قصة الاسراء والمعراج باختصار

إنّ قصة الاسراء والمعراج باختصار يمكن تلخيصها بأنّ النبي صلى الله عليه وسلم قد عانى وقاسى ألوانًا من العذاب والاضطّهاد والحزن، وبالذّات بعد وفاة أكبر الداعمين له وهم أبو طالب وزوجته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وبعد أن لاقى من الصد عن سبيل الله أراد الله سبحانه أن يسري عن فؤاده المكلوم، فوقعت الحادثة والمعجزة، فأرسل الله سبحانه جبريل عليه السلام رفقة ملكين غسلا قلب النبي وملأه بالإيمان والحكمة، ثمّ ركب جبريل مع النبي صلى الله عليه وسلم على البراق، وأسري به إلى المسجد الأقصى في بيت المقدس، من البيت الحرام، وهنالك صلى إمامًا جماعةً بالأنبياء، ومن بيت المقدس صعد به جبريل عليه السلام إلى السماء، فاستفتح في الأولى ففتح له، ورأى النبي أبو البشر آدم عليه السلام فيها، ثم صعد الثانية والثالثة، حتى وصل إلى السابعة، وفي كلّ سماء كان يصادف نبيًّا من الأنبياء، وفي السماء السابعة رُفع إلى سدرة المنتهى عند جنّة المأوى، وهنالك وقف بين يدي الله سبحانه وتعالى، فأوحى الله له ما أوحى، وأكرمه بالصلاة وخواتيم سورة البقرة، وقد رأى في رحلته الملائكة ورأى الجنة والنار وأحوال المعذبين في النار، وبعضًا من صور النعيم في الجنّة، ثمّ عاد إلى مكّة، وكلّ ذلك حدث في ليلةٍ واحدة، لا يُعلم تاريخها الحقيقي إلا أنّها وقعت قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة والله أعلم.[2]

قصة الاسراء والمعراج للاطفال مكتوبة مختصرة

من المهم بعد المرور على قصة الاسراء والمعراج باختصار أن يتمّ تقديم قصة الاسراء والمعراج للأطفال مكتوبة مختصرة وذلك كما يأتي:

في ذات ليلة من ليالي النبي صلى الله عليه وسلم التي كانت بعد بعثته وبداية دعوته الناس لعبادة الله الواحد الأحد، وقبل أن يهاجر من مكة إلى المدينة، نزل جبريل عليه السلام بأمر الله ومعه البراق، الذي اتّصف بسرعته الكبيرة، فركبه النبي مع جبريل وانطلق بهما في رحلة الإسراء إلى المسجد الأقصى، ووصلوا بسرعةٍ كبيرة وبوقتٍ قصير، وفي القدس صلى النبي عليه الصلاة والسلام إمامًا بالأنبياء، ثمّ عرج به جبريل عليه السلام إلى السماء، فطلب أن تفتح ففتحت وانتقلا من السماء الأولى إلى السابعة مرورًا بكلّ السموات، وهنالك وصل النبي إلى سدرة المنتهى وشاهد الأنبياء، وقد أراه الله الجنّة والنار، وفرض عليه وعلى أمّته الصلوات المفروضة الخمس، ثمّ أرجعه إلى مكّة في وقتٍ قصيرٍ بالرغم من طول الرحلة، وهكذا انتهت قصة الأسراء والمعراج بإذن الله.

شاهد أيضًا: اجمل قصائد وابيات شعر عن الاسراء والمعراج 2023

متى كانت رحلة الإسراء والمعراج

بعد أن تمّ المرور على قصة الاسراء والمعراج باختصار، فإنّ المسلمين قد يبحثون عن متى كانت هذه الرحلة الكبيرة والعظيمة وتاريخها، لكنّ أهل العلم قالوا أنّ رحلة الإسراء والمعراج لا دليل صريح على وقت حدوثها، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يخبر بها، وقد أنساها الله سبحانه وتعالى للناس، فكثرت الروايات فيها باختلافٍ شديد، فقيل إنها وقعت في السنة الأولى قبل الهجرة، وقيل قبل الهجرة بثلاث سنوات، وقيل قبلها بشهر، واختلف بشهر حدوثها فقيل رجب وقيل شوال وقيل رمضان وقيل غير ذلك، وحتى أن الاختلاف قد وقع في يومها، وقد قال ابن تيمية: “لم يقم دليلٌ معلوم لا على شهرها ولا على عشرها ولا على عينها، بل النقول في ذلك منقطعة مختلفة، ليس فيها ما يقطع به” وعن الشيخ ابن باز ورد قوله فيها: “هذه الليلة التي حصل فيها الإسراء والمعراج، لم يأت في الأحاديث الصحيحة تعيينها لا في رجب ولا غيره، وكل ما ورد في تعيينها فهو غير ثابت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند أهل العلم بالحديث ، ولله الحكمة البالغة في إنساء الناس لها”.[3]

شاهد أيضًا: تاريخ ليلة الاسراء والمعراج

هل صعد النبي بجسده أم بروحه

إنّ الصحيح والثابت عن أهل العلم أنّ الإسراء والمعراج أن الرحلتين وقعتا في ليلةٍ واحدة، وأنّهما وقعتا في يقظة النبي صلى الله عليه وسلم وفي جسده وروحه، فقد قال تعالى: {سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.[4] حيث فسّرها أهل العلم أن ذلك يكون بالروح والجسد، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قال: “بينا أنا عندَ البيتِ، بين النائمِ واليقِظانِ، إذ أقبل أحدُ الثلاثةِ بين الرجُلَين، فأتيتُ بطستٍ من ذهبٍ، ملآنَ حكمةً، وإيمانًا، فشق من النحرِ إلى مراقِ البطنِ، فغسل القلبَ بماءِ زمزمَ، ثم مُلئَ حكمةً، وإيمانًا، ثم أتيت بدابةٍ دون البغلِ، وفوقَ الحمارِ، ثم انطلقتُ مع جبريلَ عليه السلامُ، فأتينا السماءَ الدنيا”.[5] فكلّ الأدلة والنصوص تدلّ على أنّ الإسراء والمعراج وقعتا في الروح والجسد والله أعلم.

ماذا رأى النبي في رحلة المعراج

إنّ رحلة الإسراء والمعراج تحمل الكثير بين طيّاتها، وسنتعرّف في الآتي على ما رآه النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في هذه الرحلة العجيبة والعظيمة:[6]

رأى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- جبريل على هيئته الحقيقيّة.
رأى البراق الّذي هو دابّةٌ من الجنّة فوق البغل ودون الحمار لونها أبيض.
رأى الأنبياء جميعًا وسلّم عليهم وصلّى بهم ركعتين في المسجد الأقصى.
رأى الملك مالك خازن النّار.
رأى البيت المعمور والملائكة تطوف حوله.
رأى سدرة المنتهى وأنهارها.
رأى نهر الكوثر الّذي أعطاه الله تعالى إيّاه.
رأى المعذّبين في نار جهنّم.
رأى جنّة المأوى ومشى بها بإذن الله تعالى.
رأى الأعور الدّجال بهيئته الحقيقيّة.
رأى المرأة الصّالحة الّتي أحرقها فرعون الظّالم.

موقف المشركين من رحلة الإسراء والمعراج

وجد المشركون قصّة الإسراء والمعراج موضع سخريةٍ ومزيدٍ من التّكذيب والتّشكيك في نبوّة أشرف الخلق عليه الصّلاة والسّلام، كما ارتدّ بعضٌ ممّن لم يتمكّن الإسلام والإيمان من قلوبهم بعد أن سمعوا حديث رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فطلبوا من رسول الله وصف المسجد الأقصى، وهم على يقينٍ بأنّه لم يزره من قبل، فجسّد الله تعالى المسجد الأقصى أمامه، فوصفه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بدقّةٍ بالغة وغير متناهية، فقال من زاره من قبل بأنّه قد أصاب في هذا الأمر وأنّ الوصف صحيح، كما أخبرهم عن القافلة الّتي رآها في طريق العودة وأخبرهم كم تحتاج من الوقت لتصل، وبالفعل حدث ما قال، وهرع المشركون إلى أبي بكرٍ الصدّيق، ليخبروه بقول صاحبه، فقال قد صدق، فعجبوا من تصديقه لقول النّبي، فأكّد عليهم بأنّه صادقٌ في كلّ كلمةٍ عن رحلة الإسراء وعن المعراج إلى السّماء والنزول منها، فلقّبه رسول الله من يومها بالصدّيق، رضي الله عنه وأرضاه.[6]

الدروس المستفادة من رحلة الإسراء والمعراج

تحمل قصّة الإسراء والمعراج العديد من الدّروس والعبر الّتي يستفيد منها المسلم في حياته في شتى جوانبها، والتي سنذكر عددًا منها فيما يأتي:[7]

يجب على المسلم أن يذكر الله تعالى في كلّ الأحوال والظّروف.
إنّ العبوديّة لله تعالى شرفٌ عظيم يناله عباد الله الصّالحين.
إنّ قدرة الله تعالى عظيمة وليس لها حدودٌ على الإطلاق.
بيان مكانة المسجد الأقصى للمسلمين وأهميّته.
إنّ رسول الله هو سيّد الخل وإمام الأنبياء والرسل.
إنّ التّوحيد هو أصل جميع الأديان السّماويّة.
الإسلام دين الفطرة السّليمة والصّحيحة.

قصة الإسراء والمعراج باختصار pdf

نقدّم لكم قصة الإسراء والمعراج باختصار pdf حيث ذُكرت فيها مقتطفات من قصة الإسراء والمعراج تلك الرحلة العظيمة الّتي كرّم الله تعالى بها النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وللتحميل يرجى النّقر “هنا”.

هنا نختتم مقالنا قصة الاسراء والمعراج باختصار حيث عرضنا القصة ملخّصة وتحدثنا عن الكثير من مشاهدها والدروس المستفادة منها، بالإضافة إلى الحديث عن عروج الرسول بجسده وروحه معًا إلى السماوات السبعة.