حكم الايمان بالابراج وقراءتها هل هو حلال ام حرام

حكم الايمان بالابراج وقراءتها هل هو حلال ام حرام، إذ إنّ الإيمان بالأبراج وقراءتها هو من الأمور التي شاعت كثيرًا في العصر الحديث، وبات الناس يفعلونها من غير واع جاد لحكمها وما يُمكن أن تؤديه، لذلك فإنّ موقع مقالاتي سيأتي على الإجابة عن مجموعة من الأحكام الخاصة بقراءة الأبراج، والحديث عن كفارة قراءة الأبراج في الشريعة الإسلامية ونحوه من الأمور.

حكم الإيمان بالابراج

إنّ حكم الإيمان بالأبراج غير جائز في الشريعة الإسلامية وهو حرام، ومَن فعل ذلك وهو مؤمن بالأبراج مصدق ما يُقال فيها، فإنّه يعد مشركًا، ولا يجوز للمسلم أن يعتقد أنّ هذا الشخص برجه كذا، فإنّ صفاته كذا فقد يلد في نفس اليوم والشهر الألوف من الأشخاص، وكلهم لا يحملون نفس الصفات، فالأمر ضرب من الخرافة وضرب من العلم الذي لا ينفع ولا طائل منه، كما أنّ الأبراج تختلف ما بين مان وآخر وحتى أمة وأخرى فالبرج عند اليونان والعرب والمصريين هما اثنا عشر برجًا، وأما الصينيون فأبراجهم أكثر بكثير وكذلك الصفات تختلف، فبأيٍ منهم سيؤمن؟[1]

شاهد أيضًا: من أمثلة التطير التشاؤم بالأبراج أو النجوم

حكم قراءة الأبراج

إنّ قراءة الأبراج غير جائزة في الشريعة الإسلامية وعليه فلا يجوز للمسلم أن يقرأها، سواء كان مصدقًا بها أم كان غير مصدق، ولو قرأها المسلم وهو مصدق بأنّه من خلالها سيعرف شيئًا عن علم الغيب فإنّ ذلك من الكهانة التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد روي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:

“إذا قَضَى اللَّهُ الأمْرَ في السَّماءِ، ضَرَبَتِ المَلائِكَةُ بأَجْنِحَتِها خُضْعانًا لِقَوْلِهِ، كَأنَّهُ سِلْسِلَةٌ علَى صَفْوانٍ، فإذا فُزِّعَ عن قُلُوبِهِمْ قالوا: ماذا قالَ رَبُّكُمْ؟ قالُوا لِلَّذِي قالَ: الحَقَّ، وهو العَلِيُّ الكَبِيرُ، فَيَسْمَعُها مُسْتَرِقُ السَّمْعِ، ومُسْتَرِقُ السَّمْعِ هَكَذا بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ – ووَصَفَ سُفْيانُ بكَفِّهِ فَحَرَفَها، وبَدَّدَ بيْنَ أصابِعِهِ – فَيَسْمَعُ الكَلِمَةَ فيُلْقِيها إلى مَن تَحْتَهُ، ثُمَّ يُلْقِيها الآخَرُ إلى مَن تَحْتَهُ، حتَّى يُلْقِيَها علَى لِسانِ السَّاحِرِ أوِ الكاهِنِ، فَرُبَّما أدْرَكَ الشِّهابُ قَبْلَ أنْ يُلْقِيَها، ورُبَّما ألْقاها قَبْلَ أنْ يُدْرِكَهُ، فَيَكْذِبُ معها مِئَةَ كَذْبَةٍ”.[2]

شاهد أيضًا: الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية التي لم تقع هو

حكم الأبراج إسلام ويب

لقد حرم موقع إسلام ويب قراءة الأبراج وفصّل في فتواه قائلًا:[3]

“قراءة الأبراج ونحوها كقراءة الفنجان، والكف من الأمور المحرمة التي جاء الإسلام بإبطالها والتحذير منها، وهي من أعظم المنكرات التي حرمها الله ورسوله، وهذه الأمور مبنية على الوهم والدجل، وقد جاءت جملة من الأحاديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم تحذر من هذا الفعل، وتبين عقوبة من يتعاطاه”.

شاهد أيضًا: ما الفرق بين الموقع الفلكي والموقع الجغرافي

هل قراءة الأبراج تبطل الصلاة

إنّ قراءة الأبراج غير جائزة في الشريعة الإسلامية، بل وأخبر رسول الله -صل الله عليه وسلم- أنّ مَن قرأ الأبراج لا تقبل منه الصلاة أربعين يومًا، ومعنى ذلك أنّه لا يُثاب على صلاته التي يؤديها، وليس معناه أنّه لا يؤدي صلاته أربعين يومًا، بل عليه أن يتطهر من أجلها، ويؤديها حتى تبرأ ذمته منها ولا يُطالب بأن يؤدها، والأصل أن يبتعد المسلم عن مثل ذلك، ويتوب إلى الله تبارك وتعالى.[4]

هل الأبراج شرك أكبر

يكون الاعتقاد بالأبراج من الشرك الأكبر في الشريعة الإسلامية؛ لأنّه اعتقد بشركية أحد في علم الغيب مع الله تبارك وتعالى، وادعاء معرفة علم الغيب هو من الأمور التي يُحكم على صاحبها بالكفر وعلى مصدق ذلك بالكفر، وقد روي عن زيد بن خالد الجهني -رضي الله عنه- أنّه قال: “صَلَّى لَنَا رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- صَلَاةَ الصُّبْحِ بالحُدَيْبِيَةِ علَى إثْرِ سَمَاءٍ كَانَتْ مِنَ اللَّيْلَةِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ أقْبَلَ علَى النَّاسِ، فَقالَ: هلْ تَدْرُونَ مَاذَا قالَ رَبُّكُمْ؟ قالوا: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: أصْبَحَ مِن عِبَادِي مُؤْمِنٌ بي وكَافِرٌ، فأمَّا مَن قالَ: مُطِرْنَا بفَضْلِ اللَّهِ ورَحْمَتِهِ، فَذلكَ مُؤْمِنٌ بي وكَافِرٌ بالكَوْكَبِ، وأَمَّا مَن قالَ: بنَوْءِ كَذَا وكَذَا، فَذلكَ كَافِرٌ بي ومُؤْمِنٌ بالكَوْكَبِ”.[5]

كفارة قراءة الأبراج

لا يوجد كفارة مخصصة بعينها يفعلها الشخص بعد قراءة الأبراج مثل من انتهك شيئًا من إحرامه بأن يذبح أو غيره، ولكن عليه التوبة الصادقة إلى الله تبارك وتعالى، فالله -تبارك وتعالى- قد وعد التائب بالمغفرة والعفو من عنده، وعلى المسلم أن يتوب إلى ربه تبارك وتعالى بشكل مستمر ليعفو الله عنه بإذنه.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى آخر مقال حكم الايمان بالابراج وقراءتها هل هو حلال ام حرام وتحدثنا عن مجموعة من الأحكام الشرعية الخاصة بقراءة الأبراج في الإسلام، وما هي عقوبة مَن قرأ الأبراج حتى ولو لم يصدقها وما كفارة ذلك.