ما هي ليلة القدر

ما هي ليلة القدر وما فضلها وعلاماتها المميّزة لها، فليلة القدر هي أعظم ليلة من شهر؛ فقد جعلها الله -تعالى- خيرًا من ألف شهر، ويحرص المسلمون عادةً على قيامها؛ بالصلاة والدعاء وسائر العبادات والأعمال الصالحة. وفي هذا المقال سيسلّط موقع مقالاتي الضوء على هذه الليلة العظيمة، ويبيّن فضلها وأهمّ الأعمال فيها ومجموعة من المعلومات المهمّة المتعلقة بها.

ما هي ليلة القدر

ليلة القدر أفضل ليالي العام؛ فقد حباها الله -تعالى- بأن  أنزل فيها القرآن الكريم، وجعلها مباركةً عظيمةً خيرًا من ألف شهر، كما أنّه -جلّ جلاله- يفرق فيها كل أمر حكيم. ويحرص الملمون في كلّ عام على تحرّي ليلة القدر والقيام بها باعتبار العمل فيها أفضل من العمل في ألف شهر يخلو منها، وهذا الفضل عظيم من الله -سبحانه- لعباده، كما أخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- أنها أرجى ما تكون في العشر الأواخر من رمضان، وفي الأوتار منها آكد، فقد ثبت عن أمّ المؤمنين السيّدة عائشة -رضي الله عنها- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- قال: (تَحرُّوا لَيلةَ القَدْرِ في الوَتْر من العَشرِ الأواخِرِ من رمضانَ).[2][1]

شاهد أيضًا: معلومات عن ليلة القدر

فضل ليلة القدر

ليلة القدر لها فضائل عظيمة، فيما يأتي مجموعة منها مرفقة بالنص الشرعي من القرآن الكريم:[3]

• أنزِلَ ربّ العالمين -جلّ في علاه- القُرآنُ الكريم فيها على الرسول -صلى الله عليه وسلّم-؛ قال -تعالى-: (إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ).[4]
• يقدّر الله -تعالى- فيها كل شيء كائن في السنة؛ فهو يقدّر فيها مقادير الخلق على مدار العام، ويكتب فيها الناجين والهالكين، والسعداء والأشقياء، والأحياء والأموات، والأعزاء والأذلاء، قال -تعالى-: (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ).[5]
• خصّها الله -تعالى- بين ليالي العام وجعلها ليلة عظيمة مباركة؛ قال -تعالى-: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ).[6]
• يكون أجر العبادة في ليلة القدر خير منه في ألف شهر خال منها؛ قال -تعالى-: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ).[7]
• ينزل في هذه الليلة المباركة جبريل والملائكة -عليهم السلام-؛ بالبركات والرحمات والخيرات؛ قال -تعالى-: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ).[8]
• جعلها الله سلامًا حتى مطلع الفجر؛ فهي ليلة تخلو من الأذى والشرور، وتكثر فيها الطاعات والخيرات وأعمال البرّ، ويسلم فيها العباد من العذاب والعقوبة لما يقومون به من أعمال الخير، قال -تعالى-: (سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ).[9]

شاهد أيضًا: هل صلاة ليلة القدر واجبة

علامات ليلة القدر

ليلة القدر ليلة مباركة لها عددًا من العلامات التي تنقسم إلى علامات يكون حصولها خلال الليلة وعلامات بعدها، وفيما يأتي توضيح لهذه العلامات كما وردت في السنّة النبويّة المطهّرة:

علامات أثناء ليلة القدر

تكون هذه الليلة العظيمة المباركة في نهاية شهر رمضان المبارك، فقد ثبت عن الصحابي الجليل أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّه قال: ( تَذَاكَرْنَا لَيْلَةَ القَدْرِ عِنْدَ رَسولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-، فَقالَ: أَيُّكُمْ يَذْكُرُ حِينَ طَلَعَ القَمَرُ وَهو مِثْلُ شِقِّ جَفْنَةٍ؟)،[11] والقمر لا يكون في هذا الشكل إلا في آخر الشهر.[10]

كما ورد عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- ما يدلّ على علاماتها عن النبيّ -صلى الله عليه وسلّم-: (إنَّ أمارةَ ليلةِ القدْرِ أنَّها صافيةٌ بَلْجَةٌ كأنَّ فيها قمرًا ساطعًا، ساكنةٌ لا بردَ فيها ولا حرَّ، ولا يحلُّ لكوكبٍ أن يرمَى به فيها حتَّى يُصبِحَ).[12][10]

علامات بعد ليلة القدر

تطلع الشمس في صبيحة ليلة القدر بيضاء من دون أشعّة ممتدة، قال النووي في شرحه لصحيح مسلم: “فكأن الشمس يومئذ لغلبة نور تلك الليلة على ضوئها، تطلع غير ناشرة أشعتها في نظر العيون”.[10]

شاهد أيضًا: معلومات عن ليلة القدر للاطفال

موعد ليلة القدر

تعدّدت آراء أهل العلم في موعد ليـلة القـدر، فكانت كما يأتي:[13]

• الأوّل: أرجى ما تكون في العشر الأواخر من رمضان، وهذا القول هو المشهور عند فقهاء المالكية والحنابلة والشافعية، وهي في الأوتار آكد، وعند ابن عباس وعدد من الصحابة وهو المشهور عند المالكية وقول الحنابلة بأنّها ليلة 27 من شهر رمضان.
• الثاني: هي محصورة في الليالي العشر الأواخر، وهي مبهمة، لكن متعيّنة لا تتنقّل، وهي في الأوتار من العشر الأواخر آكد، وهذا القول نقله النووي عن الشافعية، وقال إن أرجى الوتر عند الإمام الشافعي هي ليالي (21، 23) من رمضان.
• الثالث: هي متنقلة غير ثابتة، لأنّه لا سبيل للجمع بين الأحاديث التي ذكرت أوقاتًا مختلفة لها إلا من خلال هذا القول.
• الرابع: تختصّ برمضان عند الإمام أبي حنيفة وصاحبيه، وعند الصاحبين أنّها متعيّنة، وعند أبي حنيفة غير متعيّنة.
• الخامس: تكون في الليلة الأولى من رمضان.
• السادس: تكون في الليلة السابعة عشرة من شهر رمضان.
• السابع: تكون مبهمة، وتكون في العشر الأوسط من شهر رمضان.
• الثامن: تكون ليلة التاسع عشر من شهر رمضان.

شاهد أيضًا: لماذا سميت ليلة القدر بهذا الاسم

متى يبدأ قيام ليلة القدر

يبدأ القيام في ليـلة القـدر وفي أيّ ليلة بشكل عامّ بعد صلاة العشاء وراتبه العشاء، ويمتدّ حتى طلوع الفجر، ومن الأحاديث التي تدلّ على ذلك: (إنَّ اللهَ زادَكُم صلاةً، وهي الوِترُ، فصلُّوها بينَ صلاةِ العشاءِ إلى صلاةِ الفجرِ).[14][15]

شاهد أيضًا: كم مرة ذكرت ليلة القدر في القران

صلاة ليلة القدر

يبدأ المسلم في ليـلة القـدر بصلاة العشاء وراتبته، ثمّ يصلي التراويح ركعتين ركعتين، وإن شاء أن يزيد عليها من صلاة القيام والتهجّد فله أن يصلي ما شاء مثنى مثنى كما يصلي الصلاة العادية، وأخيرًا يختتم صلاته بالوتر،  ويستحب للمسلم أن يتضرّع ويلحّ على الله في الدعاء بما يرده ممّا فيه خير له وللأمة الإسلامية في الدارين، ويسأله القبول ومغفرة الذنوب والعتق من النار، وأن يفرّج عن المسلمين وينصرهم على الأعداء وغير ذلك ، كما يستحبّ أن يكثر من الدعاء بقوله: (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني).[16]

الحكمة من إخفاء ليلة القدر

بيّن بعض العلماء أنّ الحكمة من إخفاء وقت هذه الليلة بالتحديد هو تحفيز المسلمين على الاجتهاد في تحريها والتماسها من بين ليالي شهر رمضان الفضيل، وتحديدًا العشر الأواخر منه والأوتار كونها آكد ما تكون فيها،  فلو كانت ليلة معيّنة لاقتصر المسلمون على قيامها وقد يتركون القيام في غيرها من الليالي فلا يحصّلون الفضل العظيم من قيام الليل، وهذا ما قاله الكثير من أهل العلم في عدم تعيين ساعة الجمعة التي يستجاب فيها الدّعاء.

شاهد أيضًا: هل النجوم من علامات ليلة القدر

كيف استغل ليْلة القدْر

يلجأ المسلم ليلة القدر إلى الله بالكثير من الطاعات، وليس هناك برنامجًا معيّنًا يجب على المسلم أن يتبعه فيها، لكن يمكنه الاستعانة بالأعمال المقترحة الآتية:

• التوجّه إلى الله بالدعاء بأن يوفّقه لقيامها.
• الاستعداد كلّ يوم لها بعدل الانشغال بالأمور الدنيويّة وعدم إنهاك النفس بها؛ ليكون أقوى على قيام الليل.
• عدم التكثير من الأكل والشرب؛ فيصيبه بذلك الخمول والكسل.
• تفطير الصائمين.
• الإكثار من الدعاء والذكر.
• إخراج الصدقات.
• أداء الفرائض والرواتب والسنن.
• صلاة التراويح في المسجد جماعة.
• صلاة قيام الليل والتهجّد.
• الإكثار من قراءة القرآن الكريم.
• الإكثار من الدعاء بـ: (اللهمّ إنّك عفوّ كريم تحبّ العفو فاعف عني).
• صلاة الشفع والوتر بعد القيام آخر الليل.

وهنا يكون هذا المقال قد وصل إلى ختامه، وقد تمّ فيه بيان ما هي ليلة القدر وما فضلها وعلاماتها المميّزة لها، بالإضافة إلى بيان برنامج مقترح لأفضل أعمال في ليلة القدر، ومعلومات أخرى مهمّة.