سورة مريم مكية ام مدنية

هل سورة مريم مكية ام مدنية ؟ سؤال سنجيب عنه في هذا المقال، فقد كرّم الله تعالى مريم عليها السلام وأخصّها بكثير من آياته الكريمة، فذكر لنا قصة حملها وولادتها في القرآن الكريم، وقد سمّيت أحد سوره باسمها عليها السلام، فهي الأم العذراء أم نبينا عيسى عليه السلام، وسنذكر أيضًا سبب نزول سورة مريم، وسبب تسمية سورة مريم، ومقاصد سورة مريم.

سورة مريم مكية ام مدنية

في الجواب على سؤال هل سورة مريم مكية ام مدنية نقول أن سورة مريم هي من السور المكّية التي نزلت في مكّة المكرمة، وذلك حسب قول أغلب اهل العلم، ترتيبها في النزول هي الرابعة والأربعون، وترتيبها حسب المصحف العثماني هو التاسع عشر، نزلت قبلها سورة فاطر، وبعدها سورة طه، وعدد آياتها ثمان وتسعون آية، وقد شملت آيات سورة مريم على قصة زكريا عليه السلام، وقصة السيدة مريم عليها السلام، وقصة حملها وولادتها لنبيّنا عيسى عليع السلام.[1]

سبب نزول سورة مريم

بعد التعرّف على كون سورة مريم مكية ام مدنية سننتقل لشرح سبب نزولها، فقد ورد في سبب نزول سورة مريم أنّها نزلت جوابًا على سؤال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم– لجبريل عليه السلام عندما سأله أن يكثر من زيارته، فكان الجواب في سورة مريم في قوله تعالى: “وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ ۖ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَٰلِكَ ۚ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا”[2]، كما  ورد ايضًا في حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال لِجِبْرِيلَ: “ما يَمْنَعُكَ أنْ تَزُورَنَا أكْثَرَ ممَّا تَزُورُنَا، فَنَزَلَتْ: وَما نَتَنَزَّلُ إلَّا بأَمْرِ رَبِّكَ له ما بيْنَ أيْدِينَا وما خَلْفَنَا”[3]،والله أعلم.[4]

شاهد ايضًا: سبب نزول سورة الفاتحة

سبب تسمية سورة مريم

سُميت سورة مريم بهذا الاسم نسبًا إلى قصة مريم عليها السلام التي وردت فيها، وقد ورد في حديث ضعيف الإسناد أنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- هو من سمّى سورة مريم بهذا الاسم، وذلك بحديث ورد عن أبي مريم الغساني أنّه قال ولِدَت لي جاريةٌ فأتيت النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقلت: إنها ولدت لي الليلةَ جاريةٌ، فقال لي: “سمِّها مريمَ فإنها الليلةُ أُنزِلَت عليَّ سورةُ مريمَ”[5]، وبهذا نكون قد تعرّفنا على كون سورة مريم مكية وليست مدنية ، كما تعرفنا على سبب نزولها وتسميتها.

شاهد ايضًا: لماذا سورة التوبة بدون بسملة

مقاصد سورة مريم

بعد الحديث عن هل سورة مريم مكية ام مدنية، سننتقل للحديث عن مقاصد سورة مريم، فقد شملت سورة مريم على عدد من المقاصد، وحملت آياتها لنا العديد من القصص والعبر، ولعلّ أبرزها:

• تنزيه الله -سبحانه وتعالى- أن يكون له ولد، وذلك عند قوله تعالى : “مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ”[6].
• التأكيد على وحدانية الخالق، وتحريم الإشراك به، وقد ورد ذلك في قوله تعالى : “اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّ*كَلاَّ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا”[7].
• التنبيه والتذكير بحتمية وجود يوم القيامة، والجنة والنار والحساب، وجزاء كل من المشركين والمؤمنين حينها، وقد ورد دليل ذلك في قوله تعالى: “يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا*وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا”[8].

شاهد أيضًا: من أسماء سورة الفاتحة

وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي بيّنا فيه هل سورة مريم مكية ام مدنية، كما وضّحنا فيه سبب نزول سورة مريم، وسبب تسميتها، وأهم المقاصد التي وردت فيها.