هل يجوز قتل الغراب

هل يجوز قتل الغراب في الشريعة الإسلامية، إذ إنّ الغراب هو نوع من أنواع الطيور المعروفة، ولكن تبادر إلى النّاس قتل الغراب أينما رأوه، لذلك فإنّ موقع مقالاتي سيقف مع الحكم الشرعي للقضاء على الغراب وهل أي نوع من أنواع الغربان يقتل ولماذا تُقتل أصلًا في الشريعة الإسلامية، وما هو حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن قتل الفواسق الخمس ونحو ذلك.

هل الغراب نذير شؤم

إنّ التنبؤ بالشر من صوت الغراب، أو من رؤية الغراب هو من الأعمال الجاهلية التي جاء الإسلام فقضى عليها وأبطلها، وذكر ابن حجر في ذلك قوله “وكان أهل الجاهلية يتشاءمون به فكانوا إذا نعب مرتين قالوا آذن بشر، وإذا نعب ثلاثا قالوا آذن بخير فأبطل الإسلام ذلك وكان ابن عباس إذا سمع الغراب قال: اللهم لا طير إلا طيرك ولا خير إلا خيرك ولا إله غيرك”، إذ يحرص الإسلام على ابتعاد المسلم عن الخرافات، وقد ذكر قاضي خان الحنفي أنّ مَن خرج إلى سفر، فسمع صوت غراب فعاد إلى بيته فقد كفر، والله أعلم بالصواب.[1]

شاهد أيضًا: هل يجوز قتل النمل في المنازل؟

هل يجوز قتل الغراب

يجوز قتل الغراب الأبقع في الشريعة الإسلامية؛ لأنّه من الفواسق التي أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقتلها، ومعنى الفسق كم ذكر العلماء أي: “الخبث والخروج عن الحرمة، وقال بعضهم في الفواسق أنها بمعنى: خروجها بالإيذاء والإفساد عن طريق معظم الدواب، وكأن فسقها بهذا المعنى كان سبباً في جواز قتلها، للإيذاء المترتب عليه”، والله أعلم بكل أمر.[2]

شاهد أيضًا: هل يجوز قتل العنكبوت

ما هو الغراب الأبقع إسلام ويب

ذكر إسلام ويب في فتوى له معنى الغراب الأبقع في الشريعة الإسلامية، وساق للتوضيح عليه شيئًا من كلام الجاحظ في كتاب الحيوان حيث قال:.[3]

“الغراب الأبقع غريب، وهو غراب البين، وكل غراب فقد يقال له: غراب البين إذا أرادوا به الشؤم إلا غراب البين نفسه، فإنه غراب صغير، وإنما قيل لكل غراب: غراب البين؛ لسقوطه في مواضع منازلهم إذا باتوا، وناس يزعمون أن تسافدها على غير تسافد الطير، وإنها تزلق بالمناقير وتلقح من هنالك، وقيل: إنهم يتسافدون كبني آدم، أخبر بذلك جماعة شاهدوه، وفي الموعب: الغراب الأبقع هو الذي في صدره بياض، وفي المحكم: غراب أبقع: يخالط سواده بياض، وهو أخبثها، وبه يضرب المثل لكل خبيث، وقال أبو عمر: هو الذي في بطنه وظهره بياض”.

شاهد أيضًا: ما هو الصرد المنهي عن قتله

لماذا نقتل الغراب

لقد أبيح قتل الغراب في الشريعة الإسلامية؛ لأنّه يُبادر بإيذاء غيره، ولا يبتدئ بالأذى سوى الغراب الأبقع. وأمّا غيره من أنواع الغراب كغراب الزرع وغراب العقعق فلا يبتدئ بالأذى؛ وعلى ذلك لا يُباح قتله، أي إنّ الحكمة من قتله هو بسبب ضرره وإفساده على النّاس، وربما خطف اللحم من أيدي الناس، وكذلك فإنّه يقع على ظهر الجمل أو نحوه، فينقر القروح أو نحوها فيتسبب لها بالإيذاء الشديد.[4]

شاهد أيضًا: ماهي الحيوانات التي لا يجوز قتلها

حديث الفواسق الخمس

روي عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “خَمسٌ مِن الدَّوابِّ كُلُّهنَّ فاسِقٌ، يُقتَلْنَ في الحَرَمِ: الغُرابُ، والحيَّةُ، والعَقرَبُ، والكَلبُ العَقورُ، والحِدَأةُ، وفي كِتابِ يَعقوبَ في مَوضِعٍ آخَرَ مكانَ الحَيَّةِ: الفَأْرةُ”.[5]

شاهد أيضًا: هل يجوز اكل لحم الثور

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال هل يجوز قتل الغراب وذكرنا رأي علماء أهل السنة والجماعة في المسألة، وأضأنا على حكم قتل غير نوع الغراب الأبقع وما هو حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في قتل الغراب الأبقع ونحو ذلك من الأمور.