هل يجوز نقل الزكاة من بلد إلى بلد

هل يجوز نقل الزكاة من بلد إلى بلد؟ وفي حال جوازها فما هي شروط ذلك؟ مما لا يخفى على المسلمين تفشي الفقر حول العالم لدرجة الموت جوعاً، ومع إقبال شهر رمضان شاع كثيراً من الأسئلة حول زكاة الفطر لعل أبرزها، فما مدى جواز نقل الزكاة من بلاد إلى بلادٍ أخرى؟ هذا ما سنعرفه في سطورنا التالية عبر موقع مقالاتي، كما سنتحدث عن الزكاة بصورة موسعة ونجيبكم على كافة استفسارتكم حول هذا الموضوع.

هل يجوز نقل الزكاة من بلد إلى بلد؟

نعم يجوز نقل زكاة الفطر من بلد إلى بلد، والجدير بالذكر أن زكاة الفطر تخرج حيثما وجبت، كون زكاة الفطر مرتبطة بالبدن، ودليل جواز نقل زكاة الفطر من بلد إلى بلد  قوله جل وعلا في سورة التوبة الآية 60: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}، صدق الله العظيم [1]، ومنه نجد أن وجوب صرف الزكاة لمستحقها ولو كانوا في بلد غير بلد المال.[2]

شاهد أيضا: هل يجوز للمغترب إخراج زكاة الفطر في بلده

حكم نقل زكاة الفطر من بلد إلى بلد

زكاة الفطر واجبة بإجماع جمهور الفقهاء والعلماء، زكاة الفطر واجبة على كل مسلم بالغ عاقل، حر كان أم عبد، ذكر أم أنثى اختلف الفقهاء وأهل العلم حول موضوع نقل زكاة الفطر من بلد إلى بلد، وكان تباين الآراء على النحو التالي:[2]

الأصل عدم نقل الزكاة من بلد إلى بلد

الأصل في زكاة الفطر أن تدفع لمستحقيها من فقراء البلد الذي وجبت به، فهم الأحق وأولى من غيرهم بها، ولا تنقل عنهم ما دام فيهم مستحق للزكاة، باتفاق المذاهب الأربعة الحنفية، الشافعية، الحنابلة، والمالكية، مستدلين على ذلك بالحديث الشريف :{أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَعَثَ مُعَاذًا رَضِيَ اللَّهُ عنْه إلى اليَمَنِ، فَقالَ: ادْعُهُمْ إلى شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَنِّي رَسولُ اللَّهِ، فإنْ هُمْ أطَاعُوا لذلكَ، فأعْلِمْهُمْ أنَّ اللَّهَ قَدِ افْتَرَضَ عليهم خَمْسَ صَلَوَاتٍ في كُلِّ يَومٍ ولَيْلَةٍ، فإنْ هُمْ أطَاعُوا لذلكَ، فأعْلِمْهُمْ أنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عليهم صَدَقَةً في أمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِن أغْنِيَائِهِمْ وتُرَدُّ علَى فُقَرَائِهِمْ.}[3]

شاهد أيضًا: هل يجوز اخراج زكاة الفطر خارج بلد الاقامة

نقل زكاة الفطر من بلد إلى بلد بوجود مستحقين لها

تعددت آراء الفقهاء في مسألة نقل زكاة الفطر من بلد إلى بلد بالرغم من وجود مستحقين لها وكانت آراؤهم كالآتي:

• الشافعية: لا يجوز نقل الزكاة من بلد إلى بلد في حال وجود مستحقين لها في بلد المزكي، لكن أجازوا ذلك للإمام.
• المالكية : اتفقوا مع الشافعية  بعدم جواز نقل زكاة الفطر من بلد إلى بلد إن وجد مستحقين لها في بلد المزكي، أجازوا  له ندب أكثرها إلى من أهم أحوج من أهل بلده، ولو ندبها كاملة  أجزأت.  
• الحنابلة: منعوا نقل زكاة الفطر ولا بأي شكل من الأشكال، بالرغم من أجازه أهل العلم لذلك في حالات معينة.
• الحنفية: أجازوا نقلها بكراهية في حال وجود مستحقين في بلد المزكي، ونقلها بدون كراهية إن كان في بلد آخر من بحاجة شديدة أو من الأقارب.

شاهد أيضًا: هل يجوز دفع زكاة الفطر في بلد اخر

شروط نقل زكاة الفطر من بلد إلى بلد

أجاز الفقهاء وأهل العلم نقل زكاة الفطر من بلد إلى بلد ولكن بمجموعة من الشروط وهي:[4]

• وجود المصلحة الشرعية: تنقل في حال وجود الحاجة الماسة لنقلها كالفقر الشديد، وتعزيزا لصلة الرحم.
• سلامة الطريق: من شروط نقل زكاة الفطر من بلد إلى بلد أن يكون الطريق آمنا، فضلا عن ضمان أمانة ناقلها.
• ألا تنقل كاملة: حيث يمكن أن تخلو أي بلد من مستحقي الزكاة ومن هم بحاجتها، لذلك لا بد من إبقاء جزء منها.

نرشح لكم أيضًا قراءة المقالات التالية:

• من هم اهل الزكاة
• هل تجوز الزكاة على الاقارب
• هل يجوز اعطاء الزكاة للابن
• هل يجوز اعطاء الزكاة لغير المسلم
• خطبة عن الزكاة مكتوبة pdf

هل يجوز نقل زكاة الفطر من بلد إلى بلد ابن باز؟

نقل المزكي زكاة الفطر من بلد إلى بلد هو من الأمور الممكنة، حسبما يرى الشيخ الجليل ابن باز في حال وجود المصلحة الشرعية، اتفاقا مع ما ذهب إليه أهل العلم، ومثال ذلك نقلها لأقاربه، وهنا يجمع بين الصدقة وصلة الرحم، وتكون لمن هم في فقر متقع، وقد تكون لمجاهد في سبيل الله، فيما عدا ذلك يرى ابن باز أن الأفضل والأصح في تفريق زكاة الفطر في تفريق زكاة الفطر هو موطن المال.[5]

وبهذا القدر من المعلومات نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا بعد أن أجبنا على سؤال هل يجوز نقل زكاة الفطر من بلد إلى بلد؟ وتحدثنا بصورة مفصلة عن نقل الزكاة من بلد إلى بلد ولمن تعطى زكاة الفطر، وهل تجوز لغير المسلم.