ما معنى الثناء على الله تعالى وما هي كيفيته

ما معنى الثناء على الله تعالى وما هي كيفيته من أكثر الأسئلة التي يتداولها المسلمين من كافة أصقاع الأرض، فقد خلق الله بني البشر وأنعم عليهم بنعم لو دعا له العمر كله شكرٌ ومديحٌ وثناءٌ لم يوفيه حقه، والواجب على المسلم الشكر والثناء على الله عزَّ وجلَّ على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، فقد عدَّ الله للشاكرين المزيد، وعبر موقع مقالاتي سوف نسهب في الحديث عن كل ما يخص هذا الموضوع بصورة مفصّلة.

ما معنى الثناء على الله تعالى

الثناء لغةّ: يُقال أثنى يثني ثناءً، والثناء هو مصدر الفعل أثنى أي مدحهُ وأيده على صفة من صفاته، أما عن معنى الثناء في الشرع: هو تعظيم الله عزَّ وجلَّ والتضرع والخشوع له ودعائه بالكلام الجميل، ومدحه وثنائه بصفاته أو بنعمه التي لا تعد ولا تحصى التي أنعمها على البشرية كلها، وحتى الدعاء لا يُعتبر دعاءً ما لم نثني فيه على الله، فالثناء على الله أحد آداب الدعاء وشرطاً من شروط استجابته أيضًا.

شاهد أيضًا: اجمل فوائد ذكر الله .. فائدة الذكر العظيمة التي يجهلها الكثيرون

كيفية الثناء على الله

يكون الثناء على الله سبحانه وتعالى بالدعاء له بصفاته العليا وأسمائه الحسنى وشكره على نعمه التي لا تعد ولا تُحصى وحمده حمداً كثيراً، كما يجب أن يعترف العبد خلال الدعاء بصِغره وذُله وضعفه ويتضرع ويخشع بين يدي ربه، وبفضل ربّه عليه وسابغ نعمه وكرمه، والاثناء على الصفات التي يحبها الله تعالى ويميّز بها عباده الصالحين من الطالحين، فالله مجيب دعوة الداعي المضطر الملح على حاجته الراضي بقضاء الله وقدره والموقن أن الله سيستجيب ولو بعد حين.

الثناء على الله بذكر أسماء الله الحسنى وصفاته ومعجزاته وأفعاله العظيمة

الثناء على الله جل وعلا يكون بأن يذكر العبد ربه في أسمائه الحسنى، وبصفاته العليا، مع التدبير والتفكير في معاني الأسماء والصفات، حيث يتوجب على العبد أن يثني على الله بكل اسم وصفة ذكر في القرآن الكريم، وورد ذكره في سنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فضلا عن ذكر معجزات الله على الأرض، وفضله، ونعمته، وصبره على العباد، وعدله وعفوه، “الحمد لله الذي أنزل له ما في السماوات والأرض، وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير، يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها، وما ينزل من السماء، وما يعرج فيها وهو الرحيم الغفور”.

الثناء على الله قبل الدعاء

إن الله تعالى يحب من عبده إذا دعاه أن يتضرع له ويلح في طلب حاجته، والدعاء في كل وقت وصيغة مجاب إذا كان العبد عاقد النية على الله وحده، ومن المستحب أن يثني العبد على الله قبل الدعاء، حيث كان الرسول صلى الله عليه وسلم، يتهجد ويثني على الله، ثم يدعوه ومن صور ثناء الرسول على الله عند الدعاء:

” اللهم رب جبرائيل، وميكائيل، وإسرافيل فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم”

شاهد أيضًا: ماهو الطائر الذي تكلم كما ذكر في كتاب الله تعالى

الثناء على الله بالأدعية عند الصلوات

من المستحب للعبد الثناء على الله سبحانه وتعالى في كل موضع وعمل وفرض ومن صور الثناء على الله عند الفرض، أدعية الصلوات، ومنها دعاء الرفع من الركوع:

“اللَّهمَّ ربَّنا لَكَ الحمدُ ملءَ السَّماواتِ وملءَ الأرضِ وملءَ ما شئتَ مِن شيءٍ بعدُ أَهْلَ الثَّناءِ والمَجدِ”.

الثناء على الله بالاعتراف بفضله

ومن صور الثناء على الله الاعتراف بفضله، وصبره على العاصين، وعدله وعفوه، ورحمته ومغفرته، ومن صور الثناء على الله بالاعتراف بفضله، دعاء سيدنا يوسف:

“ رَبِّ قَد آتَيتَني مِنَ المُلكِ وَعَلَّمتَني مِن تَأويلِ الأَحاديثِ فاطِرَ السَّماواتِ وَالأَرضِ أَنتَ وَلِيّي فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ تَوَفَّني مُسلِمًا وَأَلحِقني بِالصّالِحينَ”.

شاهد أيضًا: ما هي السورة التي ذكر اسم الله في جميع اياتها

ثناء الله على نفسه

ورد ثناء الله على نفسه في أكثر من صورة وموضع، وقد أثنى الله على نفسه كثيراً في القرآن الكريم، ويثيب الله عبده على هذا الثناء، حيث إنه يجعل العبد مستحضرا عظمة الله تعالى، ومن صور ثناء الله على نفسه في القرآن الكريم:

• أثنى الله على نفسه في سورة الفاتحة، حيث تبدأ الفاتحة بالثناء على الله، وجعلها شرطا من شروط الصلاة لا تصح بدونها.
• كذلك أثنى الله على نفسه في سورة الكرسي، وهي من أعظم الآيات في القرآن فيها ثناء وحمد لله تعالى.
• يعتبر الحمد من صور الثناء، ومن السور التي افتتحها الله بالحمد: الأنعام، الكهف، الفاتحة، سبأ، فاطر.

ثناء الله على نفسه في التسبيح

ويعد من أعظم الثناء ما أثنى به الله سبحانه وتعالى على نفسه، وقد ورد التسبيح في سبعة وثمانين موضعا في القرآن الكريم، ومنها  السور التي افتتحها الله جل وعلا في التسبيح وهي:

الإسراء، الحشر، الصف، الجمعة، الحديد، التغابن، الأعلى.

ثناء الله على نفسه بذكر عظمة قدرته

القدرة والعلم من صور ثناء الله تعالى على نفسه، حيث أن حياة الله لا موت فيها تحمل معنى الدوام، لا يشوبها سهو أو نعاس، ووصف الله نفسه بجميع الأشياء حيث قال تعالى في الآية 21 من سورة الطلاق: {وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا}.

شاهد أيضا: السورة التي ذكرت فيها البسملة مرتين

الفرق بين الثناء والحمد

في معرض التفريق بين الحمد والثناء نجد أن الحمد هو الثناء المطلق، والحمد يكون في كل شيء وفي كل وقت وحال، ويعد الحمد واحدة من أهم صفات المسلم، الحمد بالمفهوم أوسع من الثناء، ويرى القرطبي أن الحمد هو المديح والثناء على صفة وخصائص الإنسان الممدوح، كأن يقال فلان جميل، أما الثناء فيكون في مدح سلوك معين صدر عن شخص، إكرام الضيف، وحري بالذكر أن الحمد والشكر متصلان ببعضهما البعض في الحياة اليومية وعبادات المسلم، ولا يمكن تخصيص أي من الحمد أو الثناء بأوقات معينة، ومن الطريقة المثلى في الحمد والثناء أن الحمد في اللفظ، أما الثناء في اللفظ والقلب.

فضل الثناء على الله

للثناء على الله العديد من الفضائل والفوائد نذكر منها:

• الثناء على الله تعالى يقوي صلة العبد بربه، وهو خير دليل على الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم.
• الثناء طريق لكسب رضوان الله على عباده، وخير دليل على معرفة النعم التي من الله علينا بها.
• ذكر الله والثناء عليه من أسباب حضور الملائكة وقربهم من العبد.
• الثناء على الله تعالى أحد أسباب قبول الدعاء، والجدير بالذكر أنه خير سبب في قبول الدعاء هو النية.
• الثناء على الله في كل وقت وموضع سبب في التوفيق وراحة النفس.

شاهد أيضًا: الآيات الكريمة التي تحث على التأمل

ادعية الثناء على الله

ورد في السنّة النبوية الكثير من الأحاديث التي تبين الأدعية التي كان يدعو فيها النبي ربّه في السراء وفي الضراء وفي السرِ والعلانية، فالنبيّ كان يبدأ كل أدعيته بالثناءِ على الله وشكرِ على نعمهِ التي لا تُعد ولا تُحصى، وفيما يلي أبرز الأدعية المشهورة عن خير الخلقِ:

• اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء للبديني فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
• اللهم لك الحمد، أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت قيم السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، أنت الحق، ووعدك حق، وقولك حق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والساعة حق، والنبيون حق، ومحمد حق، اللهم لك أسلمت، وعليك توكلت، وبك آمنت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت، وما أعلنت، أنت المقدم، وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت.
• الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات والأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم وما يحيطون بعلمه من شيء إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض، ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم.

وبهذا المقدار من المعلومات سوف ننهي هذا المقال الذي كان يحمل عنوان ما معنى الثناء على الله تعالى وما هي كيفيته، وقد أرفقنا في سطوره كل ما يخص الثناءِ على اللهِ بصورة مفصّلة إضافة إلى فضائله.