تجربتي مع رجيم الوجبة الواحدة في رمضان

رجيم الوجبة الواحدة هو نظام رجيم صارم بسبب قصر تناول الطعام فيه على مرة واحدة في اليوم، وهو في الأيام العادية يحتاج إلى عزيمة من الشخص الذي يطبق الرجيم حتى يمكنه المتابعة عليه بشكل طويل، ولكن في رمضان الأمر يختلف بسبب اختلاف النمط الغذائي للصائم طوال الشهر، ففي شهر رمضان يستمر الشخص في الصيام والامتناع عن الطعام والشراب من آذان الفجر وحتى المغرب وهي مدة طويلة، ويمكن الاستفادة من مدة الصيام وقصر الطعام على وجبة واحدة في المساء، وفما يلي نتعرف على تجارب رجيم الوجبة الواحدة في اليوم:

التجربة الأولى مع رجيم الوجبة الواحدة في اليوم

وهي تجربة يحكيها أحد الأشخاص الذين قاموا بتطبيق هذا النظام الغذائي في رمضان، فكان يقتصر في تناوله للطعام على وجبة الإفطار فقط والتي كان يتناولها بعد صلاة العشاء والتراويح، وفي الفترة الممتدة ما بين الفطور والسحور كان يكثر من شرب الماء والسوائل الدافئة، وفي السحور كان يتناول الماء فقط لينال فضل السحور وبركته، وقد شعر بتعب وإرهاق في الأيام الأولى من رمضان بسبب هذا النظام الصارم، ولكن مع مرور الوقت شعر بتحسن كبير وزادت قدرته على التحمل ونقص وزنه بشكل ملحوظ.

التجربة الثانية مع رجيم الوجبة الواحدة في اليوم

هذه التجربة تحكيها إحدى السيدات والتي كانت تعاني من السمنة والوزن الزائد، ومع دخول شهر رمضان عزمت على تطبيق نظام رجيم الوجبة الواحدة في اليوم، وبالفعل كانت تقتصر في طعامها على وجبة أساسية بعد المغرب، وكانت تحرص في هذه الوجبة على تجنب الدهون والكربوهيدرات، كما كانت تبتعد عن تناول الحلويات والسكريات، وقد شعرت السيدة بكثير من التعب في نهار رمضان بسبب عدم تناولها طعام السحور أو تناول الطعام بين المغرب والفجر، وعلى الرغم من أنها قد فقدت الكثير من وزنها إلا أنها كانت تشعر بتعب وإرهاق طوال الشهر.

فوائد رجيم الوجبة الواحدة

تتعدد أنظمة الرجيم التي يمكن اتباعها والتي تساعد في التخلص من السمنة والوزن الزائد بشكل سريع، ومن أفضل أنظمة الحمية الغذائية وأكثرها تأثيرًا وفاعلية نظام رجيم الوجبة الواحدة، وهو رجيم له العديد من الفوائد أهمها ما يلي:

الفقدان السريع للوزن: نظام الوجبة الواحدة يساعد في فقد الوزن والتخلص من الدهون المخزنة في الجسم بشكل أسرع من باقي أنظمة الرجيم المتبعة، وقد أجريت دراسات في هذا الشأن أثبتت أن امتناع الشخص عن تناول الطعام طوال اليوم وقصر الأكل على أكلة واحدة يساعد في التخلص من الوزن الزائد أسرع من كونه يقوم بتقسيم الوجبات إلى وجبات صغيرة على مدار اليوم.
الوقاية من أمراض القلب: الامتناع طوال النهار عن تناول الطعام يدفع الجسم إلى استهلاك الدهون المخزنة في الجسم ليحصل على ما يحتاجه من طاقة، ومن الدهون التي يقوم الجسم باستهلاكها خلال فترة الامتناع عن الطعام دهون الكوليسترول الضارة والتي تتراكم بكثرة على جدران الأوعية الدموية والشرايين، ومن ثم يتسع مجرى الدم وتنشط الدورة الدموية وتقل فرص الإصابة بالذبحات الصدرية وتجلط الدم.
ضبط السكر في الدم: نظام الوجبة الواحدة يساعد بشكل أكبر في ضبط مستوى السكر في الدم والحفاظ عليه في مستوياته الطبيعية، كما يساعد نظام الرجيم على تحسين قدرة الخلايا على استقبال الجلوكوز وحرقه وتحويله إلى طاقة.
تقليل علامات الشيخوخة: تقليل الطعام بشكل عام والاقتصار على الطعام الصحي مرة واحدة في اليوم يساعد في تقليل السموم الداخلة في الجسم ويساعد في تقليل ظهور علامات الشيخوخة على الجلد والبشرة، ومن ثم فالرجيم يعتبر مناسب إلى حد بعيد لكبار السن.

شاهد أيضًا: رجيم قاسي في رمضان مجرب ومضمون

أضرار رجيم الوجبة الواحدة

من المهم قبل الخضوع لأي نظام غذائي وحمية التعرف على أضرار ذلك النظام وآثاره السلبية التي قد يخلفها، ونظام رجيم الوجبة الواحدة له بعض السلبيات والأضرار التي من المهم التعرف عليها وذلك كما يلي:[1]

التسبب في اضطرابات الطعام التي قد يكون بعض الأشخاص لديه استعداد فعلي للإصابة بها.
نقص العناصر الغذائية المهمة من فيتامينات ومعادن عند اتباعه نظام الوجبة الواحدة، فتقسيم الطعام إلى عدة وجبات صغيرة يساعد في تنوع مكونات هذه الوجبات ومن ثم إمكانية الاستفادة من الفيتامينات والمعادن في الغذاء بشكل أكبر من استفادة الجسم عند تناول وجبة واحدة في اليوم.
الاقتصار على تناول وجبة واحدة في اليوم قد يزيد من إفراز الجسم لهرمون الجوع Ghrelin، والذي قد يؤثر على ضغط الدم وأداء الأجهزة الحيوية في الجسم.
الامتناع عن تناول الطعام طوال اليوم ولفترات طويلة قد يأتي بنتائج عكسية لمريض السكر، والذي قد يتأثر بعدم دخول الطعام للجسم ومن ثم عدم قدرته على الحصول على الأنسولين الطبيعي وفرزه من البنكرياس فتضطرب نسبة السكر في الجسم ويصعب السيطرة عليها.
الإصابة باختلال في معدلات حرق الجسم للسعرات الحرارية والتي يمكن أن تتحول إلى حالة مزمنة عند الاستمرار في اتباع الرجيم لفترات طويلة، ومن ثم قد يرغب الشخص في استعادة الوزن المفقود بعد ذلك ولكن لا يستطيع بسبب الخلل في جسمه.
الإصابة بنوبات من الصداع والتشوش في الرؤية بالإضافة إلى الشعور العام بالتعب والإعياء.

تحذيرات بشأن رجيم الوجبة الواحدة

من المهم عند الشروع في تطبيق رجيم الوجبة الواحدة التعرف أخذ عدد من التحذيرات في الحسبان، ومن أهم هذه التحذيرات ما يلي:

تطبيق نظام رجيم الوجبة الواحدة قد يتسبب في تهيج المعدة والإصابة بنوبات من الإسهال، ومن ثم فمن المهم التوقف عن الرجيم حال ظهور هذه الأعراض واستشارة الطبيب المتخصص.
الأشخاص الذين يتناولون أدوية معنية مرتبطة بعدد الوجبات من المهم مراجعة الطبيب وتعريفه بالنظام الغذائي المتبع حتى يمكن تغيير مواعيد الأدوية ليناسب المريض.
المصابون بمقاومة عالية للأنسولين قد يجدون صعوبة في اتباع نظام رجيم الوجبة الواحدة بسبب حاجتهم إلى كميات كبيرة من الكربوهيدرات ومن ثم تقل باقي العناصر الغذائية المفيدة المطلوب الحصول عليها من الطعام.
الرياضيون وأصحاب التمارين العنيفة من الصعب عليهم الخضوع لهذا النظام الغذائي بسبب حاجتهم إلى كميات كبيرة من الطاقة لا يمكن للجسم الحصول عليها بسبب خلو المعدة من الطعام.

الأطعمة المناسبة لرجيم الوجبة الواحدة

من المهم في أي نظام غذائي صحي أن يكون ثمة توازن في العناصر الغذائية التي يحصل عليها الجسم بشكل يومي، ومن أهم الأطعمة التي يمكن تناولها في رجيم الوجبة الواحدة وتساعد في مد الجسم بما يحتاجه من فيتامينات ومعادن ما يلي:[2]

الفواكه التي تحتوي على السكروز المهم لطاقة الجسم، مثل الموز التفاح البرتقال اليوسفي الجوافة.
الخضروات بكل أنواعها والتي تحتوي على الألياف الطبيعية التي تساعد في تنظيم عملية الهضم والحفاظ على كفاءة التمثيل الغذائي.
النشويات والموجودة في البطاطس والبطاطا الحلوة والقرع والأرز والتي توفر الشعور بالشبع والامتلاء.
البقوليات بأنواعها المختلفة والتي تمد الجسم بالبروتين النباتي مثل الفول والعدس والفاصوليا البيضاء.
الدهون غير المشبعة والتي توجد في فواكه مثل الأفوكادو وزيت الزيتون.
البروتين الحيواني والذي يساعد في بناء العضلات وتقوية الجسم والذي يوجد في اللحوم الحمراء والأسماك ولحوم الدواجن والبط.
المسكرات التي تحتوي على دهون أوميجا 3 والأحماض الأمينية المهمة لإنتاج الطاقة.
منتجات الألبان بكل أنواعها مثل الحليب والزبادي والأجبان، كذلك الأنواع البديلة لها مثل حليب جوز الهند.

شاهد أيضًا: افضل رجيم صحي في رمضان لانقاص الوزن

رجيم الصيام المتقطع

وهو نظام رجيم قريب الشبه من رجيم الوجبة الواحدة إلا أنه أقل صرامة منه، فرجيم الوجبة الواحدة يعتمد على منع تناول الطعام طوال 23 ساعة وإتاحة الأكل لوجبة واحدة فقط، فإن الصيام المتقطع يتيح لمن يتبعه تناول الطعام أكثر من مرة على فترات وبكميات قليلة، كما يتيح لمتبع النظام الغذائي هذا أن يكثر من تناول الفواكه والخضروات بين الوجبات للمساعدة في تقليل الشعور بالحرمان.

طرق الرجيم المتقطع

هناك أكثر من طريقة للرجيم المتقطع يمكن التعرف عليها فيما يلي:

صيام يوم في الأسبوع: ويعتمد هذا الرجيم من الصيام المتقطع على تخصيص يوم في الأسبوع يتم فيه التوقف عن تناول الطعام بشكل كامل، ويقتصر الشخص على شرب الماء والمشروبات الساخنة والباردة غير المحلاة، وقد يتسبب هذا النظام في شعور الشخص بالكثير من الإجهاد والتعب، كما يعتبر ذلك النظام غير مناسب لمرضى السكري والضغط.
الامتناع عن تناول الطعام يوم ويوم: وهي طريقة تعتمد على تناول الطعام في يوم واحد بمعدل لا يزيد عن 300 سعر حراري أو 500 سعر، وفي اليوم التالي يتم تناول الطعام بشكل عادي مع تجنب الحلويات والنشويات بكميات كبيرة.
صيام 12 ساعة: ويعتمد هذا النظام على التوقف عن تناول الطعام طوال النهار ومن ثم تناول الطعام على مراحل في المساء والإكثار من الخضروات والفواكه خلال هذه الفترة، و هو الرجيم المناسب لشهر رمضان.
صيام يومين في الأسبوع: وفي نظام الرجيم المتقطع هذا يتم تناول الطعام يومين في الأسبوع بحيث لا تتجاوز عدد السعرات الحرارية في اليوم عن 600 سعر حراري، وباقي الأسبوع يتم تناول الطعام بشكل طبيعي.
نظام إلغاء الوجبات الأساسية: ويقوم هذا الرجيم على تخلي الشخص عن الوجبات الأساسية في اليوم مثل وجبة الغداء أو العشاء والاكتفاء بالفواكه والخضروات والوجبات الخفيفة طوال اليوم.

وبذلك نكون قد عرضنا تجربتي مع رجيم الوجبة الواحدة في رمضان، وتعرفنا على ماهية هذا الرجيم وأهم فوائده وكذلك الأضرار والآثار السلبية التي يمكن أن يتسبب فيها، كذلك تعرفنا على أفضل الأطعمة المناسبة لرجيم الوجبة الواحدة، ونظام الصيام المتقطع وطرق تطبيقه المختلفة.