جدول المحتويات
صحة حديث إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان، فهناك العديد من الأحاديث التي وردت في السنة النبوية الشريفة عن ظاهرتي الخسوف والكسوف، وعن العمل فيهما وتأثيرهما على حياة الناس وسبب تسيير الله تعالى لهاتين الظاهرتين، وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف نذكر نص هذا الحديث ودرجة صحته، وكل ما يتعلق به.
إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان
إن النص المذكور هو جزء من حديث نبوي شريف منسوب للنبي -عليه الصلاة والسلام- وجاء في نصه الكامل: “خَسَفَتِ الشَّمْسُ في عَهْدِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَصَلَّى رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالنَّاسِ، فَقامَ، فأطالَ القِيامَ، ثُمَّ رَكَعَ، فأطالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ قامَ فأطالَ القِيامَ وهو دُونَ القِيامِ الأوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ فأطالَ الرُّكُوعَ وهو دُونَ الرُّكُوعِ الأوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ فأطالَ السُّجُودَ، ثُمَّ فَعَلَ في الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِثْلَ ما فَعَلَ في الأُولَى، ثُمَّ انْصَرَفَ وقَدِ انْجَلَتِ الشَّمْسُ، فَخَطَبَ النَّاسَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وأَثْنَى عليه، ثُمَّ قالَ: إنَّ الشَّمْسَ والقَمَرَ آيَتانِ مِن آياتِ اللَّهِ، لا يَخْسِفانِ لِمَوْتِ أحَدٍ ولا لِحَياتِهِ، فإذا رَأَيْتُمْ ذلكَ، فادْعُوا اللَّهَ، وكَبِّرُوا وصَلُّوا وتَصَدَّقُوا. ثُمَّ قالَ: يا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ واللَّهِ ما مِن أحَدٍ أغْيَرُ مِنَ اللَّهِ أنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ أوْ تَزْنِيَ أمَتُهُ، يا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ واللَّهِ لو تَعْلَمُونَ ما أعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا ولبَكَيْتُمْ كَثِيرًا”[1].
شاهد أيضًا: كم مدة صلاة الكسوف وكيفية أدائها
صحة حديث إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان
حديث إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان حديثاً صحيحاً، وورد ذكره في طرق عدة، منها ما هو صحيح ومنها ما هو غير صحيح، ومنها ما هو مطول ومنها ما هو قصير، وأما عن هذا الحَديث بهذا اللفظ فهو صحيح، وورد مطولاً في صحيح البخاري في الصفحة رقم 1044، مروياً عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- وأرضاها، كما أنه من الأحاديث المتفق عليها، والحَديث المتفق عليه في علم الحَديث، هو الذي قام بإخراجه الشيخين في صحيحيهما البخاري ومسلم، فبالإضافة إلى وروده في صحيح البخاري، فقد ورد أيضاً في صحيح مسلم في الصفحة رقم 901، وعليه ليس هناك شك عند أهل العلم في صحته، والله تعالى أعلم.[2]
هل انكسفت الشمس لموت ابراهيم ابن رسول الله؟
لم تنكسف الشّمس لا من أجل إبراهيم ابن النبي -عليه الصلاة والسلام- ولا من أجل أحد آخر، وهذا ما أثبتته السنة النبوية الشريفة من خلال الأحاديث الصحيحة الواردة في حدوث هذه الظاهرة، كما هو الحديث الذي ذكرناه سابقاً المتفق على صحته بين الشيخين البخاري ومسلم، والذي جعل الناس يقولون ذلك، أن حادثة وفاة إبراهيم ابن النبي -عليه الصلاة والسلام- في ذات اليوم الذي انكسفت فيه الشمس، فظن الناس أن سبب انكسافها هو موته.[2]
شاهد أيضًا: ما هي صفة صلاة الكسوف
ماذا نستنتج من قول الرسول صلى الله عليه وسلم ان الشمس والقمر آيتان من آيات الله؟
الآية في اللغة العربية والاصطلاح هي المعجزة والبرهان والعلامة على شيء ما عظيم وجلل، كما هو الحال مع آيات القرآن الكريم، التي تفضي جميعها إلى وجود خالق قادر ومقتدر، وقول النبي -عليه الصلاة والسلام- عن الشّمس والقَمر أنهما آيتان، إنما قاله للدلالة على أن ما يحدث من ظواهر في الدنيا هي علامات تدل على تخويف الله تعالى للعباد، حتى يهتدوا ويعلموا دائماً بوجود الخالق، وأن قدرته تفوق كل شيء، وقد أكد النبي -عليه الصلاة والسلام- على ذلك بسبب الحادثة التي ظنها الناس سبباً في كسوف الشمس، وهي حادثة وفاة ابنه إبراهيم -رضي الله عنه- التي صادفت ذلك اليوم، والله تعالى أعلم.[2]
بهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان صحة حديث إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان، والذي قدمنا من خلاله نص هذا الحَديث كما ورد في السنة النبوية الشريفة، مع ذكر درجة صحته ودلالة بعض معانيه.
المراجع
- ^ صحيح البخاري , عائشة أم المؤمنين، البخاري، 1044، صحيح
- ^ binbaz.org.sa , من حديث: (خسفت الشمس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي..) , 25/10/2022