حكم قطع صيام القضاء وصيام النفل

إن حكم قطع صيام القضاء وصيام النفل من الأحكام المتفق عليها عند غالبية جمهور العلماء من حيث جوازها أو عدم جوازها، وذلك بعد الرجوع إلى النصوص الشرعية الوارد ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف نقف على استبيان هذه المسألة الشرعية ونوضح ما هو حكمها الشرعي في أكثر من رأي من آراء الفقهاء والعلماء المستنيرين، بعد التعريف بما هو صيام القضاء والنفل.

صيام القضاء وصيام النفل

صيام القضاء المقصود به القضاء الذي يتوجب على المسلم من صيام ما فاته من أيام مفروضة بالصيام، ولم يستطيع الإنسان صيامها وفق المباحات الشرعية، والقضاء هي رخصة أجازها الله في هذه الحالات لمن اضطر على الإفطار في شهر رمضان، بما في ذلك المرض الشديد والسفر للرجال، إضافة إلى أحكام الإفطار بالصيام للمرأة الحائض أو النفساء وما إلى ذلك، أما صيام النفل فهو صيام التطوع من السنن التي سنها النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام- في حياته، مثل صوم الست من شوال وما نحو ذلك.

شاهد أيضًا: حكم قطع صيام الست من شوال

حكم قطع صيام القضاء وصيام النفل

إن حكم قطع صيام القضاء وصيام النفل فيه تفصيل متفق عليه عند غالبية جمهور العلماء، وفي هذا التفصيل نذكر ما يلي: 

حكم قطع صيام القضاء

إن حكم قطع صيام القضاء غير جائز باتفاق غالبية جمهور العلماء، وذلك لأن النصوص الشرعية التي وردت من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، لم تجز قطع الواجب من الفروض، وإنما القضاء هو واجب على كل مسلم أفطر في رمضان بوجود عذر شرعي لذلك، فإذا شرع المسلم بصيامه، لا يجوز قطعه والله أعلم.[1][3][4]

حكم قطع صيام النفل

إن حكم قطع صيام النفل جائز باتفاق غالبية جمهور العلماء، فالنفل هو سنة مستحبة، وصيامها تطوع من قبل المسلم، وإذا لم يكمل صيامه بها فهو جائز شرعاً، وإنما ضاع فيها الثواب والأجر في حال قطعها، وهذا الجواز مباح لكن مع وجود الكراهة بذلك، ويحب أن يكون هناك عذر قوي لهذا القطع حتى تسقط الكراهة، والله أعلم.[2][3][4]

حكم قطع صيام القضاء وصيام النفل ابن باز

في ما جاء في فتوى الإمام ابن باز -رحمه الله- في حكم قطع صيام القضاء، جاء ما يلي:[1]

الواجب عليك إكمال الصيام، ولا يجوز الإفطار إذا كان الصوم فريضة كقضاء رمضان وصوم النذر، وعليك التوبة مما فعلت، ومن تاب، تاب الله عليه.

أما في حكم قطع صيام النفل أو التطوع، فقد أفتى بما يلي:[2]

نعم يجوز له ذلك، لكن الأفضل له أن يكمل الصيام، إلا أن تكون هناك حاجة للإفطار كإكرام ضيف أو شدة حر ونحو ذلك؛ لأنه ثبت عن النبي ﷺ من حديث عائشة رضي الله عنها ما يدل على ما ذكرنا. والله ولي التوفيق.

شاهد أيضًا: حكم تقديم صيام الست من شوال قبل القضاء

حكم قطع صيام القضاء وصيام النفل ابن عثيمين

في ما جاء في فتوى الإمام ابن عثيمين -رحمه الله- في هذه المسألة الشرعية، جاء ما يلي:[3]

أما صيام القضاء فإنه لا يجوز قطعه؛ لأن القاعدة التي دلت عليها النصوص أن من شرع في واجب فلا يجوز له قطعه إلا لعذر شرعي؛ ولهذا لو أن إنساناً كبر ليصلي صلاة الفريضة، ثم استأذن عليه أحد يدق عليه الباب فإنه لا يجوز أن يقطع الفريضة من أجل أن يأذن لهذا الطارق، وأما صيام الأيام الست فهي نفل، والنفل يجوز للإنسان أن يقطعه، لكنه يكره إلا لغرض، هذا هو حكم قطع القضاء وقطع صيام الأيام الست.

حكم قطع صيام القضاء وصيام النفل إسلام ويب

في ما جاء في حكم قطع صيام القضاء وصيام النفل على موقع إسلام ويب، نذكر ما ورد في نص الفتوى رقم 26626 في هذا الخصوص، وجاء فيها ما يلي:[4]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن من شرع في عبادة مثل الصوم والصلاة فإن الواجب عليه إتمامها عند جمع من أهل العلم إذا كانت تطوعاً، وأحرى إذا كانت واجبة كقضاء رمضان.

ولا يجوز للمسلم أن يفطر في قضاء رمضان أو غيره من الصيام الواجب إلا بعذر شرعي يبيح له الإفطار، ومن فعل ذلك فإنه يأثم لقطعه العبادة الواجبة بدون عذر ففي ذلك عدم الاكتراث بالعبادة والتلاعب بها.

شاهد أيضًا: هل يجوز صيام الست من شوال بنية القضاء

حكم الإفطار في قضاء الصوم الواجب الإسلام سؤال وجواب

جاء في حكم الإفطار في قضاء الصوم الواجب الإسلام سؤال وجواب أن الإفطار في قضاء اليوم غير جائز، سواء كان القضاء بنية صيام ما فاته من رمضان، أو قضاء كفارة اليمين، إلا بوجود عذر شرعي مثل المرض والسفر وما نحو ذلك، فالقضاء هو من الجوازات التي أحلها الله للمسلمين حتى لا يكون هناك حرج عليهم، ولا يجوز للمسلم التهاون بها إلا للشديد القوي وفق ما أحل الله، والطرف المقابل لذلك، فإنه يجوز للمسلم أن يفطر في صوم النفل، فهو غير مفروض على المسلم، وهذا الجواز موجود مع الكراهة عند بعض أهل العلم، في حال لم يكن هناك عذر شرعي، والله أعلم.[5]

بهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان حكم قطع صيام القضاء وصيام النفل، والذي تعرفنا من خلاله على حكم هذه المسألة الشرعية في أكثر من قول وأكثر من رأي استناداً للأدلة الشرعية المنصوص عليها في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، كما تعرفنا على معنى صيام القضاء والنفل.