حكم الاغتسال و التطيب يوم الجمعة

حكم الاغتسال و التطيب يوم الجمعة، وهو اليوم الذي جُعل عيدًا للمسلمين وهو خير الأيام وسيدها، وقد جعل الله -تعالى- في يوم الجمعة صلاة خاصة وهي صلاة الجمعة، وقد يأتي بعض المسلمين بغسل قبل الذهاب إلى المسجد فما حكم ذلك الغسل، لذلك فإنّ موقع مقالاتي سيقف مع الحكم الشرعي لغسل يوم الجمعة وهل يصح أن يُجمع مع هذا الغسل غسلٌ آخر بنية واحدة.

حكم الاغتسال و التطيب يوم الجمعة

اختلف العلماء في مسألة حكم الاغتسال والتطيب يوم الجمعة إلى قولين اثنين وهما:[1]

• القول الأول: ذهب أصحاب هذا القول إلى وجوب الاغتسال يوم الجمعة، وبذلك قال طائفة من السلف وبعض الصحابة -رضي الله عنهم وأرضاهم-، وهو ما نقله ابن المنذر عن مالك، ونقله الخطاب عن الحسن البصري ومالك.
• القول الثاني: ذهب أصحاب هذا القول إلى أنّ غسل يوم الجمعة هو سنة مستحبة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وبهذا القول أجاز جمهور أهل العلم من الفقهاء، وهذا هو الراجح من الأقوال، ولكن على المسلم أن يحاول المحافظة عليه قدر الإمكان.

اقرأ أيضًا: هل يجوز صلاة الجمعة بدون خطبة

الأدلة على غسل يوم الجمعة

من الأدلة على مشروعية غسل يوم الجمعة ما يأتي:

• روي عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنّها قالت: “كانَ النَّاسُ يَنْتَابُونَ الجُمُعَةَ مِن مَنَازِلِهِمْ مِنَ العَوَالِي، فَيَأْتُونَ في العَبَاءِ، وَيُصِيبُهُمُ الغُبَارُ، فَتَخْرُجُ منهمُ الرِّيحُ، فأتَى رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- إنْسَانٌ منهمْ وَهو عِندِي، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: لو أنَّكُمْ تَطَهَّرْتُمْ لِيَومِكُمْ هذا”.[2]
• أنَّ عُمرَ بن الخطَّابِ، بينما هو قائمٌ في الخُطبة يومَ الجُمُعة، إذ دخَلَ رجلٌ من المهاجرين الأوَّلين مِن أصحابِ النبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-، فناداه عمرُ: أيَّةُ ساعةٍ هذه؟ قال: إنِّي شُغِلتُ فلم أنقلبْ إلى أهلي حتى سمعتُ التأذينَ، فلم أزِدْ أن توضَّأتُ. فقال: والوضوءُ أيضًا، وقد علمتَ أنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- كان يأمُرُ بالغُسل؟![3]
• روي عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنّه قال: “غُسلُ الجُمعةِ لَيس بِواجبٍ، ولكنَّه أَطهَرُ وخيرٌ لِمنِ اغتَسلَ، وسَأُخبِرُكم كيفَ كان بَدءُ الغُسلِ كان النَّاسُ….. لو أنَّكُم تَطهَّرتُم ليومِكُم هَذا”.[3]

اقرأ أيضًا: حكم من ترك صلاة الجمعة ثلاث مرات متتالية

هل غسل الجمعة واجب على النساء

إنّ غسل يوم الجمعة على أرجح الأقوال هو سنة مستحبة بالنسبة لحاضر صلاة الجمعة من الرجال أو النساء، وقد ذكر الإمام النووي سنية الاغتسال، وزاد على ذلك بقوله: “وغسل الجمعة سنة، وليس بواجب وجوبا يعصى بتركه بلا خلاف عندنا، والجمهور: يسن لكل من أراد حضور الجمعة، سواء الرجل والمرأة والصبي والمسافر والعبد وغيرهم؛ لظاهر حديث ابن عمر، ولأن المراد النظافة، وهم في هذا سواء. ولا يسن لمن لم يرد الحضور، وإن كان من أهل الجمعة”، والله أعلم بالأمر كله.[4]

اقرأ أيضًا: حكم ترك صلاة الجمعة بدون عذر

هل يجوز الجمع بين غسل الجنابة وغسل الجمعة

ذكر علماء أهل السنة والجماعة جواز الجمع ما بين غسل الجنابة وغسل يوم الجمعة، وقال ابن المنذر أنّ أكثر العلماء قالوا إن غسل الجنابة يُجزئ عن غسل يوم الجمعة، إذ غسل الوجوب يًجزئ عن الوضوء مثل غسل الحيض أو غسل الجنابة، والله أعلم.[5]

اقرأ أيضًا: حكم صلاة الجمعة على الرجال المقيمين غير المسافرين

متى يبدأ وقت غسل يوم الجمعة إسلام ويب

ذكر إسلام ويب في فتوى له أنّ غسل يوم الجمعة هو سنة مستحبة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقد فصل في فتوى له:[6]

“وقت غسل الجمعة بعد طلوع الفجر، فمن اغتسل بعد ذلك أجزأه، وإن اغتسل قبله لم يجزئه، وهذا قول مجاهد والحسن والنخعي والثوري والشافعي وإسحاق. انتهى. واشترط المالكية لصحة الغسل أن يكون متصلاً بالرواح، قال في التاج والإكليل وهو مالكي: والمشهور شرط وصله برواحها”.

مقالات مقترحة

نرشح لكم أيضًا قراءة المقالات التالية:

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال حكم الاغتسال و التطيب يوم الجمعة وذكرنا في ذلك آراء علماء أهل السنة والجماعة، ومتى يكون غسل يوم الجمعة وفي أي وقت وهل يجوز للمسلم أن يجمع في نية واحدة ما بين غسل الوجوب وغسل السنة.