولو جار، وظلم ما لم يعصي، وعليه أن يصبر حتى لا تتفرق صفوف المسلمين.[1]
شاهد أيضًا: ما هو حكم حسن الظن بالله تعالى
طاعة ولي الأمر ابن باز
جاء في حكم طاعة ولي الأمر على لسان الإمام ابن باز -رحمه الله-، ما يلي:[1]
ويقول الله: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ [التغابن:16] فالله أمر بالتقوى، والسمع، والطاعة، يعني: في المعروف، لذا فإن النصوص يشرح بعضها بعضا، ويدل بعضها على بعض فالواجب على جميع المكلفين التعاون مع ولاة الأمور في الخير، والطاعة في المعروف، وحفظ الألسنة عن أسباب الفساد، والشر، والفرقة، والانحلال.
شاهد أيضًا: حكم محبة النبي صلى الله عليه وسلم
طاعة ولي الأمر الظالم
لا يجوز الخروج عن طاعة ولي الأمر الظالم إلا بالكفر البواح وهذا ما آلت إليه غالبية أقوال أهل العلم بالرغم من الخلاف على ذلك، والسبب في ذلك منع الفتن، فظلم الحاكم أو ولي الأمر ما لم يصل ظلمه إلى حد المعصية، أقل أثر من الفتنة والاقتتال بين المسلمين، ومن أقوال أهل السلف في ضرورة درء الفتنة في حال الظلم، نذكر قول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- في منهاج السنة النبوية: “كان أفاضل المسلمين ينهون عن الخروج والقتال في الفتنة، كما كان عبد الله بن عمر وسعيد بن المسيب وعلي بن الحسين وغيرهم ينهون عام الحرة عن الخروج على يزيد”.[2]
شاهد أيضًا: حكم سب الصحابة رضي الله عنهم
شروط ولي الأمر ابن تيمية
لقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- قواعد وشروط الولاية لأولي الأمر في كتابه “السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية”، والتي جمعها ولخصها الشيخ فايز الصلاح فيما يلي:[3]
- الولاية أمانة يجب أداؤها في مواضع.
- الولايةُ تكليفٌ وليست بتشريفٍ، وابتلاءٌ فلا يستشرف.
- وجوب معرفة مقاصد الولاية ووسائلها.
- الولايةُ من أعظم واجبات الدين، ويتقرب بها إلى الله المعين.
- الولايةُ نيابةٌ ووكالةٌ.
- يجب اختيارُ الأصلح فالأصلح في الولاية.
- يجوز العُدول عن الأصلح لمن هو دونه لمصلحة راجحة.
- الولايةُ لها ركنان: القوة والأمانة.
- إن تعذّر الأصلح فالأَمثَلُ الأَمثل.
- إن تعذَّرت الصفاتُ في واحدٍ فإلى عددٍ.
- قيامُ الدين بالناقص، ويجب تلافي النقص بالإعداد.
- وجوب اقترانُ الصفات في ولي الأمر.
- تولي الولايات بين الإفراط والتفريط.
بهذا القدر من المعلومات نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان حكم السمع والطاعة لولاة الأمر في الإسلام، والذي تعرفنا من خلاله على حكم هذه المسألة الشرعية في أكثر من قول مع ذكر الأدلة، كما تعرفنا على حكم طَاعة وَلي الأَمر الظالم، وشروط الولاية لابن تيمية رحمه الله تعالى.
المراجع
- ^ binbaz.org.sa , بيان حقوق ولاة الأمور على الأمة , 09/06/2022
- ^ islamweb.net , حكم الخروج على الحاكم , 09/06/2022
- ^ islamicsham.org , قواعد في الولايات العامة من كلام ابن تيمية , 09/06/2022