هل ليلة القدر ثابتة ام متغيرة

هل ليلة القدر ثابتة ام متغيرة من الأسئلة المتكررة في شهر رمضان الفضيل، لأن المسلم عادةً يلتمس أفضل الأوقات ليكثر فيها من العبادات والصلوات والأعمال الصالحة، وليلة القدر هي أفضل الليالي؛ فهي خير من ألف شهر كما ورد في القرآن الكريم. وفي هذا المقال سيوضّح موقع مقالاتي هل ليلة القدر ثابتة أم متغيرة مع بيان بعض الأحكام المتعلقة بها.

ما هي ليلة القدر

ليلة القدر ليلة عظيمة، جعلها الله تعالى مفضّلة على غيرها من الليالي؛ فهي خير من ألف شهر، قال تعالى: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ)،[1] وقد ذكرت بعض الأحاديث الواردة عن النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- أنّها في العشر الأواخر من رمضان، وهي في الأوتار منها آكد، وقد كان النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- يعتني في العشر الأواخر من رمضان، ويجتهد بالصلاة وتلاوة القرآن والطاعات طلبًا لهذه الليلة المباركة، وحريّ بالمسلمين أن يتحرّوا ليلة القدر اتّباعًا لهديه.[2]

شاهد أيضًا: صحة حديث تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان

هل ليلة القدر ثابتة ام متغيرة

اختلف العلماء في تحديد موعد ليلة القدر، فذكر بعضهم أنّها ليلة ثابتة لا تتغيّر، وقال البعض الآخر إنّها تتغيّر في كلّ عام عن العام السابق، وفيما يأتي سيتم ذكر أقوال العلماء باختصار:[3]

• الأوّل: المشهور عند فقهاء المالكية والشافعية والحنابلة أنّها أرجى ما تكون في العشر الأواخر من رمضان، وفي الأوتار منها آكد، وقد قال المالكية في المشهور عندهم والحنابلة بأنّها ليلة السابع والعشرين من رمضان.
• الثاني: تتغيّر ليلة القدر من سنة إلى أخرى أيّ أنّها متنقّلة غير ثابتة، وذلك جمعًا للأحاديث؛ فلا سبيل للجمع بين الأحاديث إلا من خلال القول بأنّها متنقّلة، لكن عمومًا ذكرت الكثير من الأحاديث أنّها في شهر رمضان، وفي العشر الأواخر منه خاصّةً.
• الثالث: ذكر الكثير من الفقهاء أن ليلة القدر في السابع والعشرين من رمضان؛ وهو قول ابن عبّاس ومجموعة من الصحابة.
• الرابع: تنحصر ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، لكنّها مبهمة لا تُعلم، وهي متعيّنة لا تتغيّر، وعلى أنّها في كلّ ليالي العشر محتملة، إلا أنّها في الأوتار أرجى، وهذا ما نقله النووي عن الشافعية، وبيّن أن أرجى الوتر عند الشافعي هو الحادي والعشري والثالث والعشرين.
• الخامس: ليلة القدر تختصّ بشهر رمضان على وجه التحديد عند الإمام أبي حنيفة وصاحبيه، وهي عند الصاحبين متعيّنة لا تنتقل، وعند الإمام لا تتعيّن.
• السادس: ليلة القدر هي الليلة الأولى من شهر رمضان.
• السابع: ليلة القدر هي السابعة عشرة من رمضان.
• الثامن: مبهمة في العشر الأوسط من رمضان.
• التاسع: ليلة القدر هي ليلة تسعة عشر من رمضان.

شاهد أيضًا: ما هو فضل ليلة القدر وعلاماتها

هل ليلة القدر في الليالي الوترية فقط

ترجى ليلة القدر في جميع ليالي العشر الأواخر من رمضان، لكنّها في الأوتار أرجى، لهذا على المسلم أن يجتهدّ في الطاعات في الليالي كلّها طلبًا لليلة القدر.[4]

شاهد أيضًا: علامات ليلة القدر بالادلة من السنة النبوية

متى نتحرى ليلة القدر 

ليلة القدر في شهر رمضان المبارك وأرجى ما تكون في ليالي الوتر من العشر الأواخر من رمضان، وهذا ما عليه جمهور العلماء، وذكر بعضهم أنّها محتملة في جميع ليالي العشر الأواخر؛ فعلى المسلم أن يحتاط ويتحرّى ليلة القدر في ليلي العشر الأواخر كلّها، فيجتهد بالصلاة وتلاوة القرآن والقيام بكل أنواع العبادات والدعاء.[4]

شاهد أيضًا: من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه وما تأخر

هل يجوز النوم في ليلة القدر

لو نام المسلم في ليلة القدر لا يكون آثمًا، لكنّه يكون قد حرم نفسه من البركة والخير والطاعة، فليلة القدر والعشر الأواخر بالعموم من المواسم التي تعظم فيها الطاعات وتستجاب بها الدعوات. وعلى العموم، يحصل للمسلم قيام ليلة القدر بقيام بعضها أو معظمها أو بالقيام ببعض الطاعات؛ من الصلاة وتلاوة القرآن ومدارسة العلم الشرعي وغير ذلك. وينبغي للمسلم أن يكون حريصًا على الاجتهاد في جميع ليالي العشر الأواخر من رمضان، علّه بذلك يصيب ليلة القدر.[5]

شاهد أيضًا: احاديث عن ليلة القدر

علامات ليلة القدر

وردت أحاديث نبويّة مطهّرة فيها ذكر لعلامات ليلة القدر، وتنقسم هذه العلامات إلى علامات تحصل خلال ليلة القدر وعلامات تحدث بعدها، وفيما يأتي بيان لهذه العلامات:[6]

علامات أثناء ليلة القدر

ورد عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه-: (إنَّ أمارةَ ليلةِ القدْرِ أنَّها صافيةٌ بَلْجَةٌ كأنَّ فيها قمرًا ساطعًا، ساكنةٌ لا بردَ فيها ولا حرَّ، ولا يحلُّ لكوكبٍ أن يرمَى به فيها حتَّى يُصبِحَ).[7] كما ثبت أيضًا عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّه قال: ( تَذَاكَرْنَا لَيْلَةَ القَدْرِ عِنْدَ رَسولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-، فَقالَ: أَيُّكُمْ يَذْكُرُ حِينَ طَلَعَ القَمَرُ وَهو مِثْلُ شِقِّ جَفْنَةٍ؟)،[8] ومن هذا الحديث قال بعض أهل العلم أنّ ليلة القدر تكون في نهاية الشهر، لأنّ هذه الصورة من القمر تكون في آخر الشهر.[6]

شاهد أيضًا: صحة حديث أبي بن كعب عن ليلة القدر

علامات بعد ليلة القدر

من العلامات التي تأتي بعد ليلة القدر؛ أن الشمس في صبيحتها تطلع بيضاء من غير أشعّة ممتدة، وقد قال النووي في شرحه لصحيح مسلم: “فكأن الشمس يومئذ لغلبة نور تلك الليلة على ضوئها، تطلع غير ناشرة أشعتها في نظر العيون”.[6]

وفي ختام هذا المقال، نكون قدّ وضّحنا هل ليلة القدر ثابتة ام متغيرة تحتمل أن تكون في أيّ ليلة من ليالي العشر الأواخر، ثمّ سلّطنا الضوء على مجموعة من الأحكام الخاصّة بليلة القدر.