صلاة الميت كم تكبيره

إنّ ما صحّ وثبت عن أهل العلم بإجماعهم أنّ صلاة الميت لا تصحّ بأقلّ من أربعة تكبيرات، ولا يشرع الزيادة فيها عن أربع، وذلك ما اتّفق علي أئمة المذاهب الفقهية الأربعة، وقد ورد عن أبو هريرة رضي الله عنه أنّه قال: “أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ نعَى للنَّاسِ النَّجاشيَّ في اليومِ الَّذي ماتَ فيهِ وخرجَ بِهِم إلى المصلَّى فَصفَّ بِهِم وَكَبَّرَ أربعَ تَكْبيراتٍ”. [3] حيث إنّ النبي صلى الله عليه وسلم قد علّم المسلمين كيفية الصلاة على الميت، فكانت بكيفية وطريقة محددة، وقد ثبت في عهد عمر بن الخطاب إجماعٌ من المسلمين على أربع تكبيرات وذلك كما ورد في الكثير من الروايات في الأثر والله أعلم.[4]

هل يجوز زيادة عدد التكبيرات في صلاة الجنازة

ببحث المسلم عن صلاة الميت كم تكبيره فمن المهم بيان أنّ إجماع أهل العلم بذلك على أنّها أربع تكبيرات ولا تصحّ بأقلّ من ذلك، ولكنّ الإمام لو زاد فصلاته صحيحة وللمأمومين أن يتبعوا الإمام بما يفعله ولا حرج في ذلك، فعند الكثير من أهل العلم إنّ صلاة الجنازة تكون أكثر من أربع تكبيرات، إلا أنّ ذلك يخالف قول جمهور أهل العلم، فقد ورد عن الشيخ ابن عثيمين في مجموع الفتاوى قوله: “تكبيرات الجنازة تكون أربعاً، وتكون خمساً، وقد وردت أحاديث أوصلتها إلى السبع، لكن الثابت في صحيح مسلم إلى الخمس. فيكبر أربعاً، أو خمساً. والذي ينبغي أن يكبر الإنسان في أكثر أحيانه أربعاً، وأن يكبر أحياناً خمساً لأجل أن يأتي بالسنة؛ لأن العبادات الواردة على وجوه متنوعة الأفضل أن تفعل على هذه الوجوه تارة وتارة، ليكون الإنسان فاعلاً للسنة بجميع وجوهها”.[5]

شاهد أيضًا: ما اسم الملكان اللذان يسألان الميت في قبره

كيفية صلاة الميت في الإسلام

بعد بيان صلاة الميت كم تكبيره، فإنّ من اللازم بيان كيفية صلاة الميت في الإسلام، وذلك لكشف أيّ مبهم وإبعاد الأخطاء التي من الممكن أن يقع فيها المسلمون أثناء تأديتهم لصلاة الميت، وصلاة الجنازة الصحيحة تكون على النحو الآتي:[6]

من المهم للمسلم قبل البدء بصلاة الجنازة الحرص على الطهارة من الحدثين وأن يتوضأ وضوء الصلاة الكامل.
تقام صلاة الجنازة قيامًا ومع عقد النية في القلوب.
من المستحبّ أن تكون صلاة الجنازة نحو القبلة، ورأس الميت فيها يمين القبلة وقدماه شمالها.
يكبّر المسلم في صلاة الجنازة، تكبيرة الإحرام ويكبّر بعدها أربعًا بإجماع أهل العلم، ولا تصح بأقل من أربعة.
بعد كلّ تكبيرة يشرع للمسلم أن يقول ما هو مشروع ومذكور في السنة الشريفة وهو ما سيتمّ بيانه لاحقًا.
تكون صفة التكبيرات في صلاة الميت أن يرفع يديه ومن الضروري أن تكون صلاةً خفيفة وبقراءةٍ سرية.
بعد الانتهاء من التكبيرات الأربعة يتمّ التسليم مرّة واحدة، ولا سجود أو ركوع في صلاة الميت مطلقًا.
وقد ذكر أهل العلم أن أقل ما يجزئ عن صلاة الجنازة ستّة أركان، وهي عقد النية والتكبيرات الأربع والفاتحة والصلاة على النبي والدعاء والتسليمة.

شاهد أيضًا: دعاء لابي المتوفي في ليله الاسراء والمعراج

حكم الصلاة على الميت

إنّ ما تمّ بيانه سابقًا هو صلاة الميت كم تكبيره، ومن المهمّ للمسلمين أن يعلموا أنّ صلاة الميت أمرٌ مشروع وهي من الصلوات التي خصّها الله سبحانه وتعالى للمسلمين، وتصحّ للرجال والنساء، وهي فرض كفاية على المسلمين، فلو قام بها أحدهم أو ما يكفي منهم سقطت عن باقي المسلمين والمسلمات، لكنّ المستحبّ في الإسلام أن يكون في صلاة الجنازة عدد جم غفير من الناس، فصلاة الجنازة بمثابة الشفاعة التي يتلقّاها الميت من المسلمين، فلو كان العدد كبيرًا ثبتت شفاعتهم والله أعلم.[7]

ما يقال بعد كل تكبيرة في صلاة الميت

إنّ بحث المسلم عن صلاة الميت كم تكبيره يدفعه للبحث عن المشروع قراءته بعد كلّ تكبيرة، وقد فصّل أهل العلم في ذلك تفصيلًا، فجاءت أقوالهم على النحو الآتي:

ما يقال بعد التكبيرة الأولى: ذكر أهل العلم أنّ المسلمين في صلاة الجنازة يقرأون بعد التكبيرة الأولى بالفاتحة، وهي مفروضة في صلاة الجنازة وهو قول الجمهور، فقد ورد عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: “صَلَّيْتُ خَلْفَ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْهما علَى جَنَازَةٍ فَقَرَأَ بفَاتِحَةِ الكِتَابِ قَالَ: لِيَعْلَمُوا أنَّهَا سُنَّةٌ”. [8]
ما يقال بعد التكبيرة الثانية: يشرع بعد التكبيرة الثانية أن يصلّى المسلم على النبي صلى الله عليه وسلم بأفضل صيغ الصلاة على النبي، كقوله “اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ ورَسولِكَ، كما صَلَّيْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، وبَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ، وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ قالَ أبو صَالِحٍ عَنِ اللَّيْثِ: علَى مُحَمَّدٍ، وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ”.
ما يقال بعد التكبيرة الثالثة: إنّ المشروع والمستحب بعد التكبيرة الثالثة أن يدعو المسلم للميت بالأدعية المأثورة والتي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ما يقال بعد التكبيرة الرابعة: وجاء فيها قولين لأهل العلم، الأول أنّه لا يقول شيئًا بل يسلّم مباشرةً بعد التكبيرة، والثاني أنّه يشرع له الدعاء لأنّه لا يزال في الصلاة والله ورسوله أعلم.

شاهد أيضًا: دعاء دخول المقبرة مكتوب

الدعاء بعد التكبيرة الثالثة في صلاة الجنازة

إنّ الدّعاء للميت في صلاة الجنازة مشروعةٌ ومسنونة، وفيها الأجر العظيم والنّفع الكبير الّذي يناله الدّاعي والميّت، ومن الأدعية المشروعة بعد التّكبيرة الثّالثة في صلاة الجنازة نذكر:[9]

اللهم اغفر لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان.
اللهمّ اغفر له وراحمه وعافه واعفُ عنه وأكرم نزله، ووسّع مدخله، واغسله بالماء والثّلج والبرد، ونقّه من الخطايا كما يُنقّى الثّوب الأبيض من الدّنس، وأبدله دارًا خيرًا من داره، وأهلًا خيرًا من أهله، وزوجًا خيرًا من زوجه، وأدخله الجنّة، وقه فتنة القبر وعذاب النّار.
اللهم لا تحرمنا أجره ولا تضلنا بعده، واغفر لنا وله.

أمور يجب أخذها بعين الاعتبار عند صلاة الجنازة

توجد العديد من المسائل والأمور الّتي يجب على المصلّين والإمام أخذها بعين الاعتبار في الجنازة، وسيتمّ في الآتي عرض بعضٍ من هذه الأمور وهي:[10]

لا يجوز للمسلم أن يصلّي على الكافر أو أن يدعو له.
من الأفضل أن يتّبع الجنازة الكثير من المسلمين فذلك ينفع الميت في الآخرة.
يجوز للمسلم أن يصلّي على الجنازة في المسجد أو في مكانٍ مخصّصٍ للصلاة عليها خراج المسجد.
يشرّع للمسلم أن يرفع يديه عند تكبيرة الإحرام فقط، ولا يرفع يديه بباقي التّكبيرات في صلاة الجنازة.
يجوز للنّساء المشاركة في الصّلاة على الجنازة في المسجد، لا يجوز لهنّ اتّباع الجنائز ولا دخول المقابر.
يُستحب إكثار الصّفوف وراء الإمام فيكون صفيّن أو ثلاثةً أو أكثر.
إنّ الأولويّة في الإمامة إلى وليّ الميت وأقرباءه، ثمّ يأتي الوالي أو نائبه، فإن لم يوجد فالأولوية لأقرأ النّاس لكتاب الله ثمّ الأعلم بالسّنة.

إلى هنا وتنتهي مقال صلاة الميت كم ركعه، حيث سلّط الضوء على مفهوم الموت، وبيّن كيفية صلاة الميت وصفتها، كما ذكر ما يقال بعد كلّ تكبيرةٍ في صلاة الجنازة، وبيّن حكم صلاة الميت وحكم زيادة عدد تكبيراتها، وختم ببعض الأمور التي يجب مراعاتها فيها.