ما حكم الاحتفال بيوم الاب

ما حكم الاحتفال بيوم الاب، فهناك الكثير من الأعياد التي نراها في وقتنا الحالي بمسميات مختلفة ومواعيد مختلفة، مثل عيد العمال وعيد المرأة وعيد الأم والأخت والأخ والقائمة تطول، ومن تلك الأعياد المستحدثة في تاريخنا المعاصر، يأتي عيد الأب الذي لدى الشرع الإسلامي حكم واضح فيه مستند لكتاب الله تعالى وسنة نبيه، وفي مقالنا هذا عبر موقع مقالاتي سوف نتعرف على حكم هذا العيد في الإسلام.

ما هو عيد الأب 

عيد الأب هو من المناسبات العالمية التي تم اصطناعها في دول الغرب منذ مطلع القرن الماضي، وهناك عدة روايات عن سبب اصطناع هذا العيد، والواضح فيها أن سببه يعود لامرأة أمريكية تدعى سونورا أرادت تكريم والدها الذي رعاها وع أخوتها الخامسة بعد وفاة والدتها، وبعد جهد كبير منها لإقرار هذا العيد، استطاعت إقامته لأول مرة في يونيو عام 1910 ميلادي، وأقيم بعدها العيد في أيام وسنين متفرقة من ذلك القرن، حتى اعترف الرئيس الأمريكي نيكسون رسميًا بعيد الأب كعطلة في عام 1972 ميلادي، وبقي التقليد متبعاً حتى الآن بعد أن غزا بعض الدول العربية والإسلامية.

شاهد أيضًا: حكم الاحتفال بعيد الام ابن باز

ما حكم الاحتفال بيوم الاب

لا يجوز الاحتفال بيوم الاب كونه من البدع، فالدين الإسلامي وضح أعياد المسلمين التي ذكرت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وهما عيدا الفطر والأضحى المباركين والعيد الأسبوعي يوم الجمعة، ولا يوجد أعياد أخرى في الدين الحنيف، ولو أن هذه الأعياد مباحة كما يدعي هؤلاء المبتدعون، لكان عيد المولد النبوي الشريف هو أولى الأعياد بذلك، ولم يذكر عن أهل السلف والصحابة -رضوان الله عليهم جميعاً- أنهم احتفلوا بهذا اليوم، وإنما عيد الأب والأم، وما نحوها من هذه الأعياد، إلا هي بدعة من البدع، وهذا ما أجمع عليه أهل العلم، ولذلك يجب على المسلمين التنبه إلى هذه البدع ومدى خطورة التساهل بها والاشتراك مع من يؤديها من الكفار والمبتدعين، والله أعلم.[1][2]

شاهد أيضًا: حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج

حكم عيد الأم ابن عثيمين

عيد الأم هو بدعة ولا يجوز الاحتفال به في قول الإمام ابن عثيمين -رحمه الله- تعالى، وورد في نص فتواه عن ذلك ما يلي:[2] 

الجواب على ذلك أن كل الأعياد التي تخالف الأعياد الشرعية كلها أعياد بدع حادثة، ما كانت معروفة في عهد السلف الصالح، وربما يكون منشؤها من غير المسلمين أيضاً، فيكون فيها مع البدعة مشابهة أعداء الله -سبحانه- وتعالى، والأعياد الشرعية معروفة عند أهل الإسلام، وهي عيد الفطر، وعيد الأضحى، وعيد الأسبوع، وليس في الإسلام أعياد سوى هذه الأعياد الثلاثة، وكل أعياد وجدت بعد ذلك، أو كل أعياد أحدثت سوى ذلك، فإنها مردودة على محدثيها، وباطلة في شريعة الله -سبحانه- وتعالى، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد»، أي: مردود عليه.

شاهد أيضًا: ما حكم الاحتفال برأس السنة

بر الوالدين في الإسلام

بر الوالدين هو أمر ثابت في الدين الإسلامي سواء كان في القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة، ومن ذلك قول الله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}[3]، وفي الآية القرآنية أمر رباني بالإحسان إلى الوالدين، والإحسان جزء من البر، وخاصة عندما يكبران، فلا يجب على الإنسان التأفف منهما عندما يكبران، وواجب الابن البار رعاية والديه في الكبر وحملهما، كما ربياه صغيراً عندما كان ضعيفاً ولا حول ولا قوة له إلا بالله.

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان ما حكم الاحتفال بيوم الاب، والذي تعرفنا من خلاله على حكم هذه المسألة الشرعية في أقوال العلماء، كما تعرفنا على حكم عيد الأم ووجوب بر الوالدين في الإسلام.