حكم اعطاء اهل الذمة من اموال الزكاة

حكم اعطاء اهل الذمة من اموال الزكاة، فالزكاة من أركان الإسلام الخمسة، ووجوبها هو فرض على المسلمين لفقرائهم كما أمر الله تعالى ونبيه الكريم -عليه الصلاة والسلام- في الأحاديث النبوية الصحيحة، وقد بين الشرع الإسلامي لمن تصح الزكاة ومن لم تصح عليهم، ومن ذلك يأتي حكم الزكاة لأهل الذمة، وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف نقف على استبيان حكم هذه المسألة الشرعية في أكثر من قول ووجه.

من هم أهل الذمة في الإسلام

قبل الخوض بحكم إعطاء أهل الذمة في الإسلام، يجب أن نعرف من هم أهل الذمة، ففي الاصطلاح، أهل الذمة هم كل من ليسوا من المسلمين، ولا يدينون بالدين الإسلامي، من اليهود والنصارى وكل من يقع تحت الحكم الإسلامي، وطلق عليهم أيضاً أهل الكتاب، وهذا يشار به فقط لليهود والنصارى، ممن أوتوا الكتاب، وقد ذكر الله تعالى أهل الذمة في القرآن الكريم، ومن ذلك قوله عز وجل: {(كَيفَ وَإِن يَظهَروا عَلَيكُم لا يَرقُبوا فيكُم إِلًّا وَلا ذِمَّةً يُرضونَكُم بِأَفواهِهِم وَتَأبى قُلوبُهُم وَأَكثَرُهُم فاسِقونَ}[1]، ويشمل أهل الذمة في وقتنا الحالي كل من يقع في ذمة المسلم، مثل الخدم الأجانب وما نحوهم من العمال والمستخدمين.

شاهد أيضًا: هل يجوز اخراج الزكاة للاقارب

حكم اعطاء اهل الذمة من اموال الزكاة

لا يجوز إعطاء أهل الذمة من أموال الزكاة على الراجح في أقوال أهل العلم، فزكاة مال المسلمين تؤخذ من أغنيائهم وتعطى لفقرائهم، وهذا ثابتٌ في الأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة، ومن ذلك ما ورد في صحيح البخاري عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: “أنَّ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بَعَثَ مُعَاذًا -رَضِيَ اللَّهُ عنْه- إلى اليَمَنِ، فَقالَ: ادْعُهُمْ إلى شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَنِّي رَسولُ اللَّهِ، فإنْ هُمْ أطَاعُوا لذلكَ، فأعْلِمْهُمْ أنَّ اللَّهَ قَدِ افْتَرَضَ عليهم خَمْسَ صَلَوَاتٍ في كُلِّ يَومٍ ولَيْلَةٍ، فإنْ هُمْ أطَاعُوا لذلكَ، فأعْلِمْهُمْ أنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عليهم صَدَقَةً في أمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِن أغْنِيَائِهِمْ وتُرَدُّ علَى فُقَرَائِهِمْ”[2]، وهذا الحكم يتعلق فقط بالزكاة، وأما الصدقة لها حكم مختلف.[3]

شاهد أيضًا: هل تجوز الزكاة على الأخ اسلام ويب

الزكاة لغير المسلمين إسلام ويب

جاء في الفتوى رقم 343408 على موقع إسلام ويب، عن فتوى العلماء في هذه المسألة الشرعية، ما يلي:[3]   

وأما دفع الزكاة إلى فقراء أهل الكتاب: فعامة أهل العلم على أنه لا يجوز، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم. متفق عليه، فخص الزكاة بفقراء المسلمين، قال القرطبي: وَمُطْلَقُ لَفْظِ الْفُقَرَاءِ لَا يَقْتَضِي الِاخْتِصَاصَ بِالْمُسْلِمِينَ دُونَ أَهْلِ الذِّمَّةِ، وَلَكِنْ تَظَاهَرَتِ الْأَخْبَارُ فِي أَنَّ الصَّدَقَاتِ تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَاءِ الْمُسْلِمِينَ فَتُرَدُّ فِي فُقَرَائِهِمْ.

شاهد أيضًا: هل يجوز نقل الزكاة من بلد إلى بلد

هل يجوز الصدقة على الخادمة المسيحية

يجوز الصدقة على الخادمة المسيحية في الراجح على أقوال العلماء، فالصدقة عامة وفيها باب واسع كما ذكر في القرآن الكريم، ويجوز إعطاؤها لمن يقعون تحت بند أهل الذمة، كما في حالة الخادمة أو الخادم المسيحي وما نحو ذلك، بينما الزكاة لا تجوز إلا للمسلمين في أقوالهم والله أعلم، وقد استند العلماء فيما يخص جواز الصدقة على أهل الذمة، إلى قوله تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}[4].

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان حكم اعطاء اهل الذمة من اموال الزكاة، والذي تعرفنا من خلاله على من هم أهل الذمة وحكم الزكاة لهم في أقوال العلماء، وما حكم الصدقة لهم بالنصوص والدلائل الشرعية.