هل تكفي ركعتين في قيام الليل

هل تكفي ركعتين في قيام الليل الذي هو سنة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقد لا يتمكن المؤمن بسبب بعض من الظروف التي يمر بها أن يطيل في أداء صلاة قيام الليل أو أن يزيد في ركعاتها، والإسلام هو دين اليسر الذي لا يحمل المؤمن مشقة ما لا يطيق، لذلك فإنّ موقع مقالاتي سيقف مع مجموعة من الإضاءات الخاصة بصلاة الليل مثل عددها ووقتها وفضلها ونحو ذلك.

صلاة قيام الليل

إنّ صلاة قيام الليل هو سنة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو عبودية لله -تبارك وتعالى- وشكر له على ما يمتنّ به على عباده الضعفاء المساكين، وهو سبب من أسباب دخول الجنة بإذن الله -تبارك وتعالى- وبه يغفر الله -تبارك وتعالى- الذنوب والسيئات وهو من أفضل الصلوات بعد صلاة الفريضة، وقد ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ذلك أنّ في الجَنَّةِ غُرفًا يُرى ظاهرُها من باطنِها، وباطنُها من ظاهرِها، أعدَّها اللهُ تعالى لِمَن أَطعَمَ الطَّعام، وأَلانَ الكلام، وتابَع الصِّيام، وأفْشَى السَّلام، وصَلَّى باللَّيلِ والناسُ نِيام.[1]

اقرأ أيضًا: كم عدد ركعات قيام الليل

هل تكفي ركعتين في قيام الليل

تكفي ركعتان في قيام الليل كما ورد في حديث ابن عباس رضي الله عنه أنه: “بِتُّ في بَيْتِ خَالَتي مَيْمُونَةَ بنْتِ الحَارِثِ زَوْجِ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- وكانَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- عِنْدَهَا في لَيْلَتِهَا، فَصَلَّى النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- العِشَاءَ، ثُمَّ جَاءَ إلى مَنْزِلِهِ، فَصَلَّى أرْبَعَ رَكَعَاتٍ، ثُمَّ نَامَ، ثُمَّ قَامَ، ثُمَّ قَالَ: نَامَ الغُلَيِّمُ أوْ كَلِمَةً تُشْبِهُهَا، ثُمَّ قَامَ، فَقُمْتُ عن يَسَارِهِ، فَجَعَلَنِي عن يَمِينِهِ، فَصَلَّى خَمْسَ رَكَعَاتٍ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ نَامَ، حتَّى سَمِعْتُ غَطِيطَهُ أوْ خَطِيطَهُ، ثُمَّ خَرَجَ إلى الصَّلَاةِ”.[2]

اقرأ أيضًا: أقل عدد ركعات قيام الليل

كيفية تأدية صلاة قيام الليل

تؤدى صلاة الليل ركعتان ركعتان يُسلم المؤمن ما بين كل ركعتين بتسليمة واحدة كما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقد ذكر أنّه جاء رجل يسأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن صلاة الليل فذكر -عليه الصلاة والسلام- أن صلاةُ الليلِ مَثْنَى مثنَى، فإذا خشِيَ أحدُكم الصبحَ صلَّى ركعةً واحدةً، تُوتِر له ما قدْ صلَّى.[1]

شاهد أيضًا: ماذا يقرأ في صلاة قيام الليل في رمضان

ماذا يقرأ في صلاة قيام الليل

يقرأ المسلم في صلاة قيام الليل ما شاء الله له أن يقرأ، أي لا لم يرد دليل عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في تخصيص آيات معينات تُقرأ في صلاة الليل، وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قام بسورة البقرة، ولكنّ ذلك ليس تخصيصًا لتلك السورة في تلك الصلاة، والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: هل تكفي صلاة التراويح عن قيام الليل

فضل صلاة قيام الليل

ورد في فضل قيام الليل ما يلي:[1]

• ذكر لله تعالى في كتابه العظيم آيات كريمة تحث على قيام الليل، وتمدح القائمين حيث قال: {تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا ۚ لَّا يَسْتَوُونَ}.[4]
• قيام الليل هو شكر لله -تبارك وتعالى- على النعم التي يغرق بها عباده، حيث ذكرت عائشة رضي الله عنها أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه مع أنّ الله قد غفر ذنبه كله إلا أن ذلك القيام هو شكر لله.
• قيام الليل هو واحد من الأسباب التي سخرها الله للعباد ليكون فاعلها من أهل الجنان.
• قائم الليل يغفر الله تعالى له ذنوبه وسيئاته.

شاهد أيضًا: هل صلاة التراويح تغني عن قيام الليل

وقت صلاة قيام الليل

إنّ وقت صلاة الليل يكون من بعد العشاء وحتى طلوع الفجر على رأي جمهور أهل العلم والفقه، وقد كان يقوم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا انتصف الليل أو قبله بشيء يسير، أو بعده بشيء يسير، والمسلم الذي لا يرجو أن يقوم في منتصف الليل له أن يأتي به قبل نومه، فيُثاب عيه بإذن من الله.[1]

شاهد أيضًا: متى تبدأ صلاة القيام في العشر الاواخر من رمضان

دعاء صلاة قيام الليل

لقد ورد في السنة النبوية الشريفة بعض من الأدعية التي تقال في صلاة الليل وهي:

دعاء الاستفتاح

إنّ لدعاء الاستفتاح في صلاة الليل صيغ كثيرة، ولكن ما ورد منها في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنه:[5]

“اللهم لك الحمد أنت قيِّم السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، لك ملك السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، أنت ملك السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، أنت الحق، ووعدك حق، ولقاؤك حق، وقولك حق، والجنة حق، والنار حق، لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت؛ فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت – أو: لا إله غيرك – ولا حول ولا قوة إلا بالله”، ومنها: “اللهم رب جبرائيل وميكائيل، وإسرافيل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختُلِف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم”.

دعاء السجود

ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قوله في دعاء السجود:[5]

“اللهم أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك”.

دعاء الوتر

ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه كان يقول في دعاء الوتر:[5]

“اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت”.

شاهد أيضًا: دعاء صلاة التهجد في العشر الاواخر من رمضان مكتوب

الوسائل المعينة على قيام الليل

من الوسائل التي يستعين بها المرء على قيام صلاة الليل هي:

• النوم باكرًا حتى يتمكن المؤمن من القيام إلى صلاة الليل نشيطًا.
• الاستعانة بأحد المنبهات التي تعينه على الاستيقاظ في الوقت المطلوب.
• سؤال الله -تبارك وتعالى- أن يعينه على أداء صلاة الليل.
• المداومة على صلاة الليل حتى ولو بركعتين فالعمل الدائم القليل أحب إلى الله تبارك وتعالى من الكثير المنقطع.
• عدم الحديث عن نعمة قيام الليل أمام غيره حتى لا يُصادف عينًا حاسدة تفتك به.
• الابتعاد عن الغيبة والنميمة والذنوب المانعة لصلاة قيام الليل.
• شكر الله تعالى على نعمة قيام الليل التي امتن عليه -سبحانه- بها.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال هل تكفي ركعتين في قيام الليل وذكرنا رأي الفقهاء والعلماء في أقل ركعات صلاة الليل، وما هو فضل أداء تلك الصلاة وكيف يُمكن للمسلم أن يداوم عليها وبماذا يستعين من أجل ذلك.