هل يجوز الترحم على الكافر

هل يجوز الترحم على الكافر من الأسئلة الشائعة بين جمهور المسلمين لمعرفة ما إذا كان لفظ الرحمة على شخص كافر حلال أو حرام، جائز أو غير جائز، وهل يقع على من قام بهذا الأمر إثم، وما الدليل على ذلك، وما حكم من يقوم بمثل هذا العمل، وهذا بغية كسب مرضاة الله واتباع أوامره واجتناب نواهيه، وعبر موقع مقالاتي سوف نجيب هل تجوز الرحمة على الكافر، وعن كافة الاستفسارات المتعلقة في هذا الموضوع.

الترحم على الميت المسلم

إن الترحم على المسلم والدعاء له والتصدق عن روحه جائز، ولا يشترط معرفة اسم الشخص الذي يدعى له، يكفي النية في الترحم عليهم أو الدعاء لهم أو التصدق عنهم، فالله يعلم بكل شيء، وما في الصدور، ولا بأس على المسلم الدعاء أن يجمعه الله في الجنة مع أموات المسلمين، أو مع الصالحين من عباد الله والنبيين والصديقين، وأن تكون مولعاً بهم محبً لأعمالهم ومتبعها لتلحق بهم، والله أعلم.

شاهد أيضًا: من صفات الكافرين التكذيب وعدم الصلاة والدليل

هل يجوز الترحم على الكافر

لايجوز الترحم أو الصلاة على كافر قطعاً، وهذا الأمر من المحرمات بإجماع العلماء، والدليل على ذلك ورد في سورة التوبة، قال تعالى: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}، [1] وضمن هذا السياق قال الشيخ ابن تيمية -رحمه الله- وأسكنه فسيح جناته أن الله لا يحب المعتدين، والمعتدين في الدعاء، هم الذين يدعون ربهم أن يغفر للمشركين، وما نحو ذلك.[2]

حكم الترحم على الكافر ابن باز

إن حكم الترحم على الكافر لابن باز غير جائز ومحرم تحريم قطعي، فلا يجوز الترحم على الكافرين أو الصلاة عليهم أو حتى الاستغفار أو الدعاء لهم، ولا يجوز للمسلم الدعاء بالرحمة أو الاستغفار لشخص ملحد كافر متبع لغير دين الإسلام، حتى لو كان هذا الشخص من صلة رحمه، والدليل على ذلك حديث النبي، فقد استأذن الله أن يدعو لوالدته، فقد ماتت على دين أهلها، ولم تعرف دين الإسلام، فلم يأذن الله تعالى له بذلك، أي مهما كانت صلة القرابة بالكافر قوية لا يجوز الصلاة عليه أو الدعاء له أو الاستغفار.[3]

حكم الترحم على مرتكب الكبائر

إن حكم الترحم على مرتكب الكبائر يختلف بحسب حال مرتكبها، وفيما يلي نورد الحكم:[4]

• جائز الترحم عليه: إذا كان معروف عن هذا العبد أنه كان موحداً، ويؤمن بالله تعالى واليوم الآخر، لكنه ابتلي بهذه المعصية، لأن هذه المعاصي لا تخرجه من الإسلام نحو: (شرب الخمر والزنا)، لكنها تجعل إيمانه ضعيف، فيدعى له بالهداية وأمره عن الله.
• غير جائز الترحم عليه: إذا كان معروف على هذا الشخص الفسق والكفر نحو: سب الدين أو عدم الإيمان بمشروعية الصلاة والصوم، أو المستهزئ بالدين لا فلا يدعى له، ويؤثم من يقوم بذلك.

هل يجوز الترحم على المسلم الفاسق

نعم يجوز الترحم على المسلم الفاسق، فيترحم المسلم على أخيه المسلم ويطلب من الله أن يعفُ عنهُ ويغفر له، ويدعو الله له، كما أن الصلاة عليه صلاة الجنازة واجبة، إذا كان فاسقاً، أما إذا كان كافراً فهذا لا يجوز قطعاً، والله وحده أعلم، مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (6/ 395).[4]

شاهد أيضًا: ظلم منكري القران انفسهم بدعواهم ان القران

هل يجوز الترحم على المنتحر

المنتحرُ ليس بكافر، لذلك يجوز الترحم عليه، كما يجوز تغسيله وتكفينه والصلاة عليه، والدفن في مقابر المسلمين أيضًا، فإذا كان المنتحر مسلم يعامل معامل المسلمين، أما إذا كان كافراً، فلا يدعى له ولا يترحم عليه، ولا يغسل ولا يصلى عليه، ولا يدفن في مقابر المسلمين، أمّا عن فتاوي العلماء بعدم الصلاة على المسلم المنتحر، وعدم جواز الترحم عليه زجرًا وتغليظًا وليس بسبب كفره ولا بسبب خروجه عن الدين.

وهكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال الذي كان يحمل عنوان هل يجوز الترحم على الكافر، والذي أجبنا من خلاله عن كافة الاستفسارات التي تخص هذا الموضوع بصورة مفصلة.