الأعمال المستحبة في العشر الاواخر من رمضان

الأعمال المستحبة في العشر الاواخر من رمضان والأعمال الواجب على المسلمين القيام بها في هذه الليالي المباركة هو ما سيقدمه هذا المقال، حيث ورد في السنّة النبوية الشريفة أنّ لهذه الليالي فضائل وخصائص عظيمة تميزها عن سائر ليالي شهر رمضان، ففيها ليلة القدر التي جعل المولى ثوابها خيرًا من ألف شهر، ويهتم موقع مقالاتي عبر هذا المقال بتقديم الأعمال المستحبة والواجبة في الليالي العشر الأخيرة من شهر رمضان.

الأعمال المستحبة في العشر الاواخر من رمضان

جعل الله عزّ وجلّ للعمل الصالح وسائر العبادات في العشر الأواخـر من شهر رمضـان المبارك الكثير من الأجر والثواب، وخاصةً في ليلة القدر، وفيما يأتي نقدّم لكم بعض الأعمال المستحبة في العشر الأواخر من رمضان :[1]

• قيام الليل: ويكون ذلك بأداء صلاة التراويح وصلاة القيام في جوف الليل وصلاة الوتر، وكذلك بأن يكثر المسلم بالدعاء والثناء على الله وطلب رحمته التي وسعت كلّ شيء.
• إيقاظ أهل البيت للصلاة: كما فعل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لمّا دخل العشر الأواخر من شهر رمضـان.
• شدّ المئزر: والقصد منه الابتعاد عن حبّ الشهوات من النساء، والانشغال بطاعة الله سبحانه وتعالى وعبادته.
• الاعتكاف بالمسجد: وهي سنّة الحبيب المصطفى صلّى الله عليه وسلّم في الليالي العشر الأخيرة من شهر رمـضان المبارك.
• تلاوة القرآن الكريم: وتدبر آياته بخشوع، فشهر رمضان هو شهر القرآن الكريم، وفيه يعظم ثواب تلاوته، قال تعالى في سورة البقرة: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}.[2]

اقرأ أيضًا: فضل العشر الاواخر من شهر رمضان

أعمال واجبة في العشر الأواخر من رمضان

إنّه ليس من الأعمال ما يجب على المسلم وجوبًا إلّا الصيام وأداء الصلوات الخمس وإخراج الزكاة في هذا الشهر الكريم، ولكن من العبادات الواجبة والأعمال المسنونة عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في هذا الشهر نذكر لكم ما يأتي:[3]

• الصيام: فهو الركن الرابع من أركان الإسلام، وقد قال فيه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “مَن صَامَ رَمَضَانَ، إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ“.[4]
• صلاة التراويح: فقد كان ذلك من دأب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وقد بيّن النبيّ الكريم أنّ قيام الليل في رمضان مع الإمام حتّى الانصراف كقيام الليلة كاملة.
• تلاوة القرآن الكريم: فقد روى عبد الله بن عباس رضي الله عنه: “أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان من أجودِ الناسِ وأجودَ ما يكونُ في رمضانَ حين يلقاهُ جبريلُ يلقاهُ كلَّ ليلةٍ يُدارِسُهُ القرآنَ فكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ حين يلقاهُ جبريلُ أجودَ من الريحِ المرسلَةِ“.[5]
• الصدقة: عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “أفضلُ الصومِ بعدَ رمَضَانَ شعبانُ لتعظيمِ رمضانَ ، وأفضلُ الصدقةِ صدقةٌ في رمضانَ“.[6]

شاهد أيضًا: خطبة عن فضل العشر الاواخر من رمضان وليلة القدر

ليلة القدر في العشر الأواخر

إن العمل في ليلة القدر يعدل العمل بألف شهر من الشهور، وقد بيّن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّها في العشر الأواخر من شهر رمضان، ومن أدركها وقامها غفر الله تعالى ما تقدّم له من الذنوب، كذلك روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال “مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ“،[7] والقيام فيها يكون بالصلاة والصدقة والدعاء وقراءة القرآن وغيرها من الأعمال المستحبة في العشر الاواخر من رمضان.[8]

شاهد أيضًا: كلمة عن العشر الأواخر من رمضان

فضل الاجتهاد في العشر الأواخر من شهر رمضان

إنّ الاجتهاد في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك هو من دأب الرسول الكريم -صّلى الله عليه وسلّم- وصحابته الكرام، فالعمل في هذه الليالي عظيمٌ عند الله عزّ وجلّ وله من الأجر الكثير والثواب العظيم، وقد روت السيدة عائشة رضي الله عنها في وصف حال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في العشر الأواخر من رمضان:

• “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، إذَا دَخَلَ العَشْرُ، أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ وَشَدَّ المِئْزَرَ”.[9]
• “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَجْتَهِدُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ، ما لا يَجْتَهِدُ في غيرِهِ”.[10]
• “أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كانَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأوَاخِرَ مِن رَمَضَانَ حتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أزْوَاجُهُ مِن بَعْدِهِ”.[11]

شاهد أيضًا: دعاء ختم القران في رمضان ليلة القدر مكتوب

فضل العشر الأواخر من شهر رمضان

كذلك الخوض في بيان الأعمال المستحبة في العشر الأواخر من رمضان يدفع إلى ذكر فضل العشر  الأواخر من شهر رمضان فيما يأتي:[12]

• جعل الله تعالى فيها ليلة القدر، فقد قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ}.[13]
• كذلك أنزل الله تعالى القرآن الكريم في هذه الليلة المباركة، فقد قال تعالى في سورة الدخان: {حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}.[14]
• أقسم الله تعالى بوقتها، فقد قال في سورة الفجر: {وَلَيَالٍ عَشْرٍ}.[15]

شاهد أيضًا: من خصائص شهر رمضان أنه فيه ليلة القدر

أدعية مستحبة في العشر الأواخر من شهر رمضان

إنّ الدعاء المستحب في العشر الأواخر من شهر رمضان هو قول اللهم إنّك عفو تحبّ العفو فاعف عني، وخاصًّة في ليلة القدر، ويسنّ للمسلم الدعاء بالمأثور من أدعية الرسول الكريم -صلّى الله عليه وسلم- في هذه الليالي، وفيما يأتي سيتمّ تقديم أدعية مستحبة في العشر الأواخر من شهر رمضان من هذه الأدعية:[16]

• “اللهم لك الحمد كله، اللهم لا قابض لما بسطت، ولا باسط لما قبضت، ولا هادي لمن أضللت، ولا مضل لمن هديت، ولا معطي لما منعت، ولا مانع لما أعطيت، ولا مقرب لما باعدت، ولا مباعد لما قربت، اللهم ابسط علينا من بركاتك، ورحمتك، وفضلك، ورزقك، اللهم إني أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول، اللهم إني أسألك النعيم يوم العيلة، والأمن يوم الخوف، اللهم إني عائذ بك من شر ما أعطيتنا وشر ما منعتنا، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين، اللهم توفنا مسلمين، وأحينا مسلمين، وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين، اللهم قاتل الكفرة الذين يكذبون رسلك، ويصدون عن سبيلك، واجعل عليهم رجزك وعذابك، اللهم قاتل كفرة الذين أوتوا الكتاب، إله الحق”.
• “اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا علمت الوفاة خيرا لي، اللهم إني أسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وأسألك كلمة الحق في الرضا والغضب، وأسألك القصد في الغنى والفقر، وأسألك نعيما لا ينفد، وأسألك قرة عيناً لا تنقطع، وأسألك الرضا بعد القضاء، وأسألك برد العيش بعد الموت، وأسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين”.
• “اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، اللهم متعنا بأسماعنا، وأبصارنا، وقواتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا”.

إلى هنا نصل لنهاية هذا المقال، والذي قدّم الأعمال المستحبة في العشر الاواخر من رمضان والأعمال الواجبة في هذه الليالي المباركة، كما قدّم المقال فضل الاجتهاد في هذه الليالي وفضائلها الواردة في الكتاب الكريم والسنة النبوية الشريفة.