من القائل ما تعبدون من بعدي

من القائل ما تعبدون من بعدي من الأنبياء، وهو واحد من التراكيب القرآنيّة الذي ورد بسورةِ البقرة، والذي يروي قصة أحد أنبياء الله مع قومه، ومعاناته مع اليهود، فقد عاصر اليهود نزول القرآن الكريم، ودين التوحيد كان سائداً ويتم تداوله في ذلك الوقت، وبشكل عام كل قصص الأنبياء تحمل في طيّاتها العبر والمواعظ، وعبر موقع مقالاتي سنرفق كل ما يخص هذا الموضوع من معلوماتٍ بالتفصيل.

في أي سورة ورد تركيب ما تعبدون من بعدي

ورد تركيب ما تعبدونَ من بعديَ في سورة البقرة وتحديداً بالآية رقم مئة وثلاث وثلاثين، قال تعالى: {كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}، [1] وهذه السورة تروي قصة أحد الأنبياء ومعاناته مع اليهود، فقد عاصر اليهود نزول القرآن الكريم، وهذه الآية تعتبر الدليل من كتاب الله -عزَّ وجلَّ- على ثبات العقيدة والإيمان بالله عزَّ وجلَّ على مر الزمن.

شاهد أيضًا: انا اتيك به قبل ان تقوم من القائل

من القائل ما تعبدون من بعدي

إن قائل ما تعبدونْ من بعديَ هو نبيّ الله يعقوب عليه السلام، وقد ورد هذا القول عن نبيّ الله يعقوب حيث قاله لأبنائه وهو يحتضر على فراش الموت، وورد هذا في الآية القرآنية الواردة بسورة البقرة التي أرفقناها سابقاً، وفيها كان يوصي أبناءه على اتباع دين الحق، ويستمرون على دين جَدهم إبراهيم وعمهم إسماعيل وإسحاق النبيّ، وهذا كان عندما سأل أبناءه وهو يحتضر ماذا سوف يعبدونَ بعد وفاةِ النبيّ، فأجابوه بدين أجدادهم وأعمامهم وأبيهم وهو اليهودية.

شاهد أيضًا: رفقاً بهم فهم في زمان غير زمانهم من القائل

ما تعبدون من بعدي إعراب

فما يلي إعراب مفردات وجمل للتركيبِ القرآني ما تعبدونَ من بَعدي:

• ما: اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم.
• تعبدون: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفه ثبوت النون في آخره؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو ضمير متصل نبني في محل رفع فاعل.
• مِنْ: حرف جر.
• بَعْدِ/ي: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، والياء ياء المتكلم ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة، والجار والمجرور  متعلقان بجملة تعبدون.
• (ما تَعْبُدُونَ): جملة ما تَعْبُدُونَ مقول القول في محل نصب مفعول به.

شاهد أيضًا: من القائل لا نستطيع الهجرة لأننا لا نستطيع التنفس إلا في الماء

تفسير آية إذ ما تعبدون من بعدي

لكل قصةٍ من قصص الأنبياء عظة وعبرة، وفي هذه الآية يؤكد جلَّ وعلا على اليهود أنّهم كانوا شاهدين وحاضرين عند احتضار نبيّ الله يعقوب، حيث أوصى أبنائه باتباع ملّة أبيه إبراهيم عبيه السلام، وأخوته إسماعيل وإسحاق النبيّ، فسأل يعقوب النبيّ أبناءه عمّا سيعبدونَ من بعدِ الله فأجابه بأنهم سيعبدون أعمامهم وأجدادهم، في قول: “نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق”، وأكدوا أن الإله واحد قائلين “إلها واحدا”، وأكد أن جميعهم لله سبحانه تعالى تابعين ومسلّمين، بقوله تعالى: “ونحن له مسلمون”، وأم في بداية الآيات القرآنية تنفي حضور اليهود للحادثة هذه، فيتساءل جلّ، وعلا كيف لمن لم يحضر هذا الحدث أن ينسب بالنبيّ ما لا يليق به.

شاهد أيضًا: من اعتاد القلق ظن أن الطمأنينة كمين من القائل

وبهذا القدر من المعلومات سوف ننهي هذا المقال الذي كان يحمل عنوان من القائل ما تعبدون من بعدي، وقد أرفقنا في سطوره كل ما يخص هذا القول من معلومات ومكان وروده بالقرآن الكريم.