طريقة صلاة التهجد في العشر الاواخر من رمضان

طريقة صلاة التهجد في العشر الاواخر من رمضان هذه الصلاة المباركة التي تُعدُّ من أعظم الصلوات التي ينبغي على المسلم المواظبة عليها في كل ليلة من ليالي الأيام العشر الأواخر من رمضان وسائر أيام الشهر الفضيل، وفي هذا المقال من موقع مقالاتي سوف نتحدث عن كيفية صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان بالإضافة إلى الحديث بالتفصيل عن عدد ركعات هذه الصلاة وعن الفرق بينها وبين صلاة قيام الليل في الإسلام.

التعريف بصلاة التهجد

تُعرّف صلاة التهجد على أنّها صلاة من الصلوات النافلة في الشريعة الإسلامية، وهي الصلاة التي تكون في جوف الليل بعد رقدة، أي بعد أن ينام المسلم حينًا من الليل، ثمّ يستيقظ ويؤديها في الليل، وهي من الصلوات المباركة التي حثّ عليها الشرع الإسلامي في القرآن الكريم بشكل صريح، وتحديدًا في قوله تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا} [1] وهي صلاة مشهودة؛ لأنّها من الصلوات التي تُصلّى في آخر الليل، وصلاة آخر الليل مشهودة كما أشار الرسول محمد -صلَّى الله عليه وسلّم-، فعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أنّه قال: “قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: مَن خَافَ أَنْ لا يَقُومَ مِن آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أَوَّلَهُ، وَمَن طَمِعَ أَنْ يَقُومَ آخِرَهُ فَلْيُوتِرْ آخِرَ اللَّيْلِ؛ فإنَّ صَلَاةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَشْهُودَةٌ، وَذلكَ أَفْضَلُ. وقالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: وفي روايةٍ: مَحْضُورَةٌ” [2] فيجب على المسلم أن يحافظ على أداء صلاة التهجد في رمضان وغير رمضان، لما فيها من ثواب وأجر عظيم. [3]

اقرأ أيضًا: متى تبدأ صلاة التهجد في رمضان

طريقة صلاة التهجد في العشر الاواخر من رمضان

تُصلّى صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان مثنى مثنى، وتكون بعد النوم أي بعد رقدة قصيرة يرقدها المسلم في أول الليل، أمّا وقتها فبين الانتهاء من صلاة العشاء وبين طلوع فجر اليوم التالي، وتكون هذه الصلاة ركعتين خفيفتين، ويمكن أن يزيد المسلم في صلاتها ما تيسر له من الركعات، وجدير بالقول إنّه من السنة أن يصلي المسلم بعد هذه الصلاة صلاةَ الوتر، ويجوز للمسلم أن يوتر بركعة واحدة، ويجوز أن يوتر بثلاث ركعات، أمّا الدليل على أنّ هذه الصلاة تُصلّى ركعتين ركعتين، كل ركعتين بتسليمة، هو الحديث الذي ورد عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، والذي قال فيه: “صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فإذا رَأَيْتَ أنَّ الصُّبْحَ يُدْرِكُكَ فأوْتِرْ بواحِدَةٍ. فقِيلَ لاِبْنِ عُمَرَ: ما مَثْنَى مَثْنَى؟ قالَ: أنْ تُسَلِّمَ في كُلِّ رَكْعَتَيْنِ” [4] والله أعلم.

شاهد أيضًا: صلاة التراويح في العشر الأواخر كم ركعة

صلاة التهجد كم ركعة في العشر الأواخر

لم يرد في النصوص الشرعية الإسلامية نص صريح يحدد عدد ركعات صلاة التهجد، وإنّما الوارد أنّ هذه الصلاة تُصلّى ركعتين على أقل تقدير، وتُصلّى أكثر كما شاء المسلم من الزيادة، وفيما يأتي نذكر بعض أقوال أهل العلم فيما يتعلق بعدد ركعات صلاة التهجد في الإسلام:

• ورد في الموسوعة الفقهية القول الآتي: “اتفق الفقهاء على أن أقلها ركعتان خفيفتان؛ لما روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إذا قام أحدكم من الليل، فليفتتح صلاته بركعتين خفيفتين”.
• ورد في أقوال علماء المذهب المالكي: “أكثره عشر ركعات أو اثنتي عشرة ركعة، فقد روي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي بالليل إحدى عشرة ركعة يوتر منها بواحدة، وروي أنه كان يصلي فيه اثنتي عشرة ركعة، ثم يوتر بواحدة”.
• وجاء في المذهب الشافعي: “لا حصر لعدد ركعاته وهو ما يؤخذ من عبارات فقهاء الحنابلة، لخبر: الصلاة خير موضوع من شاء أقل ومن شاء أكثر”.

شاهد أيضًا: هل صلاة التهجد تغني عن صلاة التراويح

الفرق بين صلاة التهجد وصلاة قيام الليل

إنّ الفرق بين صلاة التهجد وصلاة قيام الليل أنّ صلاة التهجد تكون بعد رقدة، أي بعد أن يستيقظ المسلم من النوم، أمّا صلاة قيام الليل، فتكون قبل النوم، ومن الفروق أيضًا أنّ صلاة التهجد هي جزء من صلاة الليل، فإذا صلّى المسلم التهجد حُسب له قيام الليل، أمّا قيام الليل، فهي ليس جزءًا من التهجد، فلو قام المسلم الليل لا تُحسب له التهجد، وتتفق صلاة قيام الليل وصلاة التهجد في وقت أداء كلٍّ منهما، حيث تُصلّى كل صلاة من هاتين الصلاتين في الوقت الممتد من الانتهاء من صلاة العشاء حتّى طلوع الفجر، ومن أبرز أقوال العلماء فيما يتعلق بموضوع الفرق بين هاتين الصلاتين قول الشيخ ابن باز -رحمه الله تعالى-:

الصلاة في الليل تسمى تهجدًا، وتسمى قيام الليل، كما قال الله تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ}، وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا} وقال -سبحانه- في سورة الذاريات عن عباده المتقين: {آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ} أما التراويح: فهي تطلق عند العلماء على قيام الليل في رمضان أول الليل، مع مراعاة التخفيف وعدم الإطالة، ويجوز أن تسمى تهجدًا، وأن تسمى قياما لليل، ولا مشاحة في ذلك

بهذه المعلومات الفقهية المهمة نصل إلى نهاية هذا المقال الذي سلّطنا فيه الضوء على صلاة التهجد، وعلى طريقة صلاة التهجد في العشر الاواخر من رمضان، وتحدثنا فيه عن عدد ركعات هذه الصلاة وعن الفروق الواضحة بينها وبين صلاة قيام الليل في الشرع الإسلامي.