جدول المحتويات
الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية التي لم تقع هو سؤال من الأسئلة التي تراود الأذهان، وخصوصًا المهتمين بعلم الفلك والنجوم، فقد نشأ علم الفلك منذ القديم وتطور بتطور الزمن، فكان له صيغ وأشكال مختلفة، كما تشكّل له مع تطور العلم عدد من الفروع المتعلقة به والتابعة له، وفي هذا المقال سنعمل على تعريف علم الفلك، وتسليط الضوء على أحد فروعه وهو التنجيم، وسنتعرّف على حكم التنجيم في الإسلام.
علم الفلك
علم الفلك هو العلم الذي يدرس الأمور المتعلقة بالأجرام السماوية والنجوم وحركتها والظواهر الفلكية بشكل عام مثل الكواكب والأقمار والسدم، والظواهر المميزة مثل المذنبات والانفجارت التي تحدث في الفلك والنجوم المزيفة، والإشعاعات، وعلم الفلك من أقدم العلوم الطبيعية في العالم وقد استخدم هذا العلم الآشوريون والبابليون والمصريون، كما يعتمد العلماء في دراسة علم الفلك على الرياضات والكيمياء والفيزياء، وقد مرّ علم الفلك بعدد من التطورات عبر الزمن وتفرّع مع التقدّم العلمي إلى عدد من الفروع ومنها علم الآثار الفلكي، الكيمياء الفلكية، علم الفلك الشمسي، وغيرها من الفروع المتعددة، وفيما يلي سننتقل لتوضيح الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية التي لم تقع هو.[1]
شاهد أيضًا: كيف سميت الكواكب باسمائها الحالية
الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية التي لم تقع هو
الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية التي لم تقع هو التنجيم، وهو علم من العلوم القديمة الذي يعتمد على النجوم وحركتها، والكواكب وحركتها، ويعتمد المنجمون على ذلك في تفسير وتعليل أحداث تحدث على الأرض، وهي من الخرافات والشعوذة، والتنجيم هو من العلوم الأولى التي اعتمدت على الفلك، ويعدُّ التنجيم من الأساسات الأولى لعلم الفلك، حتّى أنَّ بعض العلماء أشاروا إلى صعوبة التمييز بين التنجيم وعلم الفلك قبل النهضة العلمية الحديثة، وقد اعتقد القدماء أنَّ النجوم والكواكب والمذنبات والشهب هي المسؤولة بشكل مباشر على كل ما يحدث على الأرض من أحداث وأقدار.[2]
شاهد أيضًا:ما الوحدة المستخدمة لقياس المسافات بين النجوم والمجرات في الفضاء
التنجيم
الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية التي لم تقع هو التنجيم، وهو أحد العلوم التي تعود في أصلها إلى علم الفلك، وسمّي هذا العلم بالتنجيم نسبًا إلى النجوم التي تعدُّ أساس هذا العلم، وهو يقوم على ربط كل حدث بحدث على وجه الأرض بحركة النجوم والكواكب في السماء، ويعمل المنجّمون على التنبؤ والتوقع بالأحداث التي تحدث مع الناس في المستقبل من خلال النجوم وحركتها، وهو نوع من أنواع السحر والشعوذة والكهانة التي وُجدت منذ القدم، والتي تقوم على أحداث غير واقعية ووهمية، فإنَّ الأحداث التي تدور وتحدث في الأرض لا علاقة لها مطلقًا بالأحداث التي تحدث في الفلك من حركة النجوم والكواكب وغيرها، كما إنَّ التنجيم يمكن أن يحدث الاضطرابات والمشاكل النفسية لدى الإنسان فيجعله دائم الشك أو الاكتئاب أو التشاؤم أو الترقّب.
اقرأ أيضًا: استخراج الخريطة الفلكية السنوية
حكم التنجيم في الإسلام
بعد التعرّف على الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية التي لم تقع هو التنجيم سنتعرّف على حكم التنجيم في الإسلام، فإنَّ التنجيم من الأمور المحرّمة في دين الإسلام فهو قائم على السحر والشعوذة وأشياء غير حقيقية، ويهدف إلى استخفاف عقول الناس، وقد كان يعتقد القدماء أنّ كسوف والخسوف يحدثان عندما تحدث المصائب في الأرض، أو يموت إنسان عظيم، وقد كسفت الشمس في عهد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عندما مات ابنه ابراهيم، فاعتقد الناس حينها أنّ الشمس كسفت لموت ابن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال حينها رسولنا الكريم صلّى الله عليه وسلّم: “إنَّ الشَّمْسَ والقَمَرَ آيَتَانِ مِن آيَاتِ اللَّهِ، لا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أحَدٍ ولَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا، فَادْعُوا اللَّهَ وصَلُّوا حتَّى يَنْجَلِيَ”[3]، فكان حديثه صلّى الله عليه وسلّم دليلًا واضحًا صريحًا لعدم علاقة ما يحدث في السماء من حركة للنجوم أو الكواكب بما يحدث في الأرض من أحداث، أي عدم صحّة التنجيم وحرمته، والله أعلم.[4]
شاهد أيضًا: حكم صلاة الكسوف والوقت المناسب لها
وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي وضّح لنا الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية التي لم تقع هو التنجيم، وهو فرع من فروع علم الفلك، كما عرّفنا علم الفلك، وحكن التنجيم في دين الإسلام.