جدول المحتويات
اقرأ باسم ربك الذي خلق هي أول آية نزلت من آيات القرآن الكريم وكان فيها أول أمر وتكليف للنبي صلى الله عليه وسلم، ولم تكن اقرأ مجرد كلمة قيلت للنبي بل كانت منهج حياة للبشرية ودستورًا يسير عليه كل أهل الأرض، كما أن في هذه الآية دلالة على أن الرسالة الإسلامية رسالة تحث على العلم والتعلم.
اقرأ باسم ربك الذي خلق
أنزل الله الرسالة على محمد عليه السلام ليدعو الناس إلى عبادة الله، واختار سبحانه وتعالى شخصًا أميًا لهذه الرسالة وهو محمد صلى الله عليه وسلم وكانت هذه معجزة فقال تعالى ” هو الذي بعث في الأميين رسولًا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين” وكان هدف هذه الرسالة الأسمى هو هداية الناس إلى توحيد الله عز وجل، وأول درس في طريق هذه الرسالة كان حث الناس على العلم والقراءة لذلك كان هذا أول فعل يُطلب من النبي صلى الله عليه وسلم وهذا دليل على أهمية القراءة.
شاهد أيضًا: تفسير قوله تعالى: “وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا”
مسميات سورة اقرأ
يطلق على سورة العلق في كتب التدبر والتفاسير سورة اقرأ لكن اسم السورة الذي في المصاحف هو العلق ويعود هذا إلى أنه تم ذكر العلق في بداية السورة “خلق الإنسان من علق” وكان الناس في زمن النبي يطلقون عليها اسم سورة اقرأ باسم ربك الذي خلق وهي أول سورة نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم، وهي أحد السور المكية كونها نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في مكة قبل هجرته إلى المدينة وبالتحديد فإنها نزلت عليه في غار حراء حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعبد هناك وكان ذلك في الليلة السابعة عشر من شهر رمضان ولهذا كان يسمى شهر رمضان بشهر القرآن لأن القرآن الكريم كان يتنزل على النبي فيه.
شاهد أيضًا: تفسير هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا
تفسير سورة اقرأ
قال سبحانه “اقرأ باسم ربك” أي ابدأ قراءة القرآن وافتتح ذلك باسم ربك سبحانه وتعالى وتوكل عليه واستعن به “الذي خلق” ربك الذي خلق كل شيء في هذه الحياة “خلق الإنسان” بعد أن ذكر الخلق جميعهم خص منهم الإنسان وهو إفراد تشريف وتكليف ودليل على وجوب إفراد العبادة لله عز وجل، وبعد ذلك فسر خلق الإنسان وقال “من علق” وكان في هذا تعليل لشيء يدل على كمال حكمة الله وقدرته ووجوده.
“اقرأ” كرر الفعل مرة أخرى بغرض المبالغة فالمرة الأولى ذكرت مطلقة والثاني لتبليغ الرسالة لذلك عندما قيلت للنبي صلى الله عليه وسلم في المرة الأولى قال ما أنا بقارئ وكان يقصد حينها أنه لم يتعلم القراءة فكيف يقرأ فقيل له “اقرأ وربك الأكرم” وتحدث هنا عن كرم الله سبحانه وتعالى وفضله الواسع “الذي علم بالقلم” والمقصود هنا الكتابة بالقلم “علم الإنسان ما لم يعلم” فهو سبحانه قادرًا على أن يجعلك تقرأ حتى وإن لم تكن قارئ وقال الله سبحانه ذلك إظهارًا لنعمته وفضله على الإنسان.
شاهد أيضًا: لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة تفسير الآية
نزول سورة اقرأ على النبي صلى الله عليه وسلم
كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم جالسًا في غار حراء يتأمل مخلوقات الله عز وجل ويشاهد مكة من بعيد حتى أتى إليه جبريل عليه السلام وتلى عليه هذه الآيات “اقرأ باسم ربك الذي خلق” بعد أن كانت الكثير من علامات النبوة بدأت بالظهور على النبي صلى الله عليه وسلم فكان يرى رؤى صادقة تتحقق كما رأها تمامًا، وكان يحب الذهاب للتعبد بمفرده بمعنى أنه يذهب إلى الاعتكاف لعبادة الله لمدة أيام دون أن يعود إلى المدينة، حتى نزل عليه الوحي في أحد الأيام التي كان يتعبد فيها، فقد جاءه جبريل وقال له اقرأ قال ما أنا بقارئ ثم كررها ثالثًا والنبي صلى الله عليه وسلم يقول ما أنا بقارئ حتى قال جبريل “اقرأ باسم ربك الذي خلق *خلق الإنسان من علق* اقرأ وربك الأكرم *الذي علم بالقلم* علم الإنسان ما لم يعلم”.
خلال هذا المقال تم التعرف على تفسير آية اقرأ باسم ربك الذي خلق وتم التعرف على الهدف من أن تكون أول آية في القرآن تدعو إلى القراءة وكيف نزلت سورة العلق على النبي صلى الله عليه وسلم أثناء تعبده في الغار ولماذا سميت السورة بهذا الاسم والأسماء الأخرى التي تطلق على سورة العلق.