هل يجوز تأخير زكاة الفطر عن صلاة العيد

هل يجوز تأخير زكاة الفطر عن صلاة العيد وقبل غروب الشمس، أم يأثم المسلم إن أخرها عن صلاة العيد، وما هو آخر وقت يستطيع فيه المسلم أداء صدقة الفطر من غير أن يأثم؟ كلّ هذه الأسئلة تتبادر إلى ذهن المسلمين ويبحثون لها عن إجابات، تحريًا لقبول صدقاتهم واكتساب الأجر والثواب. وفي هذا المقال من موقع مقالاتي سيتمّ تسليط الضوء على حكم تأخير زكاة الفطر عن صلاة العيد وأحكام أخرى متعلّقة بها.

هل يجوز تأخير زكاة الفطر عن صلاة العيد

يجوز عند الجمهور تأخير زكاة الفطر عن صلاة العيد، ويحرم عندهم تأخيرها عن غروب شمس يوم الفطر، ومن أخرها آثم، ولا تسقط عنه بل عليه أن يقضيها، لأنّها في ذمّته ولا تفوت بمضيّ يوم الفطر.[1] وعلى الرغم من أنّ إيجاب صدقة الفطر قبل صلاة العيد فيه احتياط أكثر،  لكن السلف اختاروا جواز تأخيرها بناءً على فهمهم المعتبر للأدلة.[2]

وقد اعتبر جمهور أهل العلم أداء زكاة الفطر صباح يوم العيد بين صلاة الفجر وصلاة العيد مستحبّ ومندوب ليس واجبًا، فمن أدى زكاته بعد صلاة العيد وقبل مضيّ يوم الفطر بغروب شمسه لا يأثم إن شاء الله -تعالى-.[2]

شاهد أيضًا: هل يجوز اخراج زكاة الفطر نقدا

هل يجوز إخراج زكاة الفطر أول رمضان

ذهب السادة الشافعية في الصحيح عندهم والأحناف فيما عليه الفتوى إلى أنّ إخراج زكاة الفطر جائز من أوّل دخول شهر الصيام؛ وعلّتهم في ذلك أنّ زكاة الفطر وجبت بسببين؛ الصوم والفطر منه، ومع دخول شهر الصوم ووجود أحد السببين جاز أن تُخرج صدقة الفطر.[3]

كما ورد في عند بعض الأحناف والشافعية؛ أنّه للمسلم أن يخرج صدقة فطره قبل دخول شهر رمضان، منذ بداية الحول؛ باعتبار زكاة الفطر من الزكوات فكانت تشبه الزكاة في أحكامها؛ فأشبهتها في جواز تقديمها، لكن لم يجِز المالكية والحنابلة تعجيل أداء زكاة الفطر إلى أكثر من يوم أو يومين قبل العيد.[3]

شاهد أيضًا: حكم زكاة الفطر في المذاهب الأربعة

هل يجوز إخراج المال عن زكاة الفطر

ذهب جمهور الفقهاء؛ من الشافعية والحنابلة والمالكية إلى وجوب إخراج زكاة الفطر طعامًا وعند جواز إخراجها مالًا؛ وعلّة ذلك عندهم أنّه لم يرد نص شرعي في دلالة على جواز إخراج زكاة الفطر نقدًا، كما أنّ القيمة المالية لا تجوز في حقوق الناس من دون تراضٍ، وفي صدقة الفطر لا يوجد من يُطلب رضاهم أو إبراءهم من الناس؛ لعدم وجود مالك محدّد. لكن ذهب الأحناف إلى أنّ إخراج زكاة الفطر نقدًا جائز، بل وهو الأفضل في حال اليسر وتوفّر الحبوب في السوق؛ ليتسنى للفقير شراء ما يريد من حاجاته يوم العيد.[4]

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى آخر هذا المقال الذي بيّنا فيه هل يجوز تأخير زكاة الفطر عن صلاة العيد كما أجاب جمهور أهل العلم عليه، ثمّ بيّنا حكم تقديم زكاة الفطر إلى أول شهر رمضان وحكم إخراج صدقة الفطر نقدًا.